بقلم- بسام سمان:
الأوضاع الحالية في سوق الطاقة تكشف عن موجات غير مسبوقة من رؤوس الأموال الجديدة التي تتدفق على الطفرة الحالية في مشاريع صناعة النفط والغاز، فقد قفزت مشاريع التمويل العام الحالي 2006 الى 76 مليار دولار، لكن نسبة كبيرة من هذه المشاريع تواجه مشكلات تتعلق بتجاوز الاعتمادات المرصودة، وهذا يلقي الضوء على الضعف الحالي في آليات إدارة المشاريع، وتأثيراتها الكبيرة على ''زيادة المخاطر'' وبالتالي على نجاح المشاريع·
وهناك زيادة مستمرة في مخاطر صناعة تمويل مشاريع النفط والغاز، نتيجة لزيادة تعقد مشاريع محطات البتروكيماويات، ومعدلات الاستخدام المرتفعة في المصافي، إضافة إلى الأزمة التي لا تخطئها عين فيما يتعلق بالخبرات البشرية بسبب تقاعد الآلاف من عمال الصناعة·
ولمعالجة هذه المخاطر، فإنه يتعين على شركات النفط والغاز تبني ممارسات حصيفة لإدارة مخاطر المشروع، ومن العناصر الرئيسة هنا القدرة على وضع تصورات لكل الاحتمالات، ورصد عناصر عدم اليقين وإدراج تأثيراتها في أهداف المشروع وبنوده الرئيسة مثل: الجدول الزمني والميزانية والسلامة والجودة·
وتقييم المخاطر في مشاريع النفط والغاز يجب أن يضع في حساباته دورة حياة المشروع، والفرص والبدائل وعقود التنفيذ، وتبني آلية لمواجهة المخاطر تشمل كل مراحل دورة العمل تتيح وضع تقديرات أكثر دقة ووضوحا لهدف أي مشروع وهو حجم العائد على الاستثمارات·
والتقدير الجيد للمخاطر، يتطلب إيجاد نموذج يفصل المراحل المختلفة للمشروع بما يعني تفكيك المشروع وتحليله إلى مراحل ومجموعات عمل ثم تفصيلها إلى أنشطة لتقدير المدى الزمني والنفقات المطلوبة لتنفيذها· ومثل هذا التفصيل سيساعدنا على تحديد الأنشطة التي يتعين التركيز عليها، وتلك التي تمثل عقبة في الالتزام بالجدول الزمني أو الاعتمادات المطلوبة· وسنجد أن بعض أجزاء العمل تنطوي على حالة من عدم اليقين إزاء الفترة المطلوبة لإنجازها أو المصادر والنفقات المطلوبة· وهناك أجزاء أخرى تحمل مخاطر بشأن احتمال ظهور شيء ما، ثم ما يتعين عمله في مثل هذه الحالة· ومن أمثلة ذلك: احتمال ظهور صخور أثناء أعمال الحفر والتنقيب·
وإجمالا فنحن نتطلع إلى برنامج يرصد لنا، أولا: احتمال حدوث أي شيء طارئ وتأثير مثل ذلك الحدث على فترة المشروع وميزانيته، وثانيا: احتمالات تأخر المشروع لاي فترة، وثالثا: احتمالات تجاوز المشروع للميزانية المرصودة بأي مبلغ·
وفي ضوء هذه التقارير، يستطيع راسمو السياسة اختيار ردود معينة تقلل احتمالات التعرض للمخاطر، وقد تتضمن خطة العمل بعد ذلك تفادي مبررات الخطر أو وضع خطط طواريء لمواجهة أي احتمال· وعندما يتم الاتفاق على هذه الخطة فإنها ستمثل الاستثمار التي تريد المنظمة الالتزام به للحصول على الفوائد المرجوة من المشروع·
نقلا عن مجلة بايبلاين مجازين
عدد اليوم
