الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جوليت بينوش.. تستعد لفيلم يدور في صعيد مصر حول العودة للجذور

جوليت بينوش.. تستعد لفيلم يدور في صعيد مصر حول العودة للجذور
6 ديسمبر 2010 20:04
استولت النجمة الفرنسية جوليت بينوش على قلوب عشاق السينما في العالم وتميزت بأدائها الناعم التلقائي في كل أدوارها مما جعلها واحدة من أهم ممثلات السينما العالمية، وجعلها انتقاؤها لأدوارها صاحبة رصيد كبير من الجوائز العالمية كان آخرها جائزة أحسن ممثلة في مهرجان “كان” 2010 عن فيلم “نسخة معتمدة” سيناريو وإخراج الإيراني عباس كياروستامي وجائزة الاوسكار عام 1996 عن دورها في الفيلم الشهير “المريض الانجليزي”. وفي زيارتها للقاهرة مؤخرا كشفت عن مشروع سينمائي جديد تستعد لتصويره العام المقبل يدور في صعيد مصر وهو فيلم وثائقي يتناول موضوع العودة الى الجذور والبحث عنها لنفهم أنفسنا. أكدت جوليت أن شغفها بالثقافة العربية والمصرية القديمة بدأ مبكرا وهي في سن الحادية عشرة عندما بدأت دراسة الحضارة الفرعونية في المدرسة. “النيل” وكانت دائما تحمل مثل ملايين الأطفال في فرنسا الذين يستيقظون كل يوم وهم يحلمون بزيارة هذه البلاد الساحرة ويضعون إيديهم في مياه النيل لأن ما يقرأونه في هذه السن الصغيرة عن مصر يكون بمثابة بذرة تنمو بداخلهم وتجعلهم يشعرون بأن مصر لها سلطان قوي، ويعيشون بخيالهم مع عشتار وايزيس والام الشافية التي تجمع الأجزاء الممزقة بداخلنا. وقالت بينوش - في ندوة صحفية أدارها الفنان عمر واكد - أنا كممثلة تأثرت بهذه القراءات وكنت أقرأ كثيراً عن مصر والعالم العربي فهذا مهم جدا لي ولعملي وتراكم هذه المعلومات لدي يصقل خبراتي ويزيد تعمقنا في فهم الحياة من حولنا وفهمنا للعالم لتصبح لنا رؤية مشتركة مؤكدة أنها محظوظة كممثلة لانها عملت مع مخرجين عظام عززوا قدراتها واضافوا لها خبرات إنسانية وفنية. “نسخة معتمدة” ووصفت فيلمها الأخير “نسخة معتمدة” للمخرج الإيراني عباس كياروستامي الذي حصلت عن دورها فيه على جائزة أحسن ممثلة في مهرجان “كان” الأخير بانه تجربة فنية مثيرة بالنسبة لها حيث وضعت لنفسها هدفا منذ بداية عملها في السينما وهو الاختيار الجيد للموضوع ولفريق العمل وعندما ألتقت بالمخرج الإيراني في أحد المهرجانات دعاها لزيارة طهران وعرض عليها المشاركة في فيلم من إخراجه. وكان أول رد فعل لها هو أنها أعلنت خوفها من زيارة طهران حتى لا تتعرض للقتل. ولكنه أكد لها أن تلك الصورة النمطية التي في ذهنها غير حقيقية. وكانت مفاجأة كبيرة لها عندما وصلت المطار هناك لتجد مئات الصحفيين والمراسلين في انتظارها وتوقعت أن يكون المخرج الإيراني الشهير هو من دعا كل هؤلاء لاستقبالها لكنها فوجئت به يسألها كيف استطعت ان تحضري كل هذا العدد من الصحفيين. وقالت بينوش إنه رغم عدم اجادة كيروستامي للانجليزية بطلاقة فإنه كان بينهما تفاهم كبير خاصة بعد أن تحررا من مشاعر الخوف والريبة وصارت بينهما جسور من الثقة. ووصفت الفيلم بانه من أصعب أدوارها لانه يعتمد على المشاعر الإنسانية الداخلية. أحسن ممثلة والمعروف أن جوليت بينوش استغلت وجودها في “كان” 2010 للمطالبة بإطلاق سراح المخرج الإيراني جعرف باناهي الذي احتجز بلا تهمة أو ادانة ونددت بأعتقاله الذي وصفته بانه اعتقال غير مبرر وغير مقبول وغير محتمل. وفي حفل توزيع الجوائز عند منح بينوش جائزة أحسن ممثلة ظهرت على المسرح وهي ترفع لوحة مكتوبا عليها اسمه واستغلت الكلمة التي ألفتها عند تسلمها الجائزة لتطالب بانهاء مأزق “باناهي” وهو ما اسفر عن اطلاق سراحه بعد تلك الضجة الإعلامية. وحول مواقفها السياسية والقضايا التي تشغلها أكدت بينوش انها تفضل أن تكون مناضلة إنسانية على أن تكون مناضلة سياسية لأن السياسة تفرض دائما الانحياز لطرف ما على حساب طرف آخر مشيرة الى ان تحقيق السلام يتطلب الانصات والحب والتسامح بين الأطراف المتنازعة. وأوضحت أن التصريحات التي نسبت اليها واعتبرها البعض هجوما على اسرائيل كان دافعها هو تلك الصور التي شاهدتها للفلسطينيين وهم يتلقون الصفعات من دون ان تكون لديهم القدرة على الدفاع عن أنفسهم وهي مشاهد تجعل أي انسان يتفاعل معها. ولكن عندما نتفهم وجهة النظر الفلسطينية والإسرائيلية ندرك ما يعانيه الناس في الجانبين. وفي محاولة لدفع تهمة معاداة السامية قالت: لست معادية لإسرائيل بالعكس لقد عانى اليهود وعاشوا فترات عصيبة ومنهم يهود فرنسا وأنا بشكل عام لا احب الدخول في عالم السياسة وعادة ينتظر البعض ان يتخذ الفنان موقفا مع طرف ما وهذا شيء لا أحبه لذلك لا أنظر للعمل الفني من منظور سياسي. “الحقيقة” وحول اختيارها لتجسيد شخصية مستوطنة إسرائيلية في فيلم “الحقيقة” عقب تلك التصريحات لتهدئة الثورة ضدها قالت: اهتمامي بهذا الفيلم كان بسبب البعد الإنساني فالشخصية هي لأسرة ليس لديها قيم أخلاقية وهي شخصية “مربكة” ولكنها أم تبحث عن أبنتها ولا تشغلها المشاكل الخارجية والسياسية والاحساس بالامومة هو شعور انساني تعرفه كل النساء في العالم. ورحبت بالفيلم لانه لا يجب أن تتعامل مع الدور بمنظور أخلاقي. يذكر أن الفيلم من إخراج عاموس جيتاي وهو من أبرز الأصوات الشابة المعارضة للسياسات الإسرائيلية من داخل إسرائيل. ووصفت بينوش فيلم “ما يجري في وطني” الذي لعبت بطولته أمام صامويل ال جاكسون وإخراج جون بوريان بانه من أقرب الأعمال التي قلبها ومهم في تاريخها لانه ناقش التمييز العنصري بطريقة مميزة ويدعو لتفهم آلام الآخرين. وهو ما يجب ان يتم في فلسطين والعراق لانه من المهم ان تتوقف في لحظة ما وتنصت لآلام الآخرين حتى لا يستمر الوضع المؤلم والمعاناة. واشارت الى ان فيلم “موعد غرامي” اخراج اندريه تشينيه كان أول بطولة لها في السينما الفرنسية وهو ما لفت اليها الانظار بينما فيلمها الثاني “ضغينة” للمخرج ليوس كراكس حقق لها شهرة واسعة على مستوى العالم. الأوسكار ورغم رصيدها الكبير من الجوائز العالمية فقد اكدت بينوش أنها لم تتوقع جائزة أبدا ولم تفكر في الجوائز اطلاقا وهي تختار أفلامها حتى انها عندما حصلت على الاوسكار كانت الجائزة مفاجأة. وقالت إن توقع الجوائز شيء مؤلم جدا للفنان إذا لم يحصل عليها ودائما كان قلبي يدق بقوة مع كل جائزة اتسلمها. وبررت هذا الرصيد من الجوائز بأنها لا تفكر بها وعندما تبدأ تصوير فيلم ما يشغلها ان تصل المشاعر الإنسانية للشخصية إلى المتفرج وسعادتها الحقيقية ان يصل اداؤها للاخرين ويمس أعماقهم فالتمثيل يعتمد على أشياء غير ملموسة أو ظاهرة وانما هي معان واحاسيس تمس الأرواح والافكار. وعن النصائح التي تقدمها للممثلين للوصول إلى العالمية قالت: لا اعتبر نفسي ممثلة ونجمة كبيرة. وليست هناك آلية معينة انما الأمر يتطلب شجاعة وتضحية ومثابرة ولا يوجد ممثلون عظام كثيرون في العالم وهذا طبيعي لكن علينا أن نستلهم عملنا من آخرين سبقونا ونحاول التعرف على الكثير من الشخصيات الملهمة وكل شخص عليه البحث عن قدراته الداخلية ويحاول تطويرها للوصول إلى أقصى مستوى من الإبداع ويظل دائما يتعلم وهو ما يحدث في كل مجال وكذلك في السينما. وذكرت أن العمل مع مخرجين عظام مهم جدا ويجعل الممثل يشعر بأن العمل سهل وممتع لانه يسمح له بأن يظهر شخصيته ورؤيته اما المخرجون الصغار القيمة فهم دائما يحاولون فرض السيطرة ولكن هناك استثناءات. وعن مشاريعها السينمائية الجديدة قالت: اصور بطولة فيلم فرنسي مع مخرجة بولندية ويدور حول عالم فتيات الليل في فرنسا واؤدي دور صحفية تجري تحقيقا حول هذا العالم وتواجه الكثير من المفارقات والمشاكل. وأبدت ترحيبها بالمشاركة في فيلم سينمائي مصري أو عربي بشرط أن يكون السيناريو جيدا والموضوع مناسبا لها وكذلك المخرج. مؤكدة انها كانت تحلم بتقديم عمل من إخراجها لكن ارتباطاتها الفنية ومسؤوليتها كأم لطفلين جعلا هذا المشروع مؤجلا. وحول حماسها الشديد للدفاع عن قضايا البيئة قالت: ولدت في هذا العالم ومنذ طفولتي لاحظت اهتمام والدتي وحرصها على شراء المنتجات الطبيعية بعيدا عن المواد الغذائية المنتجة في الصوبات الزراعية حيث الظروف الصناعية والمركبات الكيميائية رغم توفرها بنسب اكبر في الأسواق ولذلك اصبح لدي احساس بأهمية وقيمة الطبيعة والحفاظ على البيئة جزء من تكويني. الطريف أن النجمة الفرنسية الجميلة التي تعلن دائما انها لا تحب السياسة ولا تختار أفلامها على اساس سياسي هي صاحبة الرصيد الأكبر بين نجمات هوليود من الافلام التي كانت دائما لها صبغة سياسية فقد ناقشت قضايا ساخنة في أفلامها مثل إدانة التمييز العنصري في جنوب افريقيا ومشاكل اللاجئين السياسيين وكان لها موقف من رفض البيان الرسمي الصادر حول هجمات الحادي عشر من سبتمبر واعلنت في العديد من المناسبات انها لم توافق على إدارة الرئيس الفرنسي ساركوزي وقالت عنه: رئيس الجمهورية ابتكر جمهورية ملكية.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©