باسم الخوري (بيروت)
واصل ناشطو المجتمع المدني حراكهم في الشارع اللبناني احتجاجاً على ملف النفايات والأزمات السياسية، دعت حملة «طلعت ريحتكم» إلى الاعتصام يوم الأربعاء 9 سبتمبر في نفس مكان وزمان انعقاد طاولة الحوار الوطني بدعوة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وطالبت الحملة اللبنانيين إلى المشاركة في تجمع سلمي حاشد عند السادسة مساء أمام ساحة النجمة.
وطالبت حملة «طلعت ريحتكم» بإعادة صلاحية معالجة النفايات للبلديات ومنع تحويل أي منطقة إلى مزبلة، مجددة التذكير بمطالبها الأربعة: استقالة وزير البيئة محمد المشنوق ومحاسبة وزير الداخلية نهاد المشنوق والإفراج عن جميع المتظاهرين، وتنظيم انتخابات نيابية.
ودعت في بيانٍ تلاه الناشط في حملة «طلعت ريحتكم» المخرج لوسيان بورجيلي «جميع المواطنين في لبنان وفي عواصم الاغتراب إلى وقفات دق طبول كي نسمع المسؤولين الذين يغلقون أذانهم عن نداءات الشعب»، بحسب البيان. أما حركة «بدنا نحاسب»، فقد وسعت تحركاتها إلى خارج العاصمة بيروت، حيث نظمت تجمعاً في بلدة شتورة البقاعية، رفعت خلالها لافتات تدعو إلى محاسبة المسؤولين والموظفين الفاسدين والعمل على إقامة دولة ديمقراطية، وإلغاء الطائفية.
وفي بعقلين تجمع عدد من الشبان من حملة «طلعت ريحتكم» والحملات الأخرى ورددوا المطالب التي يتحركون من أجلها، كما قطع عدد من ناشطي لحراك المدني الطريق أمام السراي الحكومي في النبطية.
وفي إطار الجهود الرامية لإبعاد فتيل التوتر عن المناطق اللبنانية، أبدى وزير الداخلية نهاد المشنوق ارتياحه للتطورات داخل مخيم عين الحلوة، والترتيبات التي تقوم بها الفصائل الفلسطينية لحفظ الأمن والاستقرار والتصدي لأي محاولة لتفاقم الأوضاع داخل المخيم. كلام المشنوق جاء بعد لقائه عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد الذي جدد رفضه استخدام ما يدور في عين الحلوة في الوضع الداخلي اللبناني والتأثير على الأمن والسلم الأهلي في لبنان.
ومع غياب التظاهرات في شوارع بيروت مع عطلة نهاية الأسبوع، اتجهت الأنظار إلى معراب، حيث أحيا حزب «القوات اللبنانية» ذكرى قتلاه. وانتقد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في كلمة ألقاها للمناسبة، الأزمة الراهنة ووضع «خريطة طريق» تبدأ بخطوة أولى ووحيدة يمكن أن تخرج لبنان من الأزمة الراهنة، وهي انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، ومن ثم تنظيم انتخابات نيابية. وأعلن جعجع عدم مشاركة القوات في الحوار الذي دعا إليه بري لأنه «مضيعة للوقت»، معتبراً أن الذهاب إلى الحوار يحرف الأنظار عن أهم مسألة يجب الإقدام عليها وهي انتخاب رئيس.
ولكن رئيس حزب القوات اللبنانية وضع شرطين يمكن معهما أن يعدل عن قراره ويذهب إلى الحوار: الأول وضع مسألة انتخاب الرئيس على رأس جدول الأعمال، والثاني إعلان «حزب الله» فوراً أنه سيوقف تعطيل جلسات انتخاب الرئيس من خلال حضور نوابه جلسات الانتخاب.
كما أطلق جعجع ما أسماه «ثورة جمهورية كاملة على الفساد»، بمعزل عن قوى «8 و14 مارس»، رافضاً وجود دولة في قلب الدولة، في إشارة إلى سلاح «حزب الله».
والحوار المزمع الأربعاء المقبل هو الحدث الأبرز، فيما قالت مصادر خاصة لـ«الاتحاد»، إن أهمية الحوار والنتائج التي سيخلص إليها، تكمن في أهمية الجهات والأحزاب المشاركة فيه، إضافة إلى البنود التي سيتطرق إليها والملفات الحياتية والسياسية التي ستكون على طاولة المتحاورين، كي لا يكون حواراً فاشلاً كسابقاته.
إقبال ضعيف على التظاهرات ضد الفساد في المناطق اللبنانية
صور (لبنان) (أ ف ب)
لبى عدد محدود من المواطنين دعوة منظمات المجتمع المدني إلى التظاهر في مناطق لبنانية مختلفة ضد الطبقة السياسية وفسادها في إطار التحرك المستمر منذ أسابيع والذي نجح في حشد عشرات الآلاف وسط بيروت الأسبوع الماضي. وأفاد مراسل فرانس برس في جنوب لبنان أن نحو 300 مواطن تجمعوا في ساحة وسط مدينة صور حاملين اللافتات التي تطالب بحل أزمة النفايات وبالحصول على الحقوق الأساسية ووضع حد للفساد. وحمل المتظاهرون من رجال ونساء وأطفال لافتات كتب عليها «نحن انتخبناهم نواباً، واصبحوا ذئاباً لا يشبعون»، وهتفوا «حراميي، حراميي»(سارقون). وبدأ حراك المجتمع المدني نهاية يوليو بعد أن غزت النفايات شوارع بيروت ومناطق أخرى، في أزمة نتجت من اقفال مطمر رئيسي للنفايات جنوب العاصمة وانتهاء عقد شركة مكلفة جمع النفايات من دون التوصل إلى إبرام عقد جديد. ومنذ ذلك الحين، يتم جمع النفايات بشكل متقطع وترمى في أماكن عشوائية دون معالجة وفي شروط تفتقر إلى أدنى معايير السلامة الصحية. ولم تتوصل الحكومة إلى حل للازمة بسبب انقسام السياسيين، وسط تقارير عن تمسك العديد منهم بالحصول على حصص وأرباح من أي عقود مستقبلية.
وأضيفت أزمة النفايات إلى الأزمة السياسية الناجمة عن شغور في موقع رئاسة الجمهورية منذ 25 مايو 2014، وعن توترات أمنية متقطعة على خلفية النزاع في سوريا المجاورة، ما أعطى مجلس النواب ذريعة لتجديد ولايته للمرة الثانية في نوفمبر 2014 حتى يونيو2017. وفي صور حيث النفوذ لحركة «أمل» و«حزب الله» الشيعيين، طبع المتظاهرون على لوحة كبيرة بيضاء أكفهم باللون الأحمر، رمزاً للدم، وللتأكيد أنهم «لن يخرجوا من الشارع، حتى لو كلفهم الأمر دمهم، حتى نيل حقوقهم»، بحسب ما شرح منظمون. ونظمت تحركات مماثلة جمعت عشرات الأشخاص في بلدة مرجعيون في أقصى الجنوب وفي بلدة بعقلين في منطقة الشوف وسط البلاد.
عدد اليوم
