الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

قائد القوات البرية: قصة نجاح مليئة بالعبر للأجيال القادمة

2 ديسمبر 2006 01:43
وجه سعادة اللواء الركن علي محمد صبيح الكعبي قائد القوات البرية كلمة عبر مجلة ''درع الوطن'' بمناسبة اليوم الوطني ال 35 فيما يلي نصها: '' سيظل تاريخ الثاني من ديسمبر علامة بارزة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، وذكرى خالدة نحييها كل سنة بكل فخر واعتزاز لأنه يجسد ملحمة تاريخية مفعمة بالتحدي والصبر، وقصة نجاح مليئة بالعبر للأجيال القادمة، ففي مثل هذا اليوم قبل خمس وثلاثين سنة، انبلج فجر جديد في ربوع هذه الأرض الطيبة يحمل في طياته كل تباشير الخير والعطاء، إذ تحول فيه الحلم إلى حقيقة وأصبحت الفكرة واقعا ملموسا ،إنه حلم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وطيب ثراه، بأن يبني اتحادا يضم الإمارات الصغيرة في كيان واحد وتحت راية واحدة، فبعد سنوات قليلة من استلامه مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي سنة 1966 بدأ الشيخ زايد رحمه الله منذ الوهلة الأولى في بذل مساعيه من أجل لم شمل الإمارات المجاورة وتوحيد كلمتها، وذلك إنطلاقا من تفكيره الوحدوي وإيمانه الراسخ بأن في الوحدة قوة ومنعة، وفي التفرق ضعف ووهن، ولم تلبث هذه المساعي أن آتت ثمارها وتلاقت إرادته رحمه الله مع إرادة إخوانه حكام الإمارات من أجل إقامة اتحاد يجمع بين الإمارات السبع التي انضمت لهذا المشروع المصيري عن طواعية واقتناع، وتتويجا لذلك تم في الثاني من ديسمبر1971 الإعلان عن قيام دولة الإتحاد كأول تجربة وحدوية ناجحة في المنطقة· وانطلقت مسيرة البناء بسرعة ولكن بثبات، مستمدة وقودها من فكر وعبقرية صانع الإتحاد وباني نهضته والذي راهن منذ الوهلة الأولى على سواعد وفكر أبناء هذا الوطن من منطلق إيمانه الراسخ بأن أفضل استثمار للثروة هو استثمارها في تكوين الإنسان وتثقيفه من أجل خلق أجيال متعلمة ومستنيرة· وبفضل الفكر الثاقب لهذا القائد الفذ وبعد نظره تمكنت دولة الإمارات في فترة وجيزة لا تتعدى بضعة عقود من تحقيق إنجازات عظيمة وقطع أشواط بعيدة على درب التنمية الشاملة والمستديمة مكنتها من احتلال مكانة مرموقة على الساحتين الاقليمية والدولية، ولعب دور هام في مختلف القضايا الدولية، وقد شمل هذا التطور كل القطاعات دون استثناء مع إعطاء الأولوية للتعليم والصحة والإسكان، والتي تصب كلها في مصلحة المواطن الذي يمثل المحرك الأساسي لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي هي الغاية القصوى لكل مشروع تنموي، وهكذا تحولت الصحراء القاحلة إلى روضة غناء، وعمت دور العلم والمعرفة كل أنحاء الوطن بما فيها المناطق النائية، وتمت إقامة المستشفيات والتجمعات السكنية في كل مكان، وانتشرت المصانع والمحلات والمراكز التجارية في كل زاوية، كما تعززت شبكة الطرق بالعديد من الطرق السريعة التي تربط مختلف الإمارات ببعضها مما سهل تنقل البضائع والأشخاص، وشجع حركة التبادل التجاري بين مختلف أجزاء الوطن· كما حظيت القوات المسلحة باهتمام خاص من لدن قيادتنا الرشيدة، وذلك من منطلق أن المكاسب والإنجازات لابد لها من قوة تحميها وتضمن بقاءها وإزدهارها، وأن السيادة لابد لها من قوة تحرسها، وأن الأمن هو أساس التقدم والإستقرار، فعلى غرار غيره من القطاعات، شهد قطاع الدفاع تطورا مستمرا ونموا مطردا شمل كافة المجالات، وبفضل الدعم المستمر لهذه القوات من قبل قيادتنا الحكيمة التي لم تأل جهدا في تقديم كل الدعم لها ومدها بكل الإمكانيات المادية والبشرية التي تحتاجها، تمكنت القوات المسلحة من تحقيق نقلة نوعية وذلك على كافة المستويات كالتنظيم والتسليح والتدريب مما خولها لكي تضطلع بدورها في حماية مكاسب الوطن والذود عن سيادته على أكمل وجه، بينما يتواصل التفكير والعمل على مزيد من التطوير على ضوء المتغيرات التي تحدث على الساحتين الاقليمية والدولية وبما يضمن نوعيتها وكفاءتها· وحري بنا ونحن في غمرة الاحتفال بهذه المناسبة المجيدة أن نقف وقفة إجلال وإكبار لصانع الإتحاد وباني نهضته وقائد مسيرته المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وطيب ثراه الذي أعطى فأجزى ووعد فوفى وفارقنا رحمه الله بعد أن رسخ ركائز الاتحاد وجعل الفكر الوحدوي ممارسة يومية نعيشها جميعا في مجالات حياتنا، ولذلك فمهما حاولنا إحصاء مكرماته وأياديه البيضاء فلن نوفيه حقه من الثناء، ولذا ندعو الله أن يجازيه عنا خير الجزاء، وأن يسكنه فسيح جنانه، ويبقى عزاؤنا الوحيد في أن الرجال الذين حملوا المشعل من بعده هم رجال تخرجوا من مدرسة زايد الخير وتشبعوا بفكره وساروا على نهجه وتواصلت في ظل قيادتهم الرشيدة مسيرة التقدم والازدهار وعم الخير ربوع هذا الوطن· وإننا إذ نهنئ قيادتنا وشعبنا بهذا العيد، لنسأل الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا من كل مكروه، وأن يديم عليها الأمن والرخاء في ظل القيادة الرشيدة لسيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله - وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وسيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذين نجدد لهم العهد على أن نكون دائما جنودا أوفياء في خدمة وطننا دولة الإمارات العربية المتحدة حتى تظل واحة للسلم والاستقرار ومنارة للعلم والمعرفة ''وام''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©