وجه سعادة اللواء الركن بحري محمد محمود احمد المدني قائد القوات البحرية كلمة عبر مجلة درع الوطن بمناسبة اليوم الوطني ال 35 جاء فيها: '' تمر في حياة الأمم والشعوب أيام خالدة مشرقة يتوقف عندها التاريخ إجلالا ، وتقديرا ·
واليوم الثاني من ديسمبر من كل عام هو أحد هذه الأيام المجيدة إذ نحتفل فيه بذكرى عزيزة على قلوبنا جميعا ، ففي هذا اليوم من عام 1971 صدر القرار التاريخي بإعلان قيام الإتحاد فكان ذلك إيذانا بانطلاقة عملاقة غيرت وجه الحياة على أرض الإمارات، وبداية لتحول كبير ونهضة شاملة عمت سائر البلاد وجاءت نتيجة دراسة متأنية أخذت بأحدث أساليب العلم والتقنية المتقدمة لنقل إنسان الإمارات من قرن ماض إلى مشارف القرن الحادي والعشرين مع الحفاظ في ذات الوقت على تقاليدنا العربية والإسلامية العريقة وتراثنا الأصيل، وأصبحت بلادنا في ظل الإتحاد شامخة البنيان ثابتة الأركان قوية الإيمان·وأصبح المواطن بفضل جهود ورعاية قيادتنا الرشيدة ركيزة البناء ومحور الخطط والأهداف، وكان من ثمرات الاتحاد توحيد قواتنا المسلحة تحت علم واحد وقيادة واحدة لتتحول من قوات صغيرة بقوة نيران محددة إلى قوات تضم كل تشكيلات القتال والإسناد الإداري، وتتناسب مع دورها الجديد في حماية وتعزيز الكيان الاتحادي·
وفي سبيل تهيئتها للقيام بذلك لم تأل القيادة جهدا في توفير كافة الإمكانيات المتاحة وفق أحدث ما وصلت إليه التقنية لخلق قوات مسلحة تواكب أحدث جيوش العصر تنظيما وتسليحا وتدريبا وحسن إدارة·
إن هذا التطور الذي شهدته قواتنا المسلحة بكافة أفرعها كان للقوات البحرية منه نصيب الأسد، وذلك لأن القيادة بثاقب فكرها قد وعت الأهمية الكبرى للقوات البحرية ودورها الريادي في الحفاظ على مكتسبات الوطن وسيادته وإنجازاته، واستطاعت القوات البحرية كرافد من روافد القوات المسلحة أن تحقق نقلة نوعية في مجالات التسليح والتدريب والتنظيم آخذة بعين الاعتبار التكامل بين أفرع القوات المسلحة، والعمل في إطار معركة الأسلحة المشتركة، وأن تبقى دائما على أهبة الإستعداد ضمن القوات البرية والجوية والدفاع الجوي، ولتظل قواتنا المسلحة كما عهدناها دائما الدرع الواقي للوطن والقوة التي تتحمل شرف الدفاع عن مكتسباته، ومقدراته· ونحن إذ نحتفل اليوم بالذكرى ال35 لعيدنا الوطني نحس بالفخر والإعتزاز لأن قواتنا المسلحة استطاعت أن تواكب ركب التنمية على الصعيد الوطني، وأن تقف بكل بسالة جنبا إلى جنب مع شقيقاتها في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في سبيل تحقيق أمن واستقرار المنطقة، كما كان لقواتنا المسلحة حضور فعال في مجال التعاون الدولي وفي كل المناسبات التي شاركت فيها، فكانت نموذجا مشرفا للقوات المسلحة التي تعي دورها الحضاري والإسلامي·
واليوم ونحن نسترجع عظمة هذه الذكرى المجيدة يسرني بهذه المناسبة الخالدة أن أرفع إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة - حفظه الله - وإلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وإلى إخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للإتحاد حكام الإمارات وإلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أسمى آيات التهاني والتبريكات داعيا الله عز وجل أن يعيد عليهم هذه المناسبة وعلى الوطن باليمن والبركات وعلى القوات المسلحة بكل الخير وأن يسدد على طريق الخير خطاهم· ''وام''
عدد اليوم
