الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جايلن جالانزا: أستنكر النظرة الدونية إلى الخادمات في بعض المجتمعات

جايلن جالانزا: أستنكر النظرة الدونية إلى الخادمات في بعض المجتمعات
13 سبتمبر 2011 01:54
نتيجة لظروف حياتنا الصعبة تضطر الكثير من النساء إلى العمل من أجل كسب الرزق وزيادة دخل الأسرة، فتغيب عن المنزل والأولاد وتوكل مهمة الاعتناء بهم أثناء غيابها إلى خادمة والتي قد تحسن إليهم وقد تسيء. وبعيداً عن الحديث عن محاسن الخادمات ومساوئهن وعن الاستعانة الصحيحة والخاطئة بهن في البيوت سنلقي الضوء على مهنة الخادمة كمهنة فرضت وجودها علينا واشتهرت منذ سنوات عدة خصوصا في المجتمعات العربية والخليجية على حد سواء. من أجل حياة كريمة الخادمة الفلبينية جايلن جالانزا (29 سنة)، واحدة من الخادمات اللواتي تركن بلادهن وأسرهن وقدمن إلى الإمارات للعمل لدى إحدى العائلات العربية.. التقيناها وسألناها عن سبب اختيارها للعمل كخادمة فقالت: من أجل أن ينعم طفلاي بحياة كريمة ويتمكنا من ارتداء الملابس التي يريدانها ويأكلا الطعام الذي يحبانه ويتعلما في أحسن المدارس.. ومن أجل أن أشتري منزلا أعيش فيه معهما حياة الكفاف لا نحتاج فيها لأحد، فقد توفي زوجي منذ 4 سنوات وصرت كالضائعة بعد أن غاب من يعيلنا فتركت طفلي يعيشان في بيت والدي في الفلبين، وتقوم والدتي بالعناية بهما في حين أتيت للعمل إلى الإمارات كخادمة منذ عام واحد فقط. وتضيف: ربما اخترت مهنة الخادمة لأنها لا تحتاج إلى مؤهلات جامعية أو شروط معينة فهي مهنة مفتوحة لجميع الراغبين فيها، وقد عملت قبلها في عدة وظائف بدأتها بنادلة مطعم، ومن ثم موظفة تصوير وثائق، ومن ثم عاملة في مصنع حلويات، فموظفة أمن «سيكيوريتي»، حتى استقر بي المقام بعدها كخادمة. وقد بدأ مشواري مع العمل منذ 11 سنة مضت أي بعد أن أنهيت دراسة الثانوية العامة مباشرة إذ لم أحظ بفرصة إكمال دراستي الجامعية لعدم وجود المال الكافي لذلك فوالدي رجل مزارع وما يجنيه لا يكاد يكفي لسد أعبائنا المعيشية. أسعد الأوقات تستيقظ جالانزا كل يوم في تمام الساعة السابعة صباحا إذ تبدأ مشوارها اليومي في تنظيف المنزل والاعتناء بطفل الأسرة الوحيد، والذي باتت تعتبره كابنها تحبه وتخاف عليه كما لو أنها أنجبته وفي ذات السياق تخبرنا «على الرغم من كثرة الأعمال المنزلية المطلوبة مني القيام بها بمنتهى الأمانة والدقة كالتنظيف والغسيل والكي ونحو ذلك ولا أجد صعوبة أو عبئا في ذلك أبداً لكوني ربة بيت سابقاً، فقد تزوجت وأنجبت وكنت أدير منزلي وارثة حسن أداء الأعمال المنزلية من والدتي التي علمتني وأختي كل شيء إلا أنني أجد أمتع وأسعد الأوقات في الاعتناء بطفل العائلة الذي لم يتجاوز سنتين، وكلما نظرت إليه تذكرت طفلي وشعرت بالحنين والاشتياق إليهما، فعوضت ذلك بهذا الطفل فأطعمه وألاعبه وأجلس معه أمام التلفاز لمشاهدة أفلام الكرتون حتى يعود والديه من العمل فيجالسانه وأقوم بإكمال ما تبقى لي من أعمالي المنزلية اليومية». خففت عني غربتي لم تتوقع جالانزا بأنها ستحظى بتلك المعاملة الطيبة التي تعامل بها حاليا من الأسرة التي تعمل لديها، حيث تكشف عن تخوفها قبل المجيء إلى هنا من أن تعامل معاملة سيئة نظراً لما سمعته عن سوء معاملة الخادمات في المنازل وما يتلقينه من ضرب وإهانة لفظية وبدنية، مما يعني أن قدومها كان عبارة عن مغامرة بالنسبة لها خاضتها لأنه لا خيار أمامها، وعن طبيعة المعاملة التي حظيت بها جالانزا تبين: أجد الاحترام وعدم الإهانة حتى عندما أخطئ، لا تصرخ ربة المنزل في وجهي، وإنما تبين لي الصحيح بأسلوب طيب وابتسامة تثير عجبي وتدفعني لأن أصحح من خطأي مباشرة، وأن أعمل ما تطلبه بمنتهى الأمانة لأبقى عند حسن ظنها بي، كما أنني وجدت منها من التواضع ما لم أعهده من قبل حيث تجلس أحيانا لتناول الطعام معي فشعرت بالحرج بداية ومن ثم صرت أشعر وكأنني أجالس صديقتي حيث نتحدث ونتضاحك ونحن نتناول الطعام، كما تحرص على تقديم الهدايا البسيطة لي بين فترة وأخرى فتدخل الفرح والسرور إلى قلبي.. نعم فقد خففت هذه المعاملة التي أتمنى أن تلقاها جميع الخادمات في المنازل عني غربتي وبعدي عن طفلي وأهلي وشحنتني من الداخل بمزيد من الطاقة والعطاء. الانفتاح تلفت جالانزا إلى أن المجتمع الذي نشأت وترعرعت فيه يعامل المرأة بكثير من الانفتاح، حيث إنه من حقها أن تعمل نفس الأعمال التي يقوم بها الرجل، بمعنى أنه لا يعيب عليها عملها كخادمة في البيوت على أساس أنه عمل شريف وتكسب فيه المال بطريقة مشروعة، وتستنكر بعض المجتمعات التي تنظر بدونية إلى الخادمات على الرغم أنهم يقولون إن العمل مش عيب لكنهم ينظرون للمرأة التي تعمل كخادمة في نفس الوقت وكأنها ارتكبت إثما أو عارا لا يمكن إزالته !!
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©