الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الجفاف يضرب المحاصيل الزراعية في أميركا الجنوبية

الجفاف يضرب المحاصيل الزراعية في أميركا الجنوبية
25 يناير 2012
تعرضت المحاصيل الزراعية في كل من البرازيل والأرجنتين اللتين تشكلان ما يقارب نصف الإنتاج العالمي من الصويا ونحو 24% من صادر الذرة لتلف شديد، وذلك بعد أسابيع من شح الأمطار وارتفاع درجات الحرارة نتيجة لظاهرة “لا نينا” المناخية. وتعاني ولاية بارانا في جنوب البرازيل أسوأ موسم جفاف عرفته طوال العقد الماضي، حيث لم تكف كمية الأمطار حتى لبلل التربة. ويُذكر أن آثار الجفاف في البرازيل والأرجنتين لا تقتصر على أسواق المحاصيل الزراعية. وفي حالة استمرار هطول الأمطار بالوتيرة الأخيرة نفسها، من المتوقع أن يتعافى إنتاج الصويا والذرة مما ينعكس بصورة إيجابية على أسعار السلع. ويقول جيفري كوري مدير أبحاث السلع في “جولدمان ساكس” “من المرجح أن يمثل طقس أميركا الجنوبية أحد العوامل الأساسية لتضخم المواد الغذائية”. وشكلت مخاوف تضخم المواد الغذائية خلال السنة الماضية واحداً من الهموم الرئيسية لصانعي القرار في الدول الناشئة، عندما أرغم ارتفاع أسعار السلع الزراعية البنوك المركزية على رفع أسعار الفائدة، وشملت آثاره أسواق الأسهم والسندات. وكان مؤشر منظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية “الفاو” الذي يمثل مقياس تضخم أسعار المواد الغذائية، عند أدنى مستوياته منذ أكتوبر 2010. وفي حالة شح الأمطار ربما ترتفع الأسعار مصحوبة بزيادة مخاوف تضخم أسعار المواد الغذائية. وتقدر “كوناب”، الوكالة البرازيلية لرصد المحاصيل التابعة لوزارة الزراعة، محصول البلاد من الصويا خلال العام الحالي بنحو 71,75 مليون طن، أي أقل من موسم الحصاد الماضي بنسبة قدرها 4,7%، نظراً لتأثير تراجع معدل الإنتاج بدرجة كبيرة في جنوب البلاد، على قوة الإنتاج في ولاية ماتو جروسو ذات المساحات الزراعية الواسعة. ويحل ذلك كثاني أكبر تراجع سنوي لإنتاج البرازيل من الصويا منذ العام 1996، لكنه يُعزى نسبياً لتجاوز موسم حصاد العام الماضي للتوقعات عند بلوغه 75.32 مليون طن. كما تضاعف الإنتاج خلال العقد الماضي للإيفاء بالطلب الصيني المتزايد، حيث تحل البرازيل في المرتبة الثانية كأكبر منتج للمحصول في العالم. ويُذكر أن وكالات الإرصاد المستقلة أقل تشاؤماً من “كوناب”، حيث تتوقع “أجرو كونسلت” ألا يتجاوز حجم التراجع سوى 2% إلى 73,52 مليون طن، بينما تقدر “أج رورال” الإنتاج بنحو 73,06 مليون طن من الصويا. كما تقدر “أجرو كونسلت” زيادة في محصول الذرة بنحو 2% إلى 36,52 مليون طن. وتعرض محصول الذرة في الأرجنتين لضربة كبيرة في وقت يستعد فيه المزارعون لتراجع كبير في معدل إنتاج الصويا. وقضى الطقس الجاف على الآمال المبدئية لتحقيق رقم قياسي في الإنتاج يصل إلى 110 مليون طن هذا الموسم. ويقول ميجويل كالفو، رئيس رابطة الصويا في الأرجنتين، “لا يزال الوقت مبكراً للتوقعات، لكن لا اعتقد بأنه من الممكن تحقيق توقعات وزارة الزراعة الأميركية”. ويتوقع التقرير الصادر عن الوزارة مؤخراً بلوغ المحصول نحو 50,5 مليون طن. وبلغ إنتاج الأرجنتين في العام الماضي نحو 49 مليون طن من الصويا و 23 مليون طن من الذرة التي من المتوقع أن يقفز إنتاجها بين 28 و 29 مليون طن في العام الحالي. ويؤكد مارتن فراجيو المدير التنفيذي لمؤسسة “ميزر” التي تمثل منتجي الذرة والقطاع، أنه لم يتم إنتاج 20% من كمية الذرة التي يمكن إنتاجها، كما تم فقدان 10% من التي أُنتجت. ولم يعد المزارعون في جنوب البرازيل يتطلعون لإنتاج الذرة من المستنقعات، إلا أنهم لا يزالون يأملون في إنقاذ الأمطار لمحصول الصويا الذي بدأ ينبت تدريجياً. وإذا هطلت الأمطار في أي وقت قريب، من الممكن الحصول على دورة إنتاج ثانية من الصويا في الأرجنتين، بيد أن توقعات هيئة الإرصاد تشير إلى استمرار الجفاف خلال الأسابيع القليلة المقبلة. علاوة على ذلك، كلما طال انتظار المزارعين في اتخاذ قرار حصاد المحاصيل المتأخرة، كلما زاد احتمال تدمير موجة الصقيع الأولى التي تحل في أبريل ومايو لهذه المحاصيل. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©