الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المقاصف المدرسية نافذة لنشر ثقافة غذائية وصحية

المقاصف المدرسية نافذة لنشر ثقافة غذائية وصحية
1 سبتمبر 2012
المقصف المدرسي ليس مجرد منفذ لبيع المأكولات والمشروبات للصغار من التلاميذ وطلاب وطالبات المدارس بمختلف مراحلها، أثناء وجودهم طيلة ساعات الدوام المدرسي، كما أنه ليس منفذاً لينفق من خلاله الطالب نقوده كنوع من الترف الاستهلاكي في أشياء لا نفع ولا فائدة منها، إنما هناك بالتأكيد أهداف صحية أخرى تتماشى وخطط وزارتي التربية والصحة، ومجلس أبوظبي للتعليم، دون إهمال دور الأسرة، لوضع حد لظاهرة تزايد أعداد الطلاب الذين يعانون من أمراض سوء التغذية، خصوصاً السمنة والبدانة، وارتفاع ضغط الدم والسكري، مقارنة بالأعوام السابقة. ومن ثم تسعى جميع الأطراف المعنية نحو تأسيس مقاصف مدرسية ذات مواصفات آمنة، توفر تنوعاً غذائياً صحياً ملائماً، يلبي احتياجات الطلاب، ويحد من مظاهر سوء التغذية، أو التغذية غير الصحية التي تضر بالأبناء الطلاب. ما أهمية هذا التوجه إذن ونحن نستقبل عاماً دراسياً جديداً؟ تعددت وتفاعلت تصريحات صحفية وإعلامية من جهات رسمية عديدة معنية بالمقاصف المدرسية قبيل بدء العام الدراسي الجديد، وأسرعت كثير من المدارس نحو تطوير مقاصفها، واستكمال تجهيزاتها بما يتوافق والاشتراطات والمواصفات المطلوبة، وإعلان التزامها الكامل بالتنفيذ، وبعث رسائل طمأنة إلى أسر الطلاب. لا ينبغي أن تكون النظرة للمقاصف المدرسية مجرد حالة موجودة تفرز سلبيات أو تعالج بعدة إجراءات رقابية أوصحية حازمة، أو يتم التعامل معها على أنها إحدى مفردات الترف الاستهلاكي، أو مكان يجد فيه الأبناء ما يشتهون من طعام وشراب خلال يومهم المدرسي، وإنما تكمن الأهمية في كيفية تنفيذ وتعميم وجود المقاصف المدرسية، واستثمارها بشكل صحيح في تحقيق ثقافة غذائية صحية، واستثمارها أيضاً في أهمية نشر إيجابيات هذه الثقافة على قطاع واسع، من خلال القاعدة الطلابية العريضة من الجنسين، وباختلاف مراحلهم العمرية، ويصبح الهدف الأهم متمثلاً في: كيف نستثمر المقاصف المدرسية في إرساء ونشر ثقافة صحية وغذائية في المجتمع بأسره؟ جهد رائع يشيد أبوبكر الجرواني، ولي أمر لثلاثة طلاب بمراحل تعليمية مختلفة، بتصريح وطمأنة مديرة إدارة التغذية والصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم عائشة الصيري، بأنه تم تحديث دليل المقاصف المدرسية، وتطويره بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم، ووزارة الصحة، وهيئة الصحة في دبي، وبلدية دبي، إضافة إلى التعاون مع جهاز أبوظبي للرقابة على الأغذية، ووضع شروط ومعايير صحية دقيقة، وتشكيل لجان للإشراف الكامل على المقاصف المدرسية في كل منطقة تعليمية، للتأكد من التزامها بالشروط الموجودة في الدليل، وتعريف المتعاملين مع المقاصف بمحتويات الدليل، وأن الهدف من النظام «تأسيس مقاصف مدرسية ذات مواصفات آمنة، توفر تنوعاً غذائياً ملائماً، من حيث الأصناف الموجودة، ومدى تلبيتها لحاجة الطلبة، إضافة إلى التأكد من توفير أغذية صحية لهم تحول دون انتشار الأمراض الناتجة عن سوء التغذية، فضلاً عن وضع شروط تضبط عمل الموردين للأغذية داخل المدارس، وكذلك العاملين بها. ويقول الجرواني: “هذا جهد رائع، وينبغي أن تكون المقاصف المدرسية وسيلة فعالة لنشر ثقافة غذائية جيدة بين عموم الطلاب، وتعويدهم الغذاء الصحي الذي يجنبهم مخاطر صحية عديدة”. الغذاء سلوك أما جوهرة سعيد “موظفة”، فترى أن كثيراً من الآباء يعانون من تعويد أطفالهم على تناول وجبة الإفطار في المنزل قبل خروجهم إلى المدرسة، وغالباً ما يعتمدون على “الساندويتشات” التي تتعرض للتلف من العوامل الجوية والحرارة، ومخاطر التلوث، وبالتالي تتأتى أهمية المقصف المدرسي الذي يقدم غذاءً صحياً للصغار في فترة الراحة “الفسحة” بين الدروس. لكن الخطر والمشكلة في إقبال الصغار على نوعيات معينة من المشهيات أو البدائل الغذائية الصــناعية غير الصـحية، أو الوجبات السريعة عالية الدهون، وتحتوي في الغالب على نكهات صناعية غير طبيعية وسكريات وأملاح تؤدي إلى أمراض السكر والسمنة وهشاشة العظـام أو غير ذلك من أمراض خطرة، ويفترض أن تكون وجبة الإفطار للصغار وجبة رئيسية ذات قيمة غذائية جـيدة، ومـن ثم يمكن تعويد الصــغار من خلال المقاصف المدرسية منذ سن مبكرة على السـلوك الغذائي الصحيح، من خلال تقديم الوجبات الصحية السليمة كالتمر والماء والحليب والأجـبان والمعجـنات الطازجة وعصائر الفواكه الطبيعية، والابتعاد عن الأطعمة الضارة. وتكمل خديجة الهاشمي “معلمة”:”يسرني أن تتعامل وزارة التربية ومجلس أبوظبي للتعليم وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية وغير ذلك من أجهزة صحية مع الأمر، من خلال رؤية وطنية شاملة على اعتبار أن ذلك له علاقة وثيقة بصحة الإنسان وقيمته، وباعتبار أن هؤلاء الصغار هم ثروة الوطن البشرية في المستقبل، ويحزنني أن أسمع تلك الأرقام والإحصاءات المخيفة لانتشار السمنة والبدانة وأمراض السكر وسوء التغذية بين الصغار، فدور المدرسة يجب ألا يقتصر على تقديم الخدمات التعليمية للطلاب، بل يجب أن يمتد إلى الاهتمام بصحتهم والانتباه إلى ما يتناولونه من أغذية، بل هو أمر تنموي وعلينا أن نستثمره بشكل فعال في نشر ثقافة غذائية صحية، وإشاعة حالة من التوعية المجتمعية لتغيير أنماط الاستهلاك الضارة من أجل أبنائنا”. توازن وتكامل خبير التغذية الدكتور سيد علي، يشير إلى أهمية نشر الثقافة الغذائية في المجتمع من خلال أطفال وطلاب المدارس، حيث يمضي فيها الأبناء ساعات طويلة من اليوم، وكثيراً ما يكونون عرضة لأمراض سوء التغذية، ويقول:”على الأسرة أو القائمين على أمر المقاصف المدرسية أن يعوا تماماً مواصفات الغذاء الصحي للأطفال، وما يجب أن يكون، وماهي الأنواع الضارة لتجنبها، أو المفيدة التي تحقق فائدة صحية متكاملة، فالتوازن والتنوع والتكامل بين أصناف الغذاء الصحي أمر مهم للغاية، فالغذاء الصحي يعني التنويع في تناول المأكولات حتى يحصل الطفل على العناصر الغذائية من البروتينات، والكاربوهيدرات، والدهون، والفيتامينات والمعادن التي يحتاجها للنمو الطبيعي. وأن أفضل طريقة للتأكد من أن الأطفال يحصلون على ما يحتاجونه من مغذيات، هي من خلال التنويع بالمأكولات المغذية وقليلة الدهون والسكر، ويجب أن تكون الوجبات الأساسية والخفيفة تابعة للمنهج المطلوب مع تناسب الكميات حسب عمر الطفل. ويُفترض أن يقدّم الطعام على فترات لا تتعدى الـ 3 ساعات في القسم الحيوي من يوم الأطفال وأن تُنظّم الوجبات الأساسية والخفيفة، لتكون لذيذة وتعطي الكميات المناسبة من حصص مجموعة الحليب، اللبن، والجبن؛ مجموعة اللحوم، الدجاج، السمك، البقوليات والبيض، مجموعة الخضراوات، مجموعة الفواكه؛ مجموعة الخبز، النشويات، الأرز، والمكرونة. الغذاء والتركيز وتضيف الدكتورة سهى خليل، أخصائية الأطفال:”كثير من الآباء والأمهات يهتمون ويتمنون أن يتمتع أبناؤهم بتركيز قوي وعال وخاصة خلال تعاطيهم مع دروسهم المدرسية، وتعد التغذية في مرحلة الطفولة والمراهقة مهمة للغاية، تسهم في تأسيس نمو أجسام الأطفال وتطور ونضج عقولهم وإمكاناتهم وقدراتهم العقلية والذهنية بشكل سليم، ومن المهم جدا أن يغذى الجسم بشكل سليم ومتوازن، وتعليم الأطفال عادات الأكل السليمة، وتبدأ هذه المرحلة على أيدي الآباء والأمهات كونهم قدوة سليمة لأطفالهم، ومن ثم المدرسة ومناهجها، ويمكن استثمار المقصف المدرسي في ذلك بشكل إيجابي للغاية. فقد أشارت الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة دون وجبة الفطور لا يؤدون بنفس مستوى أداء الآخرين، الذين يتناولون وجبة الإفطار قبل الذهاب إلى المدرسة. فالإفطار الصحي يجب أن يحتوي على الحبوب والخبر ونوع من البروتين مثل زبدة الفول السوداني أو بيضة مسلوقة، والفواكه الطازجة تكون أحسن من عصير الفواكه وتوفر فيتامينات أكثر وأيضا تعطي الأملاح المعدنية والألياف. منتجات الألبان تعد مفيدة طالما كانت منزوعة الدسم أو قليلة الدهون. بينما تحاول العديد من المدارس جاهدة أن تضيف عناصر غذائية ذات قيمة عالية، ومازال الأطفال يأكلون العديد من المأكولات غير الصحية في مدارسهم مثل البيتزا والمشروبات المحلاة. فهم يعانون من انهيار جسدي إذا استهلكوا وجبات عالية الدهون والسكريات وسيعانون من إرهاق وتعب شديدين، في هذه الحالة لا يستطيع الأطفال أن يركزوا بشكل جيد في المدرسة، ومن ثم من الممكن أن نوفر لأبنائنا علب الغداء التي تحتوي على الحبوب الكاملة مثل الخبز والبروتينات الخفيفة مثل التونة والدجاج والرومي. وإضافة الفواكه والخضراوات مختلفة الألوان والأحجام. والمشروبات المفيدة للجسم والصحة تتضمن المياه والحليب الخالي من الدسم وعصير الفواكه الطازج. كما يجب أن تحتوي أيضا على البروتينات الخفيفة والحبوب الكاملة مثل الأرز البني ومكرونة القمح. فالغذاء الصحي يساعد الطالب على الأداء العقلي والذهني السليم، ويلبي احتياجات الجسم من طاقة يستنفدها الصغار سريعاً خلال نموهم، وخلال الجهد البدني والحركة الزائدة التي تتميز بها هذه المرحلة العمرية”. الوعي الصحي الدكتور حسن أحمد الحوسني، مدير عام مدرسة عبد الجليل الفهيم للتعليم الأساسي للبنين “الحلقة الثانية”، يؤكد أهمية استثمار المقاصف المدرسية في رفع الوعي الصحي لدى الطلاب، وتعويدهم عادات غذائية صحية سليمة بالتعاون مع أولياء الأمور، من خلال مجلس الآباء، وحث الأبناء الطلاب على الالتزام بذلك، وإقناعهم بأن الأصناف المتداولة في المقاصف المدرسية تم تحديدها صحياً وغذائياً من أجل سلامتهم، كما أكد حرص الإدارات المدرسية على تنفيذ التعليمات التي يتضمنها دليل المقاصف والأغذية في المدارس، من حيث عدم تداول المواد الغذائية سواء في داخل المقصف أو خارجه دون إشراف لجنة التغذية، حيث قامت لجنة التغذية والصحة المدرسية بحصر حالات سوء التغذية وفقر الدم، بالإضافة إلى منع إدخال أي مواد غذائية غير مسموح بها، فإدارة المدرسة مسؤولة تماماً عن توفير الاشتراطات والمعايير الصحية المطلوبة، والرقابة الصحية المستمرة على المقصف والعاملين به، والعمل على إعداد قائمة الطعام المعروض في المقصف بما يتناسب مع المعايير والاشتراطات وبحيث تتناسب الأسعار مع قدرات الطلبة، وربط التغذية مع الفصول الدراسية لتطوير التثقيف الصحي الغذائي، وتطبيق أعلى المعايير الخاصة بسلامة ونظافة الأطعمة، والعمل مع الموردين لتأمين تغذية صحية مناسبة للطلبة، مدعومة بتوصيات منظمة الصحة العالمية، وحسب الفئة العمرية، والتقيد بالاشتراطات الخاصة بالموردين، ويمنع توريد المواد الغذائية من خلال التموين بالباطن، بل يسلم المواد الغذائية مباشرة من دون وسيط، ومراعاة أن تكون الساندويتشات مغلفة آلياً بأكياس البلاستيك المحكمة الإغلاق، يطبع عليها اسم المنتج الغذائي، واسم المورد وتاريخ الإنتاج، وتوضع في علب بلاستيكية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©