الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

6 هواجس نفسية تعوق الإنسان عن ممارسة الرياضة

6 هواجس نفسية تعوق الإنسان عن ممارسة الرياضة
13 سبتمبر 2011 01:55
يملك كل جسم وبدن قدرةً وقابليةً مسبقةً لممارسة التمارين الرياضية. وما من شك في أن الحركة والانتظام في ممارسة الرياضة يُحدثان تغيرات صحية في كل نوع من أنواع الخلايا والأنسجة والأعضاء داخل الجسم. غير أن الحقيقة الجلية هي أن معظم سُكان المعمور من البالغين لا يحصلون على الحد الأدنى من التمارين الرياضية التي يوصي بها خبراء اللياقة ومؤسسات الرعاية الصحية والجهات المعنية. ومن المعلوم أن 30 دقيقة هي متوسط المدة المطلوب أن يقضيها كل شخص يومياً في ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة مثل المشي السريع، أو 15 دقيقة في مُزاولة التمارين القوية مثل الهرولة والجري أو السباحة بمعدل خمس مرات في الأسبوع، بالإضافة إلى حصتين من تدريبات التحمل لبناء العضلات. من مفارقات العالم الحديث أنه كلما ازداد التقدم العلمي والطبي تطوراً، زادت معه المشكلات الصحية والأمراض المستشرية. ولعل السبب يرجع في جزء كبير من المشكلة إلى نمط الحياة المستقر والساكن الذي يُغري الإنسان ببذل أقل جهد بدني ويهوي بصحته في الآن ذاته في هوة سحيقة لا يعلم هل يملك القدرة على الخروج منها بأقل الخسائر النفسية والأضرار البدنية. الواقع شيء إذن والمأمول شيء آخر، ولا يسع خبراء الصحة والرعاية الصحية والعلماء والحال هذه إلا أن يجودوا بما لديهم من مقترحات للإسهام في تغيير هذا الواقع ومساعدة كل إنسان على التغلب على العراقيل والحواجز النفسية الوهمية التي تحول دون مُداومته على المواظبة على ممارسة الرياضة. الوقت الكافي إذا كنت تشعر أن وقتك لا يسمح لك بالانتظام في ممارسة الرياضة، فالأرجح أنك واهم. فيمكنك أن تجعل عدداً من أنشطتك اليومية جزءاً من برنامج التمارين الكفيل بمساعدة جسمك على التمرن وحرق عدد لا بأس به من السعرات الحرارية. فإذا كان بيتك قريباً من مكان عملك وكان الجو معتدلاً، فامش مترجلاً أو على دراجة هوائية بدل قيادة سيارتك. وإذا كنت تسكن في الطابق الثاني أو الثالث، فاستعمل الدرج بدل استخدام المصعد. وإذا كان بإمكانك الذهاب إلى مرفق ما مشياً على الأقدام والرجوع كذلك، فلا تتردد. وإذا التحقت بناد رياضي ما، فاختر نادياً يكون قريباً من بيتك أو مكان عملك لتتجه إليه مترجلاً وأيضاً لتوفير الوقت والمال. وإذا كان بيتك ومكان عملك بعيدين من النوادي الرياضية، فيمكنك اقتناء أوزان حديدية أو أربطة مقاومة وكرات ثبات وبعض أقراص «دي في دي» التوجيهية لمساعدتك على القيام بتمارينك المفضلة بالشكل المطلوب في عُقْر دارك وبناء لياقة بدنية تجعلك في منتهى الرضا والفخر بدل الشعور بالحسرة والتقصير في حق بدنك. التقدم في السن لا يفوت الأوان أبداً عن ممارسة تمارين اللياقة أو التحمل، وما دام في الإنسان عرق ينبض. ومهما يكن سنك، فاعلم أن عضلاتك ستستجيب بسرعة لما تقوم به من تداريب وتمارين. فإذا كنت مثلاً رجُلاً تجاوز عمره 45 سنةً، أو امرأةً فات عمرها 55 سنةً، وكنت تعيش نمط حياة مستقر وساكن، فتكفيك مراجعة عيادة طب رياضي أو طب عام ليُطمئنك ويُعطيك الضوء الأخضر لممارسة ما ترغب فيه من تمارين خفيفة أو تدريبات تحمل قوية بشكل يومي منتظم. أما إنْ كُنت تعاني من التهاب المفاصل أو السكري أو مرض آخر مزمن أو كُنت تشعر بأعراض آلام الصدر أو الدوخة والدُوار أو ضيق التنفس، فعليك استشارة الطبيب قبل القيام بأي تمارين رياضية حتى ولو كانت حركات آيروبيك خفيفة. متاعب صحية أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث أن التمارين الرياضية هي علاج لمرض السكري والاكتئاب وارتفاع ضغط الدم والفُصال العظمي والأوعية الدموية المحيطية والمشكلات الصحية الأخرى الشائعة لدى المتقدمين في السن. ويظن الكثير من الناس من ضعيفي البنية وخائري القوى أو المصابين بأمراض مزمنة وكذا رُعاتهم الصحيين أن ممارسة الرياضة غير آمنة بالنسبة لحالاتهم، لكن هذا الاعتقاد مجرد وهم لا أساس له من الصحة، إذ أن الأمراض التي لا يُنصح المُصاب بها بممارسة الرياضة تُعد على رؤوس الأصابع أبرزها انفصال شبكية العين وعدم ثبات العمود الفقري والتعرض حديثاً لجلطة قلبية والحالات المتقدمة من قصور القلب أو السكتات القلبية. عقبة التعب قد يبدو صرف الطاقة من أجل زيادة الطاقة تناقُضاً في ظاهره، لكن العشرات من التجارب السريرية كشفت عن أن مُباشرة برنامج تداريب منتظم من شأنه مقاومة الشعور بالإرهاق، حتى في صفوف الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مرتبطة بالتعب والعياء من قبيل السرطان والالتهاب العضلي التليفي وتصلب الأنسجة المتعدد. فتمارين الآيروبيك تُساعد المتمرن على تسريع عملية الأيض في جسمه، وتحسين مزاجه وزيادة رضاه عن أدائه الجنسي. كما يمكنها مساعدته على الاستغراق أكثر في النوم خلال الليل وبالتالي تحقيق الاستفادة الصحية من ذلك من حيث الراحة البدنية والنفسية وتجديد النشاط وترميم الخلايا التالفة وتحفيز النمو وغيره من فوائد النوم. لست بديناً يجدُر التذكير أن نمط العيش المستقر وأسلوب الحياة الثابت يجعل الشخص أكثر عُرضةً للإصابة بالسرطان وأمراض القلب وتخلخل العظام والسكري نوع 2 والوفاة المبكرة حتى ولو كان الإنسان رشيقاً. وعلى مستوى العوامل المتسببة في الإصابة بأمراض القلب، تُصنَف قلة الحركة والسكون من ضمن العوامل عالية الخطورة والتي لا تقل خطورةً عن التدخين. وتُسهم ممارسة التمارين الرياضية من نواح شتى في تقوية صحة الإنسان وتطويل أمد حياته. فتداريب الآيروبيك وتمارين التحمل تُحسن قدرة الجسم على إدارة سكر الدم، وهو ما يُساعد بدوره على مراقبة السكري. وتؤدي التمارين الرياضية أيضاً إلى خفض ضغط الدم من خلال الحفاظ على مرونة الأوعية الدموية، كما تُساعد تمارين التحمل ورفع الأثقال على بناء العظام ومقاومة وهن العظام أو تخلخلها. ألم التمارين لا تعني ممارسة التمارين الرياضية بالضرورة الانجراف وراء سقف عالي الطموحات والتوقعات وتحميل الجسم فوق ما تحتمل طاقته من تمارين وتدريبات لبناء لياقة عالية وعضلات قوية في أقصر فترة ممكنة. بل إن ممارسة المشي السريع تُعد كافيةً لمعظم الأشخاص لتحقيق مستوى معتدل من اللياقة حسبما يوصي به خبراء اللياقة. ويُعد لعب الجولف مثلاً أو جز العشب أو قيادة الدراجات الهوائية من الأنشطة التي تضمن لُمَمارسها في حال واظب عليها اللياقة الجسمانية المطلوبة والصحة المنشودة. وبالنسبة للأشخاص الراغبين في التركيز على تقوية وتنمية عضلاتهم، فهم يحتاجون إلى ممارسة تمارين تحمل وحمل أثقال بمستوى لا يتجاوز 60% من طاقتهم القصوى. وهو ما يعني بالنسبة لغالبية الناس استخدام وزن يمكن حمله 15 مرة متتالية. وإذا شعر الشخص بآلام في المفاصل أثناء ممارسته للرياضة، فيمكنه التمرن على ممارسة الآيروبيك المائي باعتباره يُخفف العبء الذي يشعر به جسمه، وحتى يتمكن من التحرك بشكل أريح ودون إرهاق مفاصله. ترجمة: هشام أحناش عن «واشنطن بوست»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©