الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

وكيل وزارة الدفاع : تطوير قواتنا المسلحة لمواكبة التحديات بكفاءة واقتدار

2 ديسمبر 2006 01:41
وجه سعادة الفريق الركن عبيد محمد الكعبي وكيل وزارة الدفاع كلمة عبر مجلة ''درع الوطن'' بمناسبة اليوم الوطني الخامس والثلاثين لدولة الإمارات العربية المتحدة فيما يلي نصها: ''الثاني من ديسمبر يوم له تاريخ وعزيز في نفوسنا حيث اجتمعت فيه كلمة الأمة على قلب رجل واحد، وجاء قرار إعلان قيام الاتحاد تعبيراً صادقاً عن سعي جاد لتوفير الحياة الأفضل لمواطني الإمارات قاطبة، وخطوة عملاقة على طريق مسيرة الخير والرخاء والتقدم، وبداية حقيقية للانطلاق نحو تحقيق الآمال والتطلعات، وكان من نتيجة ذلك ميلاد دولة عصرية بكل المقاييس لم تكتف ببناء الإنسان، وامتداد العمران، وتوفير الحياة الكريمة لمواطنيها فحسب، بل سعت لتلعب دوراً إيجابياً وفاعلاً استجابة لما يتطلبه كيانها الخليجي، ووجودها العربي والإسلامي، وانتماؤها الإنساني بحسبها جزء من كل مما تتأثر به وتؤثر فيه· ولم تأت هذه الإنجازات من فراغ وإنما كانت وليدة استراتيجية حددت منذ البداية أربعة مرتكزات أساسية لبناء صرح دولة الاتحاد لم تحد عنها طوال السنوات الماضية تمثلت في: التمسك بالعقيدة الإسلامية السمحاء منهاج عمل وأمل، والالتزام بتقاليد الماضي الأصيلة ليظل مجتمع الإمارات كعهده دائماً مجتمعاً عربياً مسلماً في ظل التقدم الحضاري الذي تحقق، والاعتماد في المقام الأول على التوازن في البناء والتكامل في إقامة أركانه الأمر الذي حقق تنمية اقتصادية غير مسبوقة لم تعرفها أكثر المجتمعات تقدماً، مع الأخذ بسياسة خارجية تقوم على حسن الجوار واتخاذ الحوار أسلوباً لحل كل القضايا، كما تقوم على أساس الدعوة للتضامن طريقاً للتعاضد والتكاتف في مواجهة تحديات العصر دونما إغفال لدور الدولة في المجال الدولي كعضو فاعل ومؤثر· إن السنوات الخمس والثلاثين الماضية من عمر الاتحـاد شهدت نهضة حضارية واكبتها نقلـة نوعية في القوات المسلحة اعتمدت علـى أحدث أسلحة العصر، وعلى كادر مـواطن استوعبها وساير التقدم التكنولـوجي الهائل في مجال الصناعات العسكرية بأفرعها كافة وشتى مجالاتها، وقـد تحـقق ذلك بفضل القيادة الرشيـدة لصاحـب السمـو الشيخ خليفة بن زايــد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وزير الدفاع ومتابعة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة· وإذا كان سقف طموحاتنا وتطلعاتنا لتنمية وطننا المعطاء ليس له حدود فإن حرصنا على تطوير قدراتنا العسكرية يكتسب أهمية قصوى للحفاظ على الأمن الوطني والدفاع عن قيمنا ووحدتنا ومقدراتنا، وقد علمنا التاريخ أن الأمن والتقدم متلازمان متكاملان· ولهذا فالإنماء والتقدم والتطور للحاق بركب الدول المتقدمة استلزم بالضرورة الجيش القوي القادر على حماية نهضة الإمارات وإنجازاتها الحضارية، ومن جهة أخرى فإن التطورات والمتغيرات الدولية والإقليمية الراهنة التي يشهدها العالم والمنطقة والمتسارعة الخطى تحتم علينا ضرورة مواصلة بذل المزيد من الجهود والعمل لتطوير قواتنا المسلحة وإعدادها على أرفع المستويات، وتسليحها بأحدث ما توصلت إليه تقنيات العصر حتى تظل على الدوام مواكبة لمجريات الأحداث، ومواجهة لكل ما قد يستجد من تغيرات وتحديات مستقبلية بكفاءة واقتدار· ومما يثلج الصدر أن قيادتنا العليا بثاقب فكرها تعي كل هذا وتعمل بشكل مستمر على تطوير المهارات البشرية، ومراجعة استراتيجيتنا وفق المستجدات للدفاع عن الإنجازات، وتوفير الأمن والأمان والاستقرار لكل مواطن على أرض إمارات الخير والسلام، وذلك من منطلق إيمان بأن النجاح الذي حققته قواتنا المسلحة لا يغفل حاجتنا المستمرة للحفاظ على هذا النجاح وتدعيمه، إذ إن المقياس الحقيقي للنجاح لا يكمن في التزود بأحدث أسلحة العصر فحسب، بل وفي استمرار تعزيز الكفاءة القتالية والميدانية لهذه القوات وفق تخطيط علمي مدروس ومستمر· إن ذكرى قيام دولة الاتحاد يتحول في كل عام إلى مناسبة خالدة نستعيد فيها جميعاً روح الإصرار والعزيمة التي مكنت المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات من إعلان هذا القرار التاريخي الذي غير مجرى الحياة على أرض الإمارات واستطاع بكل عزم واقتدار أن يحمي ويقوي النسيج الاجتماعي لهذا الوطن ويعزز تآزر أبنائه وتفانيهم من أجل وطن متحد ومزدهر· واليوم ونحن نحتفل بهذه الذكرى المجيدة لعيدنا الوطني نذكر بكل فخر واعتزاز الدور المميز والطليعي لقواتنا المسلحة والمتمثل في مساهمتها المميزة ضمن قوة الردع العربية لإعادة الأمن والاستقرار لربوع لبنان، وتلبيتها لنداء الواجب الإنساني بالمشاركة في إعادة الأمل للشعب الصومالي، وقيامها بالمهام الأمنية والإنسانية في خضم كارثة كوسوفا، ومشاركتها ضمن المشروع الإماراتي لنزع الألغام عن الجنوب اللبناني، والعودة لنزع القنابل العنقودية التي خلفتها الغارات الجوية الإسرائيلية، وجهودها المشرفة ضمن قوة ''درع الجزيرة'' إبان عاصفة الصحراء، ومبادرتها للدفاع عن أرض الكويت مما يعكس بحق نموذجاً مشرفاً لقواتنا المسلحة التي تعي دورها الحضاري والإنساني، وتأبى إلا أن تضرب أروع الأمثلة في أداء الواجب بإخلاص وتجرد وتضحية ونكران ذات· ويسرنا أن ننتهز هذه المناسبة الوطنية الجليلة لنتقدم إلى مقام سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وزير الدفاع وإلى إخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات وإلى سيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بأسمى آيات التهاني والتبريكات داعين الله عز وجل أن يعيد عليهم هذه المناسبة الخالدة وعلى الوطن بالأمن والاستقرار وعلى القوات المسلحة بالمجد والتقدم مجددين العهد على بذل الأرواح فداء للوطن وأن نظل دائماً الجند الأوفياء والعين التي لا تنام لوطن الخير والعطاء والوفاء ولقيادتنا الرشيدة· (وام)
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©