الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسابقات التصوير خطوة مهمة في طريق توطين الإعلام

مسابقات التصوير خطوة مهمة في طريق توطين الإعلام
13 سبتمبر 2011 01:54
مع كل صورة فنية ولقطة مميزة ومشهد معبر يحمل حروفاً من اسمه، يؤكد المصور الفوتوغرافي المواطن خميس الحفيتي بأنه واحد من نخبة الشباب المحبين لمجال التصوير الضوئي، معتمداً على موهبته الفطرية وعشقه اللامحدود للعدسة، لتحرك فضوله الملّح في رصد تفاصيل البشر والحياة، فيلعب لعبة الظلال والضياء، ويرسم من خلال الكاميرا مشوار الطموح والمستقبل. استثمار العدسة المتتبع لمشواره منذ البداية، يلاحظ كيف استثمر هذا الشاب عدسة الكاميرا، لتخطط له مسار الحياة، فتحقق له نجاحات، وتسّجل معه مشاهد معبّرة يخطفها من الزمن، حيث شارك الحفيتي بفعاليات وأنشطة ومعارض على مدار السنوات السابقة داخل الدولة وخارجها، مؤرخاً بلقطاته الفنية لمناظر بديعة من الطبيعة، والتراث، والوجوه، والأحداث التي مرت وتمر على أرض الإمارات، حين شكلت له الكاميرا ومنذ البدايات هاجساً وأداة تعبير تختصر له المسافات، وترصد معه صوراً من المجتمع. وهو يشير إلى هذا الارتباط والهوس، قائلاً “الكاميرا شغفي، عشقي، وعيني الثالثة التي أرى بها من حولي، بيننا لغة وحوار منسجم، تعلقت بها وتعلقت بي، ومنذ أن اكتشفت موهبتي فيها، أصبحت مهووسا بحملها، لتصبح رفيقتي الدائمة أينما ذهبت، أصور من خلالها كل ما يستوقفني ويلف نظري، وبعد أن بدأ الأمر عندي كمجرد لعب وفضول لصوت الكاميرا ووميض الفلاشات، تطور بعد ذلك ليصبح شغفا وطموحاً، لتحولني معها إلى شخص انتقائي ينتظر على الدوام رصد اللحظات القانصة ليوقف بها جزءا من الحاضر ويسجل معها لقطة وحدثا يبقى خالداً في ذاكرة المستقبل”. ممارسة الهواية ومع أنه بدأ كهاوٍ، لكنه تمكن بذكائه الفطري وعينه الثاقبة وبفترة قياسية فقط، من إتقان هذا الفن واكتشاف خباياه، ومن دون حصوله على دراسة أكاديمية متخصصة في معاهد التصوير، ليطّور ذاته ويدرّب عدسته فيجود الهواية ويحولها لاحتراف، وهو يعلل هذا الأمر فيقول “التصوير يعتمد بالدرجة الأولى على حب الكاميرا والذوق السليم، ثم وجود العين الجيدة والموهبة الفطرية في اختيار اللقطة الأفضل، من الزاوية الأنسب، والمتبقي يبقى مجرد تقنيات وأساليب يمكن دراستها وتعلمها بالاكتساب والبحث، وأنا بحكم هوسي القديم بهذا الفن فقد كنت تواقاً لتعّلم أصوله وأسراره، كما أنني متابع جيد لكل مستجداته، وأحاول كل ما سنح لي الوقت القراءة عنه بدقة واستفاضة، لاطلع على الكثير من تجارب المصورين العالمين وخبراتهم في هذا المجال، وبالمحصلة فلقد ثقفت نفسي بنفسي في عالم التصوير الضوئي”. مع أن الحفيتي يعمل موظفا في هيئة الفجيرة للسياحة والآثار، إلا أنه لا يألو جهدا في دخول أي أنشطة أو مسابقات للتصوير الفوتوغرافي في عموم الإمارات. إلى ذلك، يقول “عملي الحالي لا يعيقني بل يساعدني على الاستمرار بممارسة هوايتي، حيث أتمكن من خلاله من الترويج للسياحة الداخلية، وتصوير الأماكن المميزة في الإمارات”. ويضيف “مسابقات التصوير تعد فرصة سانحة لأصحاب المواهب من الهواة والفنانين لإثبات قدراتهم الإبداعية والفنية، وبغض النظر عن النتائج النهائية التي تمكن المصور من تحقيق أي مركز متقدم في هذا النوع من الفعاليات، فإن مجرد المشاركة فيها تشكل قيمة معنوية وأدبية لا تقدر بثمن، وهي تفوق أي عائد أو مردود مادي، كما أنها تمنح مساحة واسعة للشباب الإماراتي لإظهار مواهبهم وإبداعاتهم في مجالات عدة، والأهم من كل ذلك أنها خطوة ضرورية ستساهم في تفعيل ودعم فكرة “توطين الإعلام” مستقبلاً، وبالإجمال فإن روح المنافسة والتجاذب بين المشاركين في كل مسابقة، تشكل دافعا قويا لتحفيز طاقاتهم واكتشاف إمكاناتهم الكامنة، وتوفر دعماً كبيراً للمواطنين من قبل القائمين عليها، محدثة حالة من الحراك والنشاط الإعلامي والثقافي في الدولة، يستحق منا كل الشكر و الثناء”. وبالنسبة لتقنيات التصوير التي يستخدمها، يقول الحفيتي “عادةً أستخدم الكاميرا الرقمية مع أنني أقدّر جماليات الفيلم بشدة، وأعشق التصوير بالأبيض والأسود، لما له من أصالة، قوة حضور، وحس كلاسيكي معبّر، وهو يعد عملا فنيا بحتا، يحتاج إلى وقت وجهد من ناحية التحميض والغرف المظلمة والرتوش اليدوية، وفي النهاية تمنحك “الصورة الفيلم” كل الرضا والفرح، وكأنك صنعتها بنفسك”. ويضيف “كما أنها تحتوي على تفاصيل وظلال موحية، تمنح للصورة بعدا آخر من القيمة والجمال، وأنا هنا لا أقلل من شأن التصوير الرقمي، أو أنكر فضله، ولكني اعتبره من فنون السهل الممتنع، فالكاميرات الفوتوغرافية متوافرة”. يوضح الحفيتي “الجميع أصبح يصّور الآن، خاصة مع ظهور برامج تقنيات “الفوتو شوب” المتطورة، والتي أحدثت ثورة كبيرة في عالم التصوير بشكل عام، مع أنني شخصياً لا أحبذ المبالغة باستخدامها بلا مبرر، لأنها تجعل اللقطة مفتعلة وغير واقعية، وتفقدها الكثير من صدقيتها وعفويتها، وأجد أن اللجوء لتعديل الصور عن طريق “الفوتو شوب” يجب أن ينحصر في أضيق الحدود، ويكون مقتصرا على إحداث تغيرات طفيفة أو تعديلات بسيطة على الإضاءة، أو نظافة الصورة مثلا، وبشرط ألا يخل بالمضمون والفكرة الأساسية للموضوع”. تدخل محدود ويضيف “للتصوير الضوئي أنواع ومجالات عدة، ولكل نوع منها هنالك تخصص، وأصول وتقنيات معينّة، وأنا بحكم عملي مسبقا في إحدى الصحف المحلية، اكتشفت أن حقل التصوير الصحفي له العديد من الأفضليات على غيره، كونه يسجل وقائع محددة وينقل أحداث خبرية، والصورة منه قد تغني عن كل الكلام، وعادةً ما تكون سريعة، عفوية وارتجالية، خالية من التخطيط، ونابعة من الحدث نفسه، وهذا يجعلها أكثر حميمية وأقرب لنبض الناس واهتماماتهم”. ويتابع “أحب أيضاً فن تصوير “البورتريه”، أو رصد تعابير الوجوه، حيث اعتبره عملا إنسانيا مثيرا وحساسا، خاصة عندما أتمكن من التقاط تعابير عاطفية صامتة مرسومة في عيون طفل، أو أنقل ملامح السنين على وجه رجل مسن، كما يعجبني مجال تصوير الطبيعة، كأن أصور مناظر خلابة للغروب والشروق والصحارى والأمواج وهكذا، بالإضافة إلى تجاربي الموفقة في فنون تصوير التراث والفلكلور، والذي يصنف بشكل مختلف، وشخصياً لا أجد أجمل من فكرة توثيق مفردات معبرة من ثقافة وتراث بلادي، وتأطيرها ضمن لقطات فنية جميلة ومؤثرة، لتعيش طويلاً فيّ، وتبقى حاضرة في ذاكرة التاريخ”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©