بغداد، عمان- ''أف ب'': حذر وكيل المرجع الأعلى لحوزة النجف العلمية علي السيستاني في كربلاء، الشيخ عبدالمهدي الكربلائي أمس من ''العنف والقتل المتبادل'' باعتبار أنه يمثل خسارة لجميع العراقيين، فيما رأى رئيس ''المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق'' عبدالعزيز الحكيم أيضا أن اندلاع حرب طائفية في العراق ''سيحرق الجميع''، وسيؤدي إلى تهديد الأمن في كل أرجاء المنطقة·
وقال الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في كربلاء: إن تصعيد اعمال العنف والقتل المتبادل يمثل خسارة للجميع شيعةً وسنةً، وخسارة لعموم الشعب العراقي بكل أطيافه ومكوناته الاجتماعية، وأضاف: إذا وقع البلد في حرب إهلية، فإن الجميع من دون استثناء سيكون خاسرا، ولا احد سيكون رابحا، وسيكون التعايش السلمي بين الطائفتين مهددا بصورة خطيرة، ويحول حياة الجميع الى ''جحيم لا يطاق''·
وحذر من ''تصاعد الاحتقان الطائفي يوما بعد يوم بحيث سيأتي يوم لا يمكن لموظفين عاملين في وزارة واحدة ان يستمروا سوية، وهذا ينعكس ايضا على المصنع والمزرعة، ثم تتسع الدائرة لتشمل أبناء المحلة الواحدة والقادة السياسيين حتى تصبح الحياة مستحيلة، وتغص الدنيا بالأيتام والأرامل وقبور لا تتسع الأرض لها''، ودعا إلى ''عدم السماح للجهلاء من الطرفين سنة وشيعة بأن يتحكموا بالموقف''، وأكد أن بغداد ''هي للجميع''، منتقدا ''اصدار الاتهامات والاحكام عبر وسائل الاعلام والقنوات العربية التي تشاركنا في عروبتنا واسلامنا، ولا تشاركنا في همومنا وآلامنا، بل تريد للفتنة أن تشتعل''·
وفي عمان، قال الحكيم خلال كلمة ألقاها بعد أداء صلاة الجمعة في جامع الملك حسين: إن اندلاع حرب أهلية لن يحرق الجميع فحسب، بل سيؤدي ايضا إلى تهديم الامن في كل المنطقة ودفعها الى متاهات لا يعلم صداها ومداها احد''، إننا حريصون كل الحرص على وحدة العراق أرضاً وشعباً، وقد وقفنا وسنقف أمام أي محاولة لتجزئة العراق، لأن قوتنا جميعا تكمن في أن يكون العراق واحداً موحداً·
وأضاف: نحن حريصون على بناء دولة القانون البعيدة عن التمييز المذهبي، لأننا لا نريد دولة شيعية تقصي السنة، أودولة سنية تقصي الشيعة، بل دولة يشارك فيها الجميع، وتخدم الجميع وتدافع عنهم وتعبر عن إرادتهم·
واكد ان ''النسيج العراقي واحد غير قابل للتفكيك وان كل الدعوات والمخاوف من اندلاع حرب طائفية لن تقلل من حقيقة أنهم سيبقون اقوى من كل محاولات تمزيقهم''··
ورحب الحكيم بالدعوات الى عقد مؤتمر دولي حول العراق،قائلا: اننا نرحب بكل جهد خير اقليمي او دولي يريد ان يكون جزءا من الحل وليس عبئا اضافيا على الحل· وأضاف: نؤكد هنا للعراقيين وللعرب وللمسلمين وللقوى الدولية والاقليمية أن حل المشكلة في العراق لن يتحقق الا في بغداد ومن خلال العراقيين أنفسهم وكل الجهود الاقليمية المبذولة هنا وهناك يجب ان تكون عاملا مساعدا للحل لا أن تكون بديلا عن الحل العراقي للمشكلة والمحنة التي يعاني منها العراقيون·
عدد اليوم
