«كشك إلكتروني مشترك» لتوزيع الصحف والمجلات الفرنسية

بعد التراجع الكبير في توزيع النسخ الورقية من الصحف والمجلات الفرنسية، لم يعد أمام كبار الناشرين إلا أن يوحّدوا جهودهم للبحث عن حلول عملية لهذه الظاهرة المتفاقمة. واتفق ثمانية من كبار ناشري الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية الفرنسية على تأسيس ائتلاف يتعاونون فيه على تأسيس “كشك إلكتروني مشترك” يبيعون من خلاله محتوياتهم إلى المشتركين عن طريق الأجهزة اليدوية مثل “آي فون” و”آي باد”. ويمكن للعملاء شراء المقالات مباشرة من موقع “الكشك الإلكتروني”، أو تسجيل اشتراك فيها. ويتميز البرنامج التطبيقي المخصص لتشغيل الموقع بالمرونة الفائقة وقوّة الأداء والتصميم المتقن بحيث لا يتطلب الأمر من طالب الاشتراك في إحدى الجرائد أو المجلات أكثر من ضغطة زر واحدة. ويبدو أن هذه التجربة التي أعلن عنها في باريس قبل أيام قليلة كانت مثيرة لكبريات الصحف العالمية التي تسابقت لنشر أخبارها بالتفصيل ومنها “نيويورك تايمز” و”إنترناشونال هيرالد تريبيون”؛ ونُقل عن الصحفي الفرنسي المخضرم فريدريك فيللو الذي يدير المشروع قوله: “تكمن الفكرة في ترقية المحتوى الصحفي والإعلامي لشبكة الإنترنت؛ كما أن هذا الإجراء يمثل محاولة أخيرة لإعادة نفخ الروح في صحفنا ومجلاتنا”. وتأتي هذه المبادرة في وقت دخلت فيه كل الصحف المهمّة مرحلة إعادة طرح أوراقها على الطاولة استعداداً لدخول العصر الرقمي. ويذكر أن معظم هذه الصحف تقوم بإنزال محتوياتها اليومية على مواقع مدعومة مادياً من العوائد الإعلانية حتى تتمكن من تقديم هذه الخدمة إلى القراء مجاناً. ولكن، ومع تراجع هذه العوائد بشكل سريع، بدأ بعض الناشرين بإقامة حواجز دخول لتلك المواقع لا يمكن تخطّيها ما لم يدفع المبحرون فيها قيمة الاشتراكات الشهرية أو السنوية أو الدفع مقابل كل عملية دخول. وأصبحت العوائد المالية ضرورية جداً بالنسبة للصحف والمجلات الفرنسية بشكل خاص بعد أن تراجع إقبال الفرنسيين على المطالعة. ولم يتبقّ من المطبوعات الصحفية القادرة على الصمود إلا تلك التي تتلقّى معونات مادية من الحكومة. والآن يأتي “الكشك الرقمي” الذي ينتظر إطلاقه للعمل العام المقبل، ليزيد من ثراء المحتوى الإعلامي الرقمي المخصص للاشتراك. وبالرغم من أن الكثير من الإصدارات الفرنسية بدأت بالفعل بفرض رسوم اشتراك في خدماتها، إلا أنها تركت الباب مفتوحاً للدخول المجاني إلى مواقعها للاطلاع على الأخبار اليومية المتنوّعة. وتقضي الخطة التي وضعها فيللو بتشجيع الناشرين المشاركين في “الكشك الإلكتروني” على اعتماد التقنيات التي تمنع الإبحار فيه إلا بعد دفع رسوم الاشتراك. وأشار إلى أن العاملين في هذا المشروع لم يحددوا حتى الآن أسعار الاشتراك ولا طريقة تقديم حزمة الخدمات على الإنترنت. ويأمل الناشرون أن يتمكنوا بهذه الطريقة من جمع العوائد الكافية لبقائهم على قيد الحياة. ويشتكي هؤلاء من ارتفاع الرسوم التي تتقاضاها شركة “آبل” منهم لإنزال محتوياتهم على جهاز الكمبيوتر اللوحي “آي باد” أو “مخزن تطبيقات آي فون” والتي تبلغ 30 بالمئة من قيمة عوائد ورسوم الاشتراك. وقالت شركة جوجل إنها مهتمة باجتذاب الناشرين الفرنسيين لتقديم خدماتهم عن طريق موقعها. ومن المعلوم أن “جوجل” تعمل الآن على تطوير نظام يساعد الناشرين على تشغيل المواقع المدفوعة إلا أن أياً من هذه المواقع لم يتم إطلاقه على النحو التجاري حتى الآن.