الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أكاديمية نيويورك» تزود طلبتها بأدوات الاحتراف السينمائي

«أكاديمية نيويورك» تزود طلبتها بأدوات الاحتراف السينمائي
13 سبتمبر 2011 01:53
متفرعة من الأكاديمية التي تحمل الاسم نفسه في نيويورك، انطلقت أكاديمية نيويورك للفيلم في أبوظبي في العام 2007 بهدف استقطاب المواهب الشبابية الراغبة في دخول معترك العمل السينمائي، لتعلمهم آلية صناعة الأفلام، وسائر المتعلقات المرتبطة بها، من تمثيل وإضاءة وسينوغرافيا وسواها. وهي تشكل مواد منهاج الأكاديمية التي تقدم لطلابها فرصة الحصول على دبلوم سينمائي بعد دراسة لمادة عام كامل، كما تتيح إمكانية الاستفادة من دورات مساعدة مكثفة تتراوح مدت الصباحية منها بين 4 و8 أسابيع، في حين تصل مدة المسائية إلى 12 أسبوعاً، وكل ذلك بهدف ترسيخ معلومات الطلبة في حقول العمل المرئي. الدورات المساعدة تستقطب غالباً بعض العاملين في المجال السينمائي أو التلفزيوني، ممن يكونون قد اكتسبوا بعض الخبرة ويحتاجون للتمكن من بعضها الآخر. أسست أكاديمية نيويورك للفيلم السينمائي بهدف رعاية وتشجيع أصحاب المواهب من الجيل الإماراتي الشاب، ومساعدته على اختراق الجدار التقني الذي يفصل أفراده عن العمل في الحقل السينمائي، إضافة إلى تذليل الصعوبات التكنولوجية التي تحول بينهم وبين هواياتهم المفضلة. حفاوة دولية إلى ذلك، يقول علي شهاب، مستشار التسويق والاتصالات في الأكاديمية، إن الدراسة في الأكاديمية تقدم العملي على النظري، حيث يكون على الطالب المنتسب حديثاً أن يحمل كاميرته بدءاً من الأيام الأولى، وبمدة لا تتخطى الأسبوع يجدر به أن ينجز فيلمه الأول، وهو من الأفلام القصيرة التي قد لا يكون ممكناً الاعتداد بقيمتها الإبداعية، لكنها تمثل مدخلاً نحو التأقلم مع متطلبات العمل السينمائي، وفرصة لإزالة عامل الرهبة من نفوس الطلبة المبتدئين الذين تكون صلتهم بتقنيات الضوء ومتمماته شبه معدومة. ويضيف شهاب أن الأكاديمية تمثل إحدى المؤسسات العاملة في إطار هيئة أبوظبي للثقافة والفنون، وقد أبصرت النور في العام 2007 حيث أمكنها منذ ذلك الحين أن تخرج دفعات متعددة من الطلاب الذين وجدوا طريقهم إلى سوق العمل، وبعضهم أظهر تمايزاً ملحوظاً، إذ فازت بعض الأفلام التي انجزها طلاب الأكاديمية في جوائز من مهرجانات متعددة، كما أمكن لبعضها الآخر أن يلقى احتفاءً من مهرجانات سينمائية دولية، في مقدمها مهرجان كان السينمائي الذي يتميز باحترافيته، ودقة اختياراته، إضافة إلى حرصه على استضافة أفلام نخبوية الطابع. ويوضح أن البرامج المعتمدة من قبل الأكاديمية تسعى إلى التجاوب مع التحدي السينمائي الأبرز في زمننا المعاصر، والمتمثل في إنجاز أفلام ذات نوعية مميزة بتكلفة متواضعة، وقد أمكنها الالتزام بتعهدها ذاك. وكان للبيئة الإماراتية الفائقة الثراء بمشاهدها وجغرافيتها المتميزة أن ساعدتها على الإيفاء بوعودها، حيث يمكن التنبه بوضوح إلى علامات فارقة في النتاجات التي حملت تواقيع خريجي الأكاديمية، مؤداها الإدهاش دون بذخ والإبداع دون إسراف، ولا بد من التعريج هنا على ملاحظة تتعلق بحرص خريجي الأكاديمية من الأجانب على الاستفادة من وجودهم في الإمارات لإنجاز أفلام تعكس طبيعتها الجغرافية المميزة، وتستفيد من فرادة مناخها الاستثنائية. وعن مدة الأفلام المنجزة، يوضح شهاب أن معظمها من الأفلام القصيرة التي تتراوح مدتها بين 5 و8 دقائق، لكنه يستدرك أن قصر زمن الأفلام لا يعني بالضرورة سهولة إنجازها، بل يكاد يكون أحياناً عائقاً أمام سهولة التعبير عن الرؤية الإبداعية لصانع الفيلم الذي يتعين عليه آنذاك تكثيف معطياته في فترة زمنية متواضعة، أي أن الاختصار هنا ليس مرادفاً للسهولة بل قد يكون العكس هو الصحيح. تفاعل حضاري بوسع الحائزين على الدبلوم من الأكاديمية في أبوظبي أن يتابعوا دراستهم في المركز الرئيسي في نيويورك، حيث يكون متاحاً أماهم حيازة البكالوريوس، ومن شأن هذا الانتقال بين محيطين جغرافيين وثقافيين متباينين أن يثري رؤية الطالب الحضارية، ويتيح له الإطلاع على تجارب متنوعة مما يمنحه خصوصية في عمله لا تتأتى لمن اقتصرت مصادره العلمية على مكان واحد، هذه الخاصية، يقول شهاب، هي التي تدفع بعض الطلاب الأجانب ممن أنهوا دراستهم في الأكاديمية للعودة إلى الإمارات مجدداً، بهدف إنجاز أفلام جديدة، أو تطوير تجاربهم الفنية، اعتماداً على دينامية التفاعل المتعدد الأوجه. وفي إطار تقديم بعض الإحصائيات «غير الموثقة»، يوضح شهاب أن الأفلام التي تم إنجازها في رحاب الأكاديمية منذ تأسيسها يتجاوز الـ700 فيلم، وهي في أغلبها الأهم من الأعمال التي يمكن الدفاع عن بعدها الاحترافي، وسويتها الفنية. كذلك يضيف أن الطلاب الذين استفادوا من تقديمات الأكاديمية بلغ عددهم قرابة الـ400 طالب، يشكل الطلاب الإماراتيون نسبة 255% بالمائة منهم، كذلك أمكن استقطاب العديد من الطلاب الخليجيين والعرب، إضافة إلى العديد من الدول الأوربية والإفريقية، وسواها. حيث تتولى الأكاديمية تأمين السكن للطلاب الوافدين بأسعار مساعدة. ويوضح شهاب أن إقبال الفتيات على الكلية يتمحور بصورة خاصة حول مجال التمثيل، مشيراً إلى دورة تدريبية تم إنجازها مؤخراً بالتعاون مع تلفزيون أبوظبي، وهي اختصت بتدريب وجوه تمثيلية معروفة خليجياً، بهدف تركيز الطاقات التشخصية لدى المشاركين، وهي ضرورية ومفيدة، بالرغم من كون الخاضعين لها على قدر عال من الاحتراف. ومع حرص شديد على عدم التسمية خشية إغفال بعض الأسماء، يؤكد شهاب أن العديد من خريجي الأكاديمية يشغلون اليوم مراكز حساسة في مؤسسات إعلامية ذات شأن، وهم يحرصون على زيارة الأكاديمية بين الحين والآخر لتقديم تجاربهم إلى الطلاب، وتسليط الضوء على المستجدات التي تشهدها سوق العمل، وما يتعين على الطالب الاستعانة به إن هو أراد مكانة مميزة في سياقها. خارج الأسوار حول الأنشطة التي تمارسها الأكاديمية خارج أسوارها الجغرافية، يقول علي شهاب، مستشار التسويق والاتصالات في الأكاديمية، «نقيم أياماً مفتوحة مهمتها التعريف بنشاط الأكاديمية، كذلك ننظم زيارات إلى المدارس الثانوية لتزويد التلامذة بمعلومات حول ما نقدمه من تقنيات، وكيفية الاستفادة منها، كذلك نحن نضطلع غالباً بمهام الرعاية في معظم المهرجانات السينمائية التي تقام فوق أرض الإمارات، خاصة مهرجاني أبوظبي ودبي السينمائيين، إضافة إلى مهرجان الخليج السينمائي، ويكون لدينا عادة ورشات عمل في سياق هذه المهرجانات، حيث يومن طلابنا بإنجار بعض الأفلام القصيرة المصاحبة للمناسبة، أما الجديد في هذا السياق، فهو توقيعنا مذكرة تفاهم مع جامعة زايد لتوفير دراسات معمقة في المجال المرئي لطلبة درجة الماستر».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©