الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خديجة المرزوقي تشكل توليفة بديعة بإيقاع الزخارف ولحن الهدوء والفخامة

خديجة المرزوقي تشكل توليفة بديعة بإيقاع الزخارف ولحن الهدوء والفخامة
6 ديسمبر 2010 19:57
البيت بمثابة المكان الذي ترتبط به بعلاقة حميمية خاصة، فهو محطة للراحة والاسترخاء والانزواء بعيداً عن الآخرين، تعيش من خلاله مع نفسك، تحلق في ثنايا المكان بفكرك، وأنت ترى وتتحسس تفاصيل ومفردات الفراغ الذي تتجسد فيه شخصيتك عبر كل قطعة، بدأ بنمط الأثاث الموشح بنمنمات تسرد لك محطات تاريخية من عمر الزمن الماضي الذي انبثق منه هذا الطراز وصولًا إلى الرتوش النهائية، وهي التحف والقطع التي انتقيتها لتشاركك هذه المساحة من الفراغ. نقف هنا على عتبات بيت الفنانة التشكيلة خديجة المرزوقي، حيث أبدعت في اختيار ديكور مملكتها الذي ينطق بالراحة والهدوء والنعومة الممزوجة بالفخامة في فراغاته الداخلية، لتطلعنا على عالمها الذي نسجته بإحساسها وذوقها، ونتوقف عند كل جزء منه حيث نجد فيه إطلالتها الفنية التشكيلة حاضرة. تستقبلنا في الفناء الخارجي حديقة بسيطة عبارة عن هضبة مكسوة ببساط أخضر، تخترقها مشايات تؤدي بنا إلى الفيلا حيث نقتحم الباحة الرئيسية للمدخل الذي يحاكي التفاصيل الشرقية من خلال الارضية الرخامية التي شكلت عليها بعض التفاصيل الهندسية والجدران التي قسمت بطريقة أفقية، حيث كسيت بالحجر الرخامي الذي يطغى عليه اللون البني الضارب إلى الصفرة في الجزء الأسفل منه، أما الجزء العلوي من الحائط فقد دخل فيه نوع من الاصباغ بنقوش وزخارف ناعمة مطلية باللون البني الغامق، أما السقف فهو مفتوح على الدور العلوية، على شكل دائري يزينه درابزين من الحديد المشغول. تناغم وتوافق ترى المرزوقي: إن الرغبة في أعطاء الصالة او المدخل الرئيسي الإحساس بالاتساع إنما تتحقق من خلال فتح سقف الصالة نحو الدور الاعلى، والاهتمام بزخرفة السقف بوسائل مختلفة كالقباب أو الزخارف الجبسية، أو تجميلها بثرية تتدلى من أعلى السقف إلى أن تنزل إلى الصالة الرئيسية أو نحو مدخل المنزل، فتمنح المكان قدرا من الفخامة. في المرحلة الثانية يستقبلنا صالون قائم على التفاصيل العصرية في طبيعته ونمطه، حيث نقتحم تلك الباحة الرئيسية المؤدية إليه، ويفصلها مدخل يرتكز على جوانبه عمودان مكسوان بتفاصيل ناعمة من الحجر، حيث نجد اللون الماروني حاضرا وبقوة في هذه الجلسة الثرية بالكوشينات والوسائد الباذخة، ويطغى اللون الابيض على حوائط المكان الذي طعمت زواياه بالاحجار بزخرفة هندسية الشكل، وبعض قطع الرخام التي تسير على نفس وتيرة المكان وتناغمه. وتتوسط هذه الجلسة طاولة منخفضة من الكروم تزينها شمعدانات، هذه الصالة مفتوحة على قاعة الطعام التي تنتهج نفس الروح، حيث نجد طاولة الطعام التي تغطيها قطع من المرايا، مما يتخلق اتساعاً وابعادا رأسية، وتحتضن هذه الطاولة خمسة وعشرين كرسياً من المخمل الماروني، ويتوسطها شمعدان من الكريستال. مراعاة البصر اعتماداً على خبرتها الفنية توضح المرزوقي قائلة: إن التغير في منسوب الصالة الواحدة يعد من النظم الحديثة في هندسة الديكور، وذلك من خلال فتح المكان على مصرعيه وعمل بعض الحواجز او الفواصل من مواد ديكورية لا تسهم في حد البصر او كسره، وإنما تسعى لرسم أبعاد جمالية رائعة ومريحة ما أن ننقل ببصرنا من مكان إلى آخر، ومن زاوية إلى أخرى، فالأمر متاح لوضع نوعين مختلفين من الاثاث في ذات الصالة، أي أنه يمكن تقسيم الصالة إلى عدة أجنحة، كاستخدامها لجلسة عائلية من جهة، ووضع طاولة طعام من جهة اخرى في ذات المكان، مع وجود ممرات فسيحة لاستيعاب الحركة الدائمة بين ثنايا المكان. ومن جانب آخر نجد الصالة الرئيسية مطلة من خلال نافذتين كبيرتين على نافورة جدارية كبيرة، ويبقى ان تصميم شكل النوافذ وموقعها يجب أن يراعي إطلالة الصالة على حديقة خلفية أو مسبح أو شلال ماء جميل، حيث يعد ذلك أحد العوامل المهمة في الحكم على جمال الصالة من خلال إطلالتها الرائعة، ويفضل في نوافذ الصالات أن تكون ممتدة إلى أعلى قدر الإمكان، ومتسعة بحيث تسمح هذه المساحة من رؤية واسعة للمكان، ومن أسفل النافذة ينبغي أن تكون في مستوى ارضية الصالة بحيث تغطي كامل الجدار ليبدو للجالسين أن ما خلف النافذة جزءاً لا يتجزء من الصالة، هنا نجد أن المرزوقي أزاحت الستار عن النوافذ بحيث استعاضت عنها بشترات خشبية تخلق أجواء دافئة في المكان الذي يغلب على جدرانه اللون الابيض. زخارف هندسية يأخذنا ممر آخر إلى غرفة المعيشة التي تقع في زاوية الشرقية من الفيل، حيث نجد جلسة عصرية ثرية بالخداديات مما يمنحها إيحاء بالراحة والاسترخاء، ويقع على زاوية منها مطبخ مفتوح من الطراز الكلاسيكي، ومكسو باللون الأخضر المستمد من طبيعة غرفة المعيشة، التي نجد جدرانها متشحة باللون الاخضر إلى جانب الشترات الخشبية التي ازدانت بها النوافذ، ونجد أيضا الاحجار حاضرة في هذا الركن المعيشي. عن هذا تقول المرزوقي: لقد عمدت على ادخال الاحجار في كل زوايا المنزل، وبطريقة يغلب عليها الطابع الهندسي، فنجد بعضا منها مكونة من خطوط واشكال هندسية مختلفة ومضلعات متعددة متداخلة ومتشابكة، لتمنحنا توليفة فنية بديعة. ومن المعلوم ان الاسس الزخرفية أيا كانت شكلها لابد ان ترتكز على قواعد ثابته وواضحة حتى نحصل على شكل جمالي فني مريح، من خلال توافر التوازن بين الوحدات والعناصر والالوان ومدى تناسقها وتناغمها مع بعضها بعضاً وعملية التكرار الزخرفي الذي انتهجته بصورة واضحة في منزلي حيث نجد الوحدات الزخرفية منها في وضع متعاكس مرة للاعلى ومرة للأسفل ومنه لليمن او اليسار ومنها التعاقب والتكرار المعاكس والعادي. وتضيف أن غرفة المعيشة ملاذ مهم لاصحاب المنزل، وكما هو متعارف عليه فهي محطة يجتمع فيها أفراد العائلة، لمشاهدة التلفاز او الجلوس لتجاذب أطراف الحديث، وربما لارتشاف الشاي والقهوة، أو القراءة، لذلك يجب أن نراعي الالوان والخامات التي يتم استخدامها في غرفة المعيشة من حيث تناسقها مع نوع الاثاث المستخدم، إذ لابد أن تتوافر فيها مقومات الراحة لتتلاءم مع الدور الوظيفي للمكان، وهو الاسترخاء الكلي، على أن يتم الجمع بين الناحيتين الجمالية والعملية، بحكم استخدامها بشكل يومي من عدد كبير من الأفراد، خصوصا الأطفال الذين يجب ان يتأمن لهم الأمان والسلامة، بحيث يبعد عنهم كل ما من شأنه أن يعرضهم للخطر، كالتحف القابلة للكسر والزوايا الحادة للاثاث، ومصادر الكهرباء المكشوفة التي قد تكون قريبة وفي متناول أياديهم. النبات أيضاً لا يخلو منزل المرزوقي من النباتات التي تعتبر مصدر راحة وسعادة، حيث تنشر سحرها بين المكان فتعيد للنفس الهدوء والراحة، وتجلب الرضى وتجدد النشاط، وهي تقول عن ذلك: لا بد أن نضع في اعتبارنا ان نختار النباتات التي تتناسب مع شكل وحجم المكان، وأن تكون منسجمة مع لون وحجم الاثاث ومتناغمة في اللون مع شدة اضاءة المكان، وان تكون أيضا منسجمة مع الاصيص والذي عليه ان يتوافق ويحاكي خامات البيئة والمكان الذي سيكون جزءاً منه. من هنا اختارت أنواعاً عدة من النباتات التي تمنح المكان نظرة جمالية أخرى وتتناغم مع طبيعة الديكور بحيث لا تؤثر على شكل المكان بل تزيده رقياً وفخامة وجاذبية، وقد ركنتها أسفل النوافذ بطريقة بسيطة، وفي اناء زجاجي أدخلت عليها ريش النعام كاكسسوار إلى جانب بعض التحف الخشبية الانتيك التي حملت مجموعة من هذه النباتات فأضافت جمالا على هذه التحف. لوحات تراثية إسلامية إضافة لما تحمله هذه الجدران من تفاصيل ناعمة، إلا أن الفنانة التشكيلية المرزوقي أبت إلا أن تنسج إبداعها في المكان، وتطلق العنان لفرشاتها لتبدع على مساحات واسعة، حيث نجد لوحة زيتية تشكلية تطغي عليها عدة مواضيع تراثية إسلامية الطابع من حيث المباني والتفاصيل المعمارية القديمة التي تعتبرها الفنانة منبع الجمال الثري، فلا تكتمل اناقة المنزل من غير أن تزين جدرانها بنوافذ من اللوح والمناظر التي نقتحم على اثرها عوالم مختلفة وثقافات متعددة. إذ إن اللوحة الفنية تشكل حالة من الانسجام بينها بين الجدران والمفروشات ككل، كما أن اختيار اللوحات والصور بألوانها ومضمونها بدقة يسهم وبشكل ملحوظ في إبراز القيمة الجمالية للفراغ، ولا يمكن أن ننكر ان وجود اللوحات إنما يعمل على تحقيق التوزان في ديكور المكان.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©