الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بحث طبّي يؤكد: الأغبياء يصابون بالنوبات القلبية أكثر من الأذكياء

بحث طبّي يؤكد: الأغبياء يصابون بالنوبات القلبية أكثر من الأذكياء
12 فبراير 2010 20:43
على الرغم من أن التدخين والاكتئاب وارتفاع ضغط الدم هي من أكثر العوامل خطراً على صحّة القلب، إلا أن دراسة حديثة نشرت نتائجها في بريطانيا قبل أيام أدت لاكتشاف سبب جديد أكثر قوة للتأثير السلبي على صحّة القلب وهو “انخفاض مستوى الذكاء”. وبيّنت الدراسة أن “حاصل الذكاء” Inteligent Q otent المنخفض (الذي يحسب بطريقة اختبارية رياضية) عند بعض من خضعوا للاختبارات، كان أقوى من بقية المؤثرات المعروفة الضارّة بصحّة القلب. ويمكن تبسيط هذه النتيجة بالقول إن “الغباء” يكون أكثر ضرراً على القلب من التدخين أو ارتفاع ضغط الدم أو الشعور بالإحباط. وأجريت الدراسة على عينة مختلطة من الرجال والنساء الاسكتلنديين بلغ عددهم 1145 من الذين تجاوزوا العشرين من عمرهم، وخضعوا جميعاً لقياسات حاصل الذكاء والوزن ومستوى الثقافة والدخل المادي بالإضافة إلى العوامل المؤثرة على القلب مثل التدخين وضغط الدم والمعاناة النفسية. وتبيّن من النتائج أن انخفاض مستوى النشاط البدني يضاعف احتمالات الإصابة بالسكتات القلبية، إلا أن الخطر كان أكبر بثلاث مرّات عند ذوي الضغط المرتفع والدخل المادي المنخفض. وجاءت مفاجأة البحث عندما تبيّن أن حاصل الذكاء المنخفض كان العامل الأكثر قوّة من تلك العوامل كلها، وظهر أن البشر الذين يحتكمون إلى حاصل ذكاء منخفض يرتفع احتمال تعرضهم لأخطار الإصابة بالسكتات القلبية بمعدل أربع مرات. ويبقى السؤال المطروح: ما آليّة تأثير مستوى الذكاء على القلب؟. للإجابة عن هذا السؤال، يضع علماء وظائف الأعضاء (الفسيولوجيون) عدّة نظريات، تقول أقواها إن بعض العوامل الغامضة التي تؤدي إلى انخفاض حاصل الذكاء في مرحلة الطفولة، قد تؤدي هي ذاتها إلى إضعاف آلية عمل القلب وبالتالي إلى تعرّضه للاعتلال عند الكبر. ويقول دافيد باتي العالم والباحث في مجلس البحوث الطبية في العاصمة الاسكتلاندية جلاسجو، التابع للوكالة البريطانية للصحّة العمومية: “بعد هذا البحث المهم، أصبحنا ننظر إلى حاصل الذكاء على أنه يمثل قرينة فسيولوجية عن معدّل العمر”. وتقول نظرية أخرى إن من المنطقي أن يكون البشر من أصحاب حاصل الذكاء المنخفض أقل قدرة على تبنّي السلوكيات الصحّية الآمنة؛ ولهذا السبب نجد أن أكثرهم يدمنون التدخين والمشروبات الضارة ولا يدركون أهمية اتباع أصول الحمية الغذائية. ولا شك في أن أمثال هؤلاء يكونون أقل قدرة على فهم الرسائل الصحّية المعقدة التي نتلقاها كل يوم من خلال الوسائط الإعلامية أو من محيطنا الاجتماعي ذاته، كما أنهم لا يدركون أهمية التأثيرات الصحّية بعيدة المدى لسلوكياتهم المعيشية غير الصحية. وتضع فئة أخرى من الباحثين الذين أجروا الدراسة نظرية ثالثة لتفسير هذه الظاهرة تفيد بأن ارتفاع معدل حاصل الذكاء لا يعدّ مجرّد مؤشر لمستوى أعلى من الثقافة، بل يكون عادة رديفاً للدخل المادي الأعلى لصاحبه وفقاً لمبدأ “إذا كنت أكثر ذكاء، فأنت أكثر قدرة على الكسب المادي”؛ ولما كان الدخل المادي المرتفع يعدّ أحد مؤشرات الراحة النفسية، فإن الأذكياء يكونون أكثر قدرة على تكييف حياتهم مع الواقع ومع تحقيق مستوى مقبول من الرفاهية، وتنعكس هذه الأسباب بشكل إيجابي على الصحّة الجسدية بشكل عام، بدءاً من الدماغ، وحتى القلب والكبد والرئتين وبقية أعضاء الجسم. ويمكن تلخيص نتائج البحث بالقول إن حاصل الذكاء المرتفع يمثل بالنسبة للإنسان سداً منيعاً ضد الأزمات النفسية والقلبية لأنه يرفع من مستويات الثقافة الصحّية والمعيشية والبدنية. عن صحيفة “نيويورك تايمز”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©