الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المخرج سعيد الزعابي يقدم سيناريو التدريبات أمام الجمهور

المخرج سعيد الزعابي يقدم سيناريو التدريبات أمام الجمهور
7 سبتمبر 2013 23:21
«أنت وأنا نعيش على أرض واحدة...» هكذا بدأ العرض المسرحي الذي قدم، الأسبوع الماضي، على خشبة المسرح الوطني في أبوظبي. وبين مسرح الحياة في العديد من البلدان العربية ومسرح الفن والجمال الذي لا وطن له، تدور أحداث العرض المعبرة في قسوتها عما يدور من حولنا. يحمل العرض المسرحي عنوانا عمليا من أجواء المسرح وكواليسه، وهو «إعداد الممثل المسرحي»، وكأن المخرج سعيد الزعابي، أراد من خلاله أن ينقل المتفرج إلى «المطبخ المسرحي» حيث ينضج الممثل عن طريق التدريس والتجريب. العرض من تقديم خمسة من الشباب المبتدئين الذين يقفون لأول مرة على خشبة المسرح، وهم: صالح السعيدي، وخالد ناجي المنصوري، وعلي صالح الجابري، وسعاد حمامي وأختها الطفلة فرح التي لم تبلغ العاشرة، ولكنها قدمت مع هؤلاء الشباب أداء متميزاً. احتوى النص المسرحي على الشعر إلى جانب النثر، وكذلك الموسيقى بجوار الآهة والصرخة والإيماءة، في لوحة فنية متكاملة ومترابطة، وإن كانت الفقرات مأخوذة ومقتبسة من عدة أعمال. وعن رؤية المخرج الزعابي لعرضه مسرحي يقول: «ركزنا في هذه الورشة على أساسيات الممثل الطويل المدى، الممثل الأصلي، وليس الممثل الذي تأسس بطريقة خاطئة. من الممكن أن يكون مستواه أقل من الذي تأسس بطريقة حرفية، لكننا أعطينا هؤلاء الشباب تدريبات في المخيلة والإلقاء والارتجال، وتدريبات في التركيز، خصوصا وأن العرض تضمن الرقص والحوار، ما يعني أن الممثل كان ينسق بين ثلاثة أشياء مرة واحدة وهذا أهم عنصر عند الممثل، وهو أن يكون في حالة تركيز شديد على خشبة المسرح. وكان العمل يتضمن أيضا غناء وحركات إيمائية من تشنج واسترخاء. وكل هذا تم في مدة قصيرة حيث بدأت التدريبات واكتملت خلال شهر وكانت تتم على فترتين في الصباح والمساء، وفي النهاية طلعنا بنتاج مسرحي لقى استحسانا من الجميع». كانت مفاجأة العرض أداء الطفلة فرح، وعن مشاركتها يقول المخرج: «لم أكن أريد أن أدخل أحدا بهذه السن، لكن أمها قالت لي إن فرح جريئة جدا. وفعلا بعد أن عملت الاختبار شعرت أنها موهوبة تستوعب الكلام بشكل سريع، بل كانت أكثر التزاما من الجميع، وكانت دائما تأتي على رأس المجموعة، وقد أعطيتها تدريبات مع أختها الكبيرة سعاد، وكانتا تطبقان التدريبات في البيت، فعلا كانتا أكثر التزاما من الشباب الباقين. وهؤلاء الشباب الثلاثة الذين اشتركوا بالعرض هم من الإمارات، وكانوا قد حضروا إلى ورشة العمل وعملنا لهم اختبارا واجتازوه، وفعلا كانوا شبابا موهوبين، وخاصة هذه أول مرة يقفون على خشبة المسرح». ويشير المخرج سعيد إلى رؤيته الواسعة للفن والحياة، باختيار ممثلين غير محترفين، موضحا: «برأيي أن كل شخص يمتلك موهبة معينة في نفسه لكنه لم يكتشفها، وبالتالي فإن هؤلاء اكتشفوا أنهم من الممكن أن يصيروا ممثلين، وهم سينضمون إلى مسرح «عيال زايد للفنون»، وأنا المدير الفني للمسرح سوف أتواصل معاهم وأدخلهم لعروض مسرحية ليقدموا فنهم للجمهور، ولا نقف عند هذا العرض فقط، بل سنعدهم إعدادا جيدا للعمل المسرحي». وعن سيناريو المسرحية الذي يحتوي على أفكار متعددة وفيه لقطات متنوعة من صمت وضجيج وأصوات تعلو وتشنج وضحك متواصل بالإضافة إلى الشعر، يقول المخرج: «الشعر من قصيدة «الزمن الحزين» لفاروق جويدة وهي من القصائد التي أحبها، كتبها الشاعر من زمن ولكن كأنه يتكلم عن زمننا هذا والواقع الذي نعيشه من خراب ودمار. فكرت أن أعمل هذه القصيدة وأضعها في هذه التدريبات. أما إظهار أصوات حيوانات في العمل هو كيف أخلق من صوت الحيوان شخصية، أستوحي من الديك شخصية، استوحي من صوت الكلب شخصية اللص، من الغراب شخصية الشر وهكذا، هذه أيضا كانت من التدريبات التي أظهرت فيها التشنجات لأجسام الممثلين، تدريب للفوبيا، أو تدريب الانشطار بين الخير والشر، كيف أطلع من شخصية الخير وأدخلها في شخصية الشر في أقل من ثانية، هنا تظهر إمكانية الممثل، وحتى في الضحك بهستيريا عالية». وحول الاتجاه إلى اختيار الشباب في التمثيل وهذه الفكرة الحديثة يوضح المخرج قائلا: «العرض اليوم كله نسميه التمثيل الحديث، لأن الطريقة القديمة في التمثيل قد عفى عليه الزمن، ولكن للأسف ما زال موجودا وأنا أشبه هذا التمثيل بالجرثومة التي تقضي على الفن عند الشباب، التمثيل الحديث صار يميل إلى الطبيعية كأنه حوار عادي والكاميرا تصور، إن المخرجين المعاصرين يقولون دائما: لا تمثل، بمعنى لا تحسسني أنك تمثل، أنا أشتغل على أن يقدم الدور بشكل طبيعي جدا بحيث الإنسان المتفرج لا يشعر أنه تمثيل، بل تصرف طبيعي جدا. هذا التمثيل الحديث الآن يدرس في المعاهد المسرحية». وعن تقبل الشباب هذه الطريقة الحديثة وهل تحتاج جهدا أكبر من المخرج يؤكد: «المهم أن أوصل الرسالة بشكل طبيعي، وهذا أصعب من إيصالها وأنا منهك على خشبة المسرح، هذا ما يسمى بالسهل الممتنع. أما تقبل الشباب المبتدئين فهم جاؤوا إلى المسرح ولا يعرفون أن هذا حديث أو مبالغ فيه أو تمثيل قديم، لكن لما يبين المخرج لهم الفروق، عندها يعرفون التمثيل القديم من الحديث. نحن اقتربنا من سنة 2014 والتكنولوجيا الحديثة تتقدم يوما بعد يوم، وبالتالي يفضل الشباب التمثيل الحديث، أي الطبيعي جدا بالنسبة للشباب. وهذا من خلال تجاربي في الورش المتعددة». لأن العمل المسرحي قدم عدة فقرات متنوعة منها مشهد «القياضة» يشير المخرج لبعض المشاهد قائلا: «استعنت بمشاهد من أعمال متعددة، سواء محلية أو عربية. أخذت مشهدا من مسلسل «القياضة»، شخصية أبو سليمان وابنه سليمان وقدمتها على خشبة المسرح من خلال المبارزة بالعصي، واستعنت بالمبارزة بسلاح الشيش في مشهد من خلال مسرحية «ملك الشحاتين» للكاتب المصري نجيب سرور، وأنا عملت لها إعدادا باللهجة الإماراتية وعملوا بها مبارزة بالشيش. ومشهد آخر من مسرحية «أرض لا تنبت الزهور» لمحمود دياب بين جذيمة والزباء وكيف احتالت عليه وأرسلت له صورتها ليتزوجها، ولما دخل قصرها قضت عليه لأنه هو من قتل أباها. والشعر في المسرحية من شعر الأستاذ الكبير بيرم التونسي وهي قصيدة فيها نوع من الكوميديا تقول حكايتها إن فتاة راحت للفران وأعطته صينية فيها دجاج، ثم جاء رجل وقال لهم أنا بواب هذه الأسرة أعطوني الصينية. بذلك أخذ صينية الدجاج الموجودة».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©