وجه سعادة اللواء الركن عبيد الحيري سالم الكتبي رئيس هيئة الامداد بالقوات المسلحة كلمة عبر مجلة درع الوطن بمناسبة اليوم الوطني الخامس والثلاثين جاء فيها: ''اليوم ونحن نحتفل بالذكرى الخامسة والثلاثين لعيدنا الوطني نتوجه بعظيم الشكر والعرفان للقيادة الرشيدة التي استطاعت بما تملك من رؤية واضحة وفكر ثاقب تقديم نموذج فريد للدولة العصرية التي جمعت بين الحداثة والأصالة، ونقلتنا من قرن مضى بكل تبعاته إلى القرن الحادي والعشرين بكل تقنياته·
وأدركت القيادة أن الإنجازات التي تحققت لن يكتب لها الاستمرار والتطور ما لم تتوفر لها قوة تحميها فعمدت إلى بناء الجيش القادر على حماية الوطن والذود عن حياضه والإسهام في حفظ الأمن والسلام بالمنطقة·
وانطلاقا من السعي الجاد والمستمر لدعم الكيان الاتحادي وتوطيد أركانه وتعزيز استقراره وأمنه وتحقيقا للاندماج الكامل لمؤسساته قررت القيادة العليا في اليوم السادس من شهر مايو لعام 1976 توحيد القوات البرية والبحرية والجوية تحت قيادة مركزية واحدة، وكان هذا القرار بمثابة الانطلاقة الحقيقية لتطوير قواتنا المسلحة في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة ·
وأرست القيادة دعائم استراتيجية جعلت ركيزتها الإنسان فعملت على إعداد الكوادر المواطنة التي تتوافر لها القدرة على مواكبة العصر والتفاعل الإيجابي مع نظم الحرب الحديثة وتكنولوجيا الأسلحة المتقدمة وتهيئة الظروف الملائمة للتدريب عليها داخليا وخارجيا ·
وكان من نتاج هذا الجهد المقدر والدعم اللامحدود أن واكبت قواتنا المسلحة بكل مؤسساتها وكوادرها حركة التقدم العالمي وأصبحت بحق قوات حديثة تشكل درعا واقيا للوطن تصون أمنه وإنجازاته ومكتسباته وتسهم مع شقيقاتها في دول مجلس التعاون في توفير الأمن والأمان والاستقرار للمنطقة وتشارك بفاعلية في الجهود الدولية من أجل حفظ الأمن والسلام في العالم·
وكان هذا الأداء المميز لقواتنا المسلحة خلال ما يوكل إليها من مهام في الداخل أو الخارج يستند إلى دعم لوجستي متميز ارتكز على رؤية استراتيجية لهيئة الإمداد وضعت في الاعتبار حجم الإمداد المتنامي في القوات المسلحة، فعمدت إلى تطبيق أساليب علمية غير نمطية في تدبير الاحتياجات وإمداد القوات وتوفير كافة الخدمات عن طريق استخدام النظم الآلية الشاملة المبنية على فكرة نظام الإمداد المتكامل كقاعدة أساسية لدعم كافة عناصر القوات المسلحة من حيث إمدادها بمطالب إدامتها وإنشاء وتجهيز أماكن تمركزها وتزويدها باحتياجاتها الضرورية بالسرعة والجودة والدقة اللازمة في كل الأوقات والمجالات وكافة المواقع·
واليوم نحن نحتفل بهذه الذكرى العطرة لعيدنا الوطني نسترجع الماضي بكل إشراقاته ومكتسباته والحاضر بكل انجازاته ونستمد منهما القوة والخبرة لمواجهة المستقبل بكل تحدياته، ويبقى علينا نحن أبناء القوات المسلحة أن نقدر حجم العطاء الذي تقدمه لنا قيادتنا الرشيدة ونكون دائما عند حسن ظنها نواصل مسيرة البناء بالتدريب المكثف والتثقيف الذاتي من منطلق إيمان بأن المواطنة الحقيقية هي بالمثل ترجمة حقيقية للولاء للوطن والذود عن حياضه، نؤدي الواجب في كل موقع بعلو همة، ومضاء عزم، وفي إخلاص وتجرد ونكران ذات·
وفي هذا اليوم الأغر الثاني من ديسمبر نجدد الولاء ونؤكد العهد ونعقد العزم على هذه المسيرة وننتهز هذه المناسبة لنرفع إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة ''حفظه الله'' وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإلى إخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أسمى آيات التهاني والتبريكات، داعين الله عز وجل أن يعيد عليهم هذه المناسبة الخالدة وعلى الوطن باليمن والاستقرار وعلى القوات المسلحة بالمجد والسؤدد مجددين العهد على أن نكون دائما الجند الأوفياء والعين التي لا تنام لوطن الخير والعطاء والوفاء ''وام''
عدد اليوم
