الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن خليفة: القائد المؤسس نجح في حشد الطاقات واستنهاض الهمم

2 ديسمبر 2006 01:39
وجه سمو الشيخ محمد بن خليفة آل نهيان رئيس دائرة المالية كلمة عبر مجلة درع الوطن بمناسبة اليوم الوطني الخامس والثلاثين فيما يلي نصها: ''تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة هذه الأيام بعيدها الوطني الخامس والثلاثين، وهي أكثر قدرة على العطاء والتواصل، مثلما هي أكثر استعداداً وتهيؤاً لمواكبة عصر العولمة والتجارة الحرة وثورة المعلومات والاتصالات والاقتصاد الرقمي وتدفق الاستثمارات· إننا وفي هذه المناسبة العظيمة نسترجع ذكريات ذلك اليوم الخالد في تاريخنا المعاصر حيث قاد المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله) مع إخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، مسيرة موفقة لإقامة دولة الاتحاد، وتنفيذ منظومة متكاملة للنهضة الحضارية والعمرانية أحدثت تحولاً هاماً وجذرياً في مسيرة شعب دولة الإمارات وفي تاريخ المنطقة بأسرها· لقد استطاع قائد مسيرتنا بعزيمته الصادقة، ورؤيته الواضحة لآفاق المستقبل، والتفاف إخوانه وشعبه من حوله أن يحسن استثمار الإمكانيات المتاحة، وأن يستجمع الطاقات ويستنهض الهمم والعزائم· فانطلقت السواعد تبني وتعمر وتصنع على كل صعيد، وانتشرت على أرض الإمارات في فترة وجيزة شبكة واسعة من المشروعات الاقتصادية والصناعية والتجارية والخدمية التي تبعث على الاعتزاز· ولم يقتصر العطاء المتدفق لدولة الإمارات العربية المتحدة على حدود الوطن، بل شمل خيرها العميم أبناء أمتنا العربية والإسلامية والعالم أجمع· إن بناء الإنسان وإعداده وتأهيله تأهيلاً علمياً سليماً هو الركيزة الأساسية التي تستند إليها القفزة الحضارية الكبيرة، والحركة العمرانية والتنموية الضخمة التي تعم أنحاء وطننا الغالي، وكان هذا الإنسان وسيبقى الأولوية الكبرى في سياسة الدولة وخططها التنموية باعتبار أن الإنسان هو الثروة الحقيقية للوطن والغاية العليا التي يجب أن تسخر لها كل الجهود والإمكانات، إنسان متسلح بالعلم والمعرفة وقادر على التفاعل الخلاق مع معطيات العصر ومستجداته وتطوراته· إن الرؤية الشاملة لعملية التطور والرخاء والتنمية المستدامة التي صاغها صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله تستهدف تحقيق طفرة حقيقية في حياة شعب دولة الإمارات من أقصاه إلى أقصاه، وتحرص على تنويع مصادر الدخل، وتذليل الصعاب وإزالة كافة المعوقات والعقبات التي تحول دون توفير المناخ المناسب لتدفق الاستثمارات، والتي وقفت حجر عثرة أمام قيام القطاع الخاص بأداء دوره الحيوي والهام في خدمة الاقتصاد الوطني، إلى جانب تنمية كافة القطاعات المالية والإنتاجية والخدمية والسياحية والترفيهية وغيرها، كما حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة على إقامة منظومة متكاملة من المنشآت والمؤسسات والمشروعات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والخدمية الكبرى والمتطورة، وسنت القوانين وأصدرت التشريعات التي تحقق أهداف الانطلاقة الاقتصادية الكبرى، والتي تتيح للبلاد تواجداً هاماً ومؤثراً على الساحة الاقتصادية الإقليمية والدولية· إن دولة الإمارات العربية المتحدة بعد أن قدمت نموذجاً فريداً للحكم يقوم على أسس راسخة من الإيمان بالشريعة السمحاء، وبالقيم الحضارية والإنسانية تحرص على تدعيم البناء الدستوري والمؤسسي للبلاد وذلك من خلال انتخابات مجالس إدارات بعض المؤسسات، ومن خلال الانتخابات المقبلة لنصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي والتي من شأنها إثراء الحياة البرلمانية، والمشاركة الشعبية في صنع القرار، وتعزيز مكانة ودور المرأة على صعيد العمل الوطني، إلى جانب الاستمرار في تحفيز أبناء الوطن على المشاركة النشطة في صنع المستقبل، وحثهم على المثابرة في تحصيل العلوم المتقدمة، وفي اكتساب المزيد من الخبرات والالتحاق بالدورات التدريبية المتقدمة التي خصصتها الدولة ومواكبة القفزة الحضارية الهائلة التي يشهدها العالم حالياً حتى يتمكنوا من تحمل مسؤوليات العمل بنجاح في كافة القطاعات· كما حرصت الدولة على إحداث نقلة نوعية هامة في أسس ومقومات حياة المواطنين، والتي سوف يكون لها آثارها الإيجابية في المستقبل، فشهد القطاع التعليمي مراجعة شاملة للمناهج التعليمية بهدف تطويرها وتحديثها لكي تساير النظم التعليمية المعمول بها في العالم المتقدم حالياً، وتوفرت للمواطنين الرعاية الاجتماعية والصحية والأسرية، وذلك في إطار منظومة متكاملة من الخدمات التي تستهدف بناء الإنسان وتأمين مشاركته الإيجابية والفعالة في النهضة الشاملة للبلاد وصنع مستقبل أجيالها· إن شعب دولة الإمارات يعايش لحظة بلحظة وخطوة بخطوة، الجهود المخلصة التي تبذلها قيادته الحكيمة عبر مسيرة عميقة من العطاء المتواصل من أجل توفير الحياة الكريمة والمستقرة لكل مواطن ومقيم على أرض الإمارات· إن عبارات الإشادة والثناء، ومهما بلغت في صدق مشاعرها لن توفي القائد المؤسس المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه القادة المؤسسين للاتحاد حقهم، والذين جسدوا بتلاحمهم وإنجازاتهم وتضحياتهم كل معاني الانتماء والعزة الوطنية والانحياز للمصالح العليا للوطن، والذين قدموا لأمتهم العربية والإسلامية المثال الأوضح على أن لم الشمل ووحدة المبدأ والموقف والهدف هي الطريق الأمثل لتحقيق آمال وطموحات شعوبنا العربية والإسلامية، كما قدموا للعالم أجمع نموذجاً رائعاً للتحضر الإنساني والقيم الأخلاقية والإنسانية الرفيعة· إننا وفي هذه المناسبة العظيمة نتضرع إلى المولى عز وجل أن يتغمد فقيدنا الغالي الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بواسع رحمته، وأن يشمل بعين رعايته وحفظه وتوفيقه سيدي صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، داعين الله العلي القدير أن يحفظهم ويرعاهم وأن يوفقهم لما فيه خير وتقدم ورخاء وازدهار شعبنا وعزة ومجد وطننا وأمتنا''· (وام)
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©