السيد سلامة (أبوظبي) - أكد سلطان حسين كرمستجي مدير كليات التقنية العليا في أبوظبي طرح 31 تخصصاً علمياً خلال العام الأكاديمي الجديد في عدد من البرامج التطبيقية من بينها الدبلوم التطبيقي، والبكالوريوس، والماجستير، وتغطي هذه التخصصات احتياجات استراتيجية التمكين للحكومة الرشيدة.
وأشار إلى أنّ ترسيخ الهوية الوطنية في المناهج الدراسية في الكليات يتصدَّر استراتيجية تطوير المسيرة الأكاديمية في هذه الكليات التي تعتبر واحدة من أرقى المؤسسات التعليمية على مستوى الدولة والشرق الأوسط، نجحت قبل أكثر من 25 عاماً في أن تؤسس لنفسها مكانة مرموقة كمؤسسة وطنية رائدة في التعليم التقني العالي، لافتاً إلى أن كليات التقنية العليا في أبوظبي سجلت بذلك «ربع قرن من التميز»، ورفدت الكليات سوق العمل في الدولة بأكثر من 65 ألف خريج وخريجة منذ انطلاق مسيرتها في عام 1988، ويتصدّر هؤلاء الخريجون والخريجات المراكز القيادية في مختلف الجهات الحكومية والخاصة في الدولة.
جاهزية الكليات
وأشار مدير كليات التقنية العليا في أبوظبي في حديث لـ «الاتحاد» في أوّل لقاء له كمدير مواطن لكليات التقنية العليا في أبوظبي إلى جاهزية الكليات وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية فيها لاستقبال العام الجامعي 2013 - 2014، الذي ينطلق اليوم في مختلف كليات التقنية العليا على مستوى الدولة وعددها 17 كلية، ومن بينها كليات أبوظبي التي تضم 4 آلاف و 249 طالباً وطالبة موزعين على كلية الطلاب والتي تضم 2080 طالباً، وكلية الطالبات وتضم 2169 طالبة، لافتاً الى أن هذه الكلية لها فرعان أحدهما داخل مدينة أبوظبي والثاني في مدينة خليفة «أ»، ويبلغ عدد الطلبة المستجدين حوالي 1000 طالب وطالبة.
ولفت الى تدشين الكليات خلال العام الأكاديمي الجديد عدداً من المبادرات التعليمية ضمن استراتيجيتها القائمة على مفهوم «التعلم بالممارسة»، والذي يعتبر أحد الركائز الأساسية التي يوليها معالي محمد عمران الشامسي رئيس الكليات اهتماماً كبيراً، مشيراً الى طرحها 31 تخصصاً علمياً في عدد من البرامج التطبيقية من بينها الدبلوم التطبيقي، والبكالوريوس، وكذلك الماجستير، وتغطي هذه التخصصات احتياجات استراتيجية التمكين للحكومة الرشيدة، وكذلك أجندة السياسة العامة لحكومة إمارة أبوظبي، ورؤيتها الاقتصادية 2030.
وقال مدير كليات التقنية العليا في أبوظبي : “يتم إجراء دراسات ومسوحات ميدانية لاحتياجات سوق العمل من الكوادر الوطنية المتخصصة التي تستقطبها الكليات وتتعهدها بالرعاية وتوفر لها بيئة تعليمية وفق معايير عالمية، وقبل تخرجها يتم التحاق عدد من هؤلاء الخريجين والخريجات بسوق العمل، وتستقبل الكليات تقارير أداء إيجابية تؤكد قدرة خريجيها وخريجاتها على الإبداع ومواكبة التطور العلمي الذي يشهده سوق العمل في الدولة”.
التعلم الذكي
وأكد أن كليات التقنية العليا تواصل تنفيذ مبادرة «محمد بن راشد للتعلم الذكي»، والتي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال العام الجامعي الماضي، والتي شملت 4 آلاف طالب وطالبة بالكليات من خلال الاستعانة بجهاز «آيباد» لكل منهم لمواصلة دراسته في الكليات، لافتاً الى أنه سيتم توسيع هذه المبادرة لتشمل حوالي 4 آلاف و 500 طالب وطالبة كدفعة ثانية للانضمام لهذه المبادرة الوطنية الرائدة والتي تمثل رؤية استشرافية لما يشهده قطاع التعليم في العالم من تطور ونمو متسارع نحو الأخذ بأحدث التقنيات المتطورة.
أبرز التخصصات
وحول أبرز التخصصات المطروحة في الكليات في أبوظبي خلال العام الجامعي الجديد، أكد سلطان حسين كرمستجي على أن هذه التخصصات تشمل قائمة واسعة في مقدمتها الهندسة بأنواعها المختلفة، وكذلك هندسة وصيانة الطائرات، والهندسة الميكانيكية، والكيميائية، والمدنية، والإلكترونية، وهندسة نظم السيطرة والتحكم، مشيراً الى أنه سيتم طرح برامج جديدة للمرة الأولى خلال العام الجامعي الجديد تشمل الدبلوم التطبيقي في تقنيات المعلومات، بالإضافة إلى 15 تخصصاً في برامج البكالوريوس التي تعتبر واحدة من أرقى البرامج الأكاديمية في مؤسسات التعليم العالي بالدولة.
وأشار الى أن هذه البرامج تغطي شرائح واسعة من احتياجات سوق العمل في إمارة أبوظبي والدولة، وتشمل الهندسة والإدارة والتقنية، والإعلام، والعلوم الصحية. بالإضافة إلى تخصصات تطبيقية مطروحة للطالبات تشمل إدارة الأعمال، والمصارف والبنوك، والمحاسبة والتمويل، والموارد البشرية، ونظم المعلومات، وتكنولوجيا المعلومات، والهندسة الإلكترونية، والعلوم الصحية، كما تطرح كليات الطالبات في أبوظبي تخصصات جديدة في نظم الحاسوب، والإدارة، وكذلك الدبلوم التطبيقي في تخصص مساعدة معلمة.
مختبرات محاكاة
وأوضح كرمستجي أنّ كليات التقنية العليا تأخذ باستراتيجية واضحة المعالم بشأن جودة المخرجات التعليمية على مستوى جميع الكليات، طبقاً لفلسفة التعليم بها القائمة على نموذج «التعلم بالممارسة»، وتهيئ الكليات مختبرات ومرافق علمية متميزة في جميع التخصصات، وسيتم خلال العام الأكاديمي الجديد تدشين مختبرات «محاكاة» في الإدارة هي الأولى من نوعها، مؤكداً أن هذه المختبرات ستمثل إضافة نوعية لطرق وأساليب التدريس المتبعة في إعداد وتأهيل خريجين متخصصين في مجالات الإدارة على مستوى الدولة والمنطقة، بالإضافة إلى تجهيز مختبرات تطبيقية متطورة في مجالات الهندسية الكيميائية والمدنية والإلكترونية، والميكا ترونيكس، وصناعة الإعلام. ولفت إلى أن الكليات ستطرح 3 برامج في ماجستير العلوم التطبيقية تشمل إدارة الأعمال، وإدارة نظم المعلومات، وإدارة سياسات التعليم، وتعتبر هذه البرامج إضافة نوعية إلى ما تطرحه الكليات من تخصصات تلبي احتياجات الخريجين والخريجات في مجال الدراسات العليا.
الطلبة الموظفون
وأكد على أن كليات التقنية العليا في أبوظبي تمثل خياراً استراتيجياً للطلبة المتفوقين في الثانوية العامة لمواصلة دراستهم الجامعية بها، وتتيح الكليات بيئة تعليم بمعايير عالمية، كما توفر خيارات متنوعة تمكن الطلبة من الدراسة في الفترتين الصباحية والمسائية، مشيراً الى أن هناك نسبة تتراوح ما بين 40 - 45% من الطلاب والطالبات يدرسون بكليات أبوظبي في الفترة المسائية، ويواصلون أعمالهم كموظفين في جهات حكومية وخاصة في الصباح، وتوفر لهم الكليات هم وزملاؤهم في الفترة الصباحية كل دعمٍ يمكنهم من استكمال دراستهم الجامعية والمساهمة في خدمة التنمية الوطنية في الدولة.
وقال:”كليات التقنية العليا للطلاب في أبوظبي أنجزت توسعات جديدة شملت 13 قاعة دراسية لاستيعاب الأعداد المتزايدة للطلاب خلال العام الجامعي الجديد”.
التوطين في الكليات
وحول برامج التوطين في كليات التقنية العليا، أكد كرمستجي أن الكليات تعتبر الركيزة الأساسية التي تقود عملية التنمية البشرية على مستوى الدولة من خلال ما تقدمه من خريجين وخريجات في مختلف التخصصات التي تخدم الجهات الحكومية والخاصة بصورة مباشرة في جميع أنحاء الدولة، مشيراً الى أن كليات التقنية العليا في أبوظبي استقطبت خلال العام الجامعي الجديد 15 مواطناً ومواطنة للعمل في قطاعات مختلفة، ويمثل هؤلاء إلى جانب زملائهم وزميلاتهم في تخصصات إدارية وتقنية، إضافة لجهود التوطين في الكليات.
الهيكل الجديد
وأوضح أنّ أجندة العمل في الكليات تركز على ترسيخ الهوية الوطنية لدى الطالب، وتعزيز التوطين في مختلف القطاعات بالكليات وفق برامج مدروسة تستقطب الكوادر المؤهلة، بالإضافة الى الالتزام بجودة المخرجات التعليمية، وطرح برامج علمية تطبيقية تلبي الاحتياجات المباشرة لسوق العمل، ومواصلة ريادة الكليات وصدارتها كمؤسسة وطنية بارزة في التعليم التطبيقي والتقني.
مدير كليات التقنية العليا الجديد في أبوظبي
يعتبر سلطان حسين كرمستجي أحد الكوادر الوطنية البارزة من أبناء كليات التقنية العليا، حيث واصل تعليمه الجامعي في الكليات، وحصل على شهادة البكالوريوس في الإدارة ونظم المعلومات منها، وكذلك على ماجستير الإبداع وريادة الأعمال أيضاً من الكليات، ويواصل إنجاز أطروحته للدكتوراة في جامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية، وهي دكتوراة تنفيذية في مجال التعليم والعولمة وتركز على آليات زيادة أعداد أعضاء هيئات التدريس المواطنين المتخصصين في العلوم الهندسية بكليات التقنية العليا، ودراسة الأسباب التي من شأنها أن تشجع أعداداً من الطلبة المتميزين على الالتحاق بمثل هذه التخصصات في المستقبل.
عدد اليوم
