الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبوظبي... لؤلؤة الخليج

7 سبتمبر 2013 23:20
زرت أبوظبي مرتين الثانية كانت استرخاء لي من عناء تعبٍ وهمٍ لازماني فترة طويلة. وحينما تكرم عليّ أخ عزيز من شباب إماراتنا الأصيلة لكي يطلعني على هذه المدينة الحالمة عربياً وعالمياً التي تجاوز بها الشأن الخليجي إلى ما هو أبعد من هذا، تكرم بأن تجول بي في تلك المدينة المبهرة بهدوئها وشواطئها الجميلة ومساحاتها وطرقها الأروع جمالاً. وبصحبة هذا الشاب الجميل أخلاقاً وكرماً، كانت زيارتي الأولى لأبوظبي العزيزة بمثابة حلم سرعان ما اختفت معالمه وهويته. أبوظبي مؤنسة الوحشة، حينما تأتيها تتذكر زايد الخير كيف صنع الإمارات، نعم إنها إمارات الخير والبركة أسسها زايد الخير ونقل حضارة شواطئها، وتلك البيوت العريشيّة والشينكوهات البحرية والقوارب الخشبية إلى بوارج بحرية وأرصفة شاطئية، من الوجهة الخاصة إلى وجهة عالمية يفد إليها القاصي والداني، لكي يجد فيها سبيل الخير بإذن الله وهي مقصد العالم أجمع. اليوم شدّ همتها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، خليفة الخير، الذي جعل من أبوظبي وإمارات الخير (حدقة العين) التي ينظر بها إلى عالم تلاطمت فيه الصعوبات، أسس شعباً طيب الأعراق، مخلصاً لبلده، واثقاً من ولائهم وكينونتهم، إنها (عين الخليج ولؤلؤة المجد) أبوظبي. نعم لقد أطلعني أخي ماجد الهاملي وهو من سكان أبوظبي الحمئة، على هذه المدينة التي كنا نشاهدها كغروب الشمس في نهاية البحار، وهي ذاتها التي تؤنس الوحشة حينما تضيق السبل، تلجأ إلى شواطئها وتسمع هدير الموج يمسح دمعتك، وأي دمعة إنها دمعة وطن. أبوظبي (مخاوية الليل)، مع رياض العز والمجد، همنا واحد ومجدنا مشترك. فأهل الرياض هنا وأبناء أبوظبي هناك. إنه اعتزاز التاريخ ووحدة الأصالة. ماجد أصرّ عليّ أن أتذوق مطاعم أبوظبي الشهيرة في طهي الأسماك وتناول القهوة في مشاربها الجميلة التي تملأ طرقات أبوظبي، وتلك المولات الجميلة والفنادق الأكثر روعة، والأنظمة المرورية، وتلك العربات الفارهة دلالة على الراحة النفسية لأهل أبوظبي. أضف إلى تلك المنازل والشقق الفسيحة...إنك في أبوظبي. مشكلتي مع أبوظبي أنها ثمينة المنال في سكنها ومعيشتها لكن الذي يهون عليك هو شعبها الكريم وحكامها المتواضعون، ولا «تستخسر» الثمن فيها مهما صرفت. نعم أتذكر والد الجميع شيخ الحكمة والرزانة الشيخ زايد رحمه الله حينما يحمل في يده تلك العصا الإماراتية الأصيلة وهو يجلس بين هذا وذاك كبار السن وصغارهم... على الحصير تارة، وعلى الأرض تارة أخرى وكأنه الأب والوالد لهم من غير تكلف أو تصنع، ويتكئ على تلك المراكي الحمراء التاريخية الرائعة، كان صنيعه أن كل إماراتي يسرّ الله له ما يريد من أساسيات الحياة. أمّن أجيالهم وحقق الرفاهية لهم. كانت مكة المكرمة أطيب بقعة على وجه الأرض سبباً في تلك المساءات الجميلة. تناولنا إفطار رمضان سوية بجوار حرم الله ليالٍ عدة وكأننا نعرف بعضنا منذ سنوات، هكذا عودنا قادة الخليج من الوحدة والمحبة الدائمة. صحيح أنه لم يسبق لي أن شرفت بأحد من أبناء زايد أو آل مكتوم على الإطلاق لكني أرسم الحلم كلما رأت عيناي شاشة التلفاز، التي تصور لنا التواضع والابتسامة فيهم، وما يتعاملون به من لطف وسماحة أخلاق. فكيف بي والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوطبي، حينما يجلس على رصيف الطريق مع تلك الطفلة البازغة جمالاً وخلقاً ... وهو يحكي معها حتى وصل ذووها. ليس خوفاً عليها من غدر اللحظات، لأن إمارات الخير آمنة بإذن الله، لكنها الأبوة والتواضع والسماحة. لكَ قبعتي أرفعها احتراماً لك أبا خالد.. هكذا يرسم لك التاريخ شيخاً كريماً. نعم إنك أبوظبي (العين الحمئة) التي ينظر إليك كل بحّار أو راكب في الجو وأنت تغربين وتشرقين كالشمس الودودة. هكذا إنجازات خليفة الخير الذي يقود البلاد بعقل يفكر وقلب يرحم ويزن الأمور في موضعها. أبوظبي سبقت التاريخ بأربعين عاماً وتحولت إمارات الخير إلى (لؤلؤة الخليج). عزّ مجدك، وسمت مكارمك وأهلك، ودام آل نهيان وآل مكتوم وحكامك المغاوير والخليج وحكامه ورياض المجد في عزة ونماء... دمت إمارات الخير عزيزة. أحمد بن عبد العزيز الركبان إعلامي سعودي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©