الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

طحنون بن محمد : لولا إرادة المخلصين وتفاني قادتنا ما تحققت المعجزات

2 ديسمبر 2006 01:39
وجه سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحكام في المنطقة الشرقية كلمة عبر مجلة درع الوطن بمناسبة اليوم الوطني الخامس والثلاثين، جاء فيها ''إن مسيرة الشعوب دائما تشهد العديد من الأحداث الجسام التي تغير تاريخ حياتها، وتكون سببا في جعلها تنتقل من واقع إلى واقع آخر، والتاريخ حافل بمزيد من التحولات التي حدثت في حياة الأمم· وإن من أعظم الأحداث التي برزت في منطقتنا هو قيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام ،1971 ولا شك أن قيام الاتحاد حول تماما واقع الإمارات إلى الأحسن والأجمل والأفخر، وعندما تلاقت إرادة حكام الإمارات الأوفياء لجعل دولتنا تبرز قوية متماسكة في وقت كانت فيه الصعاب تعصف بالأمة العربية جمعاء كان لابد من خلق كيان قوي يجمع كل الإمارات في دولة واحدة وتخطي كل المشاكل التي كانت تحول دون ذلك، وأجمع القادة على لم الشمل والدخول في اتحاد يعزز بنيان الوطن وينهض بشعبها للأمام، وبحمد الله وتوفيقه وبإرادة حكامنا المخلصين وفي مقدمتهم المرحومان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم ''طيب الله ثراهما وأدخلهما فسيح جناته''، ومعهما إخوانهما حكام الإمارات الذين عملوا جميعا من أجل الهدف السامي، ومن أجل رفعة وطنهم وشعبهم الواحد، وها نحن اليوم نحتفل بالذكرى الخامسة والثلاثين لقيام الاتحاد، سنوات ليست بالكثيرة، ولكنها تحمل في طياتها العديد من الإنجازات الضخمة التي تقاس في الواقع بمئات السنين، فلقد تحقق في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيام الاتحاد وحتى اليوم ما يعجز عن وصفه الواصفون، وما يعتبر من المعجزات التي لا يمكن أن تتحقق لولا إرادة المخلصين، وعزيمة العاملين، وتفاني قادتنا وأبناء شعبنا وحبهم لوطنهم المعطاء· إن العالم أجمع يشهد لدولة الإمارات ببلوغها درجات عظمى من التقدم والازدهار، ويشهد لها كذلك بإنجازاتها الرائعة ومسيرتها القوية، وأبناء الوطن جميعا يهنأون اليوم بخير الاتحاد وعطائه· إننا ونحن نحتفل اليوم بالذكرى الخامسة والثلاثين لقيام اتحادنا، فإننا لا ننسى أولئك العظماء الذين أوجدوا الاتحاد وصنعوا المستحيل من أجل استمراره وديمومته، في وقت شهد فشل العديد من المحاولات الاتحادية المماثلة على مستوى العالم العربي، ولم يكن أحد يتصور أن يقف هذا الاتحاد قويا شامخا أمام كل العواصف والمشاكل، وأمام كل التحديات والمصاعب، لكن النوايا المخلصة والإرادة الصلبة والتفاني في حب الوطن كانت هي الأقوى وهي الأجدر بالبقاء والاستمرار، وها هو اتحادنا اليوم تمرعليه السنوات تلو السنوات وهو يكبر ويعظم ويحقق كل الأهداف المنشودة والتطلعات المرجوة، غفرالله لك يا زايد الخير، يا من أسست هذا الاتحاد العظيم ورحلت عنا بعد أن رفعت الأركان، وشيدت البنيان وجعلته قويا راسخا على مر الزمان، واليوم يتحمل أبناؤك مسؤولية الحفاظ على هذا الصرح العظيم، وقيادتنا المباركة، قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة ''حفظه الله''، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهما حكام الإمارات جميعا لاشك أنهم على نفس الطريق والنهج سائرون، ومصممون على تقوية دعائم الاستقرار والرخاء والحفاظ على المنجزات الكبيرة· لقد تحقق لبلدنا وشعبنا الكثير من الإنجازات، ولسنا هنا في مجال تعدادها وحصرها، فهي تتحدث عن نفسها في كل المجالات العلمية والعمرانية والاقتصادية والصحية والزراعية والعسكرية والأمنية، وأبناء شعبنا يهنأون بالعطاءات العظيمة للاتحاد، فهي من الشعب وإلى الشعب، ولقد حرصت قيادتنا الحكيمة على أن يكون الهدف الأسمى هو إنسان هذه الأرض الطيبة، ولأن الأساس في بناء وطننا هو أبناؤه الأوفياء، فكان لابد من جعل الطريق ممهدة لأبناء الوطن لقيادة هذه المسيرة والحفاظ عليها من المتغيرات، والمشاركة بكل فعالية في جميع الأمور العملية والسياسية لتكون الصورة المشرقة مكتملة بكل أبعادها، فجاءت التوجيهات السديدة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ''حفظه الله'' ورعاه بانتخاب نصف أعضاء المجلس الوطني في مرحلة أولية تعقبها خطوات ديمقراطية أخرى ليشارك أبناء الوطن في قيادة ورعاية إنجازاتهم ولتتوج هذه المسيرة الاتحادية بالعمل الديمقراطي النزيه والمشاركة الجماهيرية الحرة، وهذا ما عهدناه من صاحب السمو رئيس الدولة وإخوانه الحكام الكرام الأوفياء في حرصهم على إشراك أبناء شعبهم في كل كبيرة وصغيرة في شؤون الوطن، خمسة وثلاثون عاما مرت والعمل لم يتوقف لحظة واحدة، والعطاء مستمر في تدفقه، والخير يتواصل من مسيرة الاتحاد ليعم كل أرجاء الوطن نماء ونهضة واستقرارا، هذا على الصعيد المحلي، أما على صعيد المنطقة فقد عملت بكل جدية في تقوية صرح التكامل الخليجي المشترك، ونهضة شعوب المنطقة، وتنمية العمل والتعاون الخليجي لما فيه الخير والصلاح لأبناء الخليج جميعا، وكذلك لم تألو الدولة جهدا في سبيل مصالح الشعوب العربية الشقيقة، والوقوف إلى جانبها، والمشاركة في كل قضاياها والإسهام بإخلاص من أجل إحقاق حقوقها والدفاع عنها، والمشاركة الفعلية فيما يحقق للوطن العربي الكبير كل التقدم والازدهار، وللإمارات العديد من المواقف والإسهامات في الشؤون الدولية في كل المحافل من أجل أن يعم الرخاء والاستقرار جميع شعوب العالم، وتقوية الأمن والسلام الدولي· ومع هذه الذكرى الغالية التي نحتفل بها اليوم، فإننا نجدد العهد للقائد وللوطن ولأبناء شعبنا العظيم على العمل بكل جد واجتهاد وإخلاص نحو تقوية هذه المسيرة ودفعها نحو الأفضل، وأبناء الشعب جميعا مطالبون بمزيد من العطاء لوطنهم والحفاظ على مكتسباتهم، وتهنئة من الأعماق نزفها إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة ''حفظه الله ورعاه''، وإلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإلى أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وإلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى أولياء العهود في إماراتنا الحبيبة، وإلى كافة أبناء شعبنا العظيم بمناسبة الذكرى الخالدة لاتحاد الإمارات، ومزيدا من الخير والتقدم نتمناه لوطننا وشعبنا، ونرجو الله أن يعيد هذه المناسبة العظيمة على قيادتنا ووطننا وشعبنا بكل الخير والرقي والاستقرار، وأن يحفظ لنا صاحب السمو رئيس الدولة وإخوانه حكام الإمارات ويمدهم بتوفيقه وسداده إنه سميع مجيب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©