الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العيد الوطني·· المنجز الثقافي في عيونهم ( 1 )

2 ديسمبر 2006 02:00
مبدعون: زايد قائد المنجزات الثقافية تحتفل البلاد اليوم بخمسة وثلاثين عاما مضت من عمر دولتنا·· الدولة التي شيد أسسها وأركانها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان·· زايد الذي صانها في صدره إلى أن نضجت وهاهي الآن تعبر في الزمن متوجة الأيام بالمزيد من الإنجازات والنجاحات على الصعيد الثقافي والإبداعي، إنجازات واضحة معالمها كالشمس من صروح ثقافية وفعاليات سنوية جميعها تساهم وتكرس النمو المتصاعد للحراك الثقافي· هانحن اليوم نستقبل العام السادس والثلاثين بمعية خير خلف·· بمعية ربان سفينة الاتحاد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، نعبر معه ومع أحلامه إلى زمن مشرق ننشد فيه المزيد من المنجز الثقافي في عهده · ''الاتحاد'' وبمناسبة الثاني من ديسمبر، هذا اليوم المجيد تلتقي عددا من مبدعينا لنطلع على رؤاهم حول الواقع الثقافي في ظل المسيرة المباركة لاتحاد دولتنا· وكان الاستطلاع التالي: استطلاع ـ إبراهيم الملا: يقول الصحفي والمسرحي مرعي الحليان: إن مسيرة الاتحاد خاصة في مسألة التنمية الثقافية، بدأت تقريبا في أواسط السبعينيات، عندما شرعت وزارة الثقافة والإعلام حينها بإنشاء المراكز الثقافية، ودشنت البرنامج السنوي للموسم الثقافي وكانت هناك مجلة تحصد نتاج هذا النشاط، وهذه المراكز الثقافية ومع التطويرات التي أدخلت عليها ومع تبني المشاريع الثقافية من قبل الحكومات المحلية تحولت إلى مراكز لبث الفكر الثقافي والتنويري في المكان، والأمثلة على ذلك عديدة كالمجمع الثقافي بأبوظبي الذي تشرف عليه الآن هيئة الثقافة والتراث، والمركز الثقافي بالشارقة الذي انضم بعد ذلك لدائرة الثقافة والإعلام، وهناك المركز الثقافي في رأس الخيمة الذي تطور وتوسع وسيشهد فعاليات ثقافية كبرى في المستقبل، والمركز الثقافي في أم القيوين، ودائرة الثقافة والإعلام بعجمان، ومجلس دبي الثقافي، وهناك نية لإنشاء مركز ثقافي ضخم ومتميز في إمارة الفجيرة، كل هذا يعطي زخما كبيرا للثقافة ولتأسيس بنى تحتية قوية تدعم هذا الوجود الثقافي المتشعب والممتد على كامل خريطة الدولة، والنتاجات التي نحصدها الآن تتمثل في المشاركات الخارجية والمناسبات الدولية سواء في مجال الفنون التشكيلية أو المسرح أو السينما أو الدراما التلفزيونية أو المشاركات الأدبية والفكرية· فطموحنا في المجال الثقافي ما زال كبيرا ولا تحده حدود ولا ميزانيات، فالصرف على العمل الثقافي ورعاية المبدعين هو المطلوب حاليا لأن ما سوف يصدّر إلى الخارج من صورة وصوت لمجتمع الإمارات، هو صورة وصوت المنجز الثقافي والإنساني، أما ما يتبقى من ثورة اقتصادية ونمو عمراني فلا يذهب للآخرين وينتهي وينهدم ويتغير مع مرور الزمن، ولكن يبقى المنجز الإبداعي هو الجوهر النقي الذي تتوارثه الأجيال· المسرح الفنان محمد العامري يقول: لا شك أن الاتحاد ساهم وبشكل مؤثر في خروج العمل الإبداعي الفردي القائم على الهواية وتجريب الأدوات إلى عمل جماعي تحتضنه وتدعمه المؤسسات بكيانها الاعتباري والمادي، وأنا أتكلم هنا وعلى وجه الخصوص عن النشاط المسرحي الذي حقق قفزات هائلة في ظل الرعاية التي وهبتها لنا المؤسسات والهيئات الحكومية التي نشأت بعد قيام الاتحاد، وبعد التطور الهائل في المنظومة الحياتية والفنية والإبداعية التي شهدتها الدولة في كنف هذا التجمع، وهذه الانطلاقة السياسية والاجتماعية الناجحة قاد مسيرتها ومنذ بواكيرها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه''، وأنا هنا لا أنكر دور الجهود الفردية ولا دور الفرق المسرحية الناشئة في تأسيس اللبنة الأولى التي ساهم في ولادتها أشخاص مثل: عبيد بن صندل وحمد بن حمدان ومحمد فراشة ومحمد الحمر وعلي خميس وغيرهم، ونقلت هذه الفرق القديمة خبراتها الجميلة للأجيال اللاحقة وجعلتها معنية بالفعل المسرحي وبهذا الفرع من الفنون الإنسانية العريقة، ولكنني أشدد أيضا على قيمة الاتحاد كوعاء معنوي وسند ثقافي وحد جهود هذه الفرق وجعلها تعمل بتنسيق وتشاور عززتهما الفعاليات المسرحية الكبرى في الدولة مثل أيام الشارقة المسرحية التي انبثقت من دائرة الثقافة والإعلام، وكذلك المناسبات المسرحية التي كانت تنظمها وزارة الثقافة والإعلام سابقا، بالإضافة للمسرحيات الخاصة التي كانت تجوب الدولة من أدناها إلى أقصاها· مدى الطموح ويقول الكاتب والإعلامي والمسرحي إسماعيل عبدالله: هناك بكل الأحوال منجز ثقافي ملاحظ ولا يمكن إنكاره والحد من نجاحاته وقفزاته النوعية، وللمسيرة الاتحادية الممتدة دورها الواضح في تشكيل ملامح هذا المنجز، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا يدور حول مدى الطموح الثقافي الذي نريد الوصول إليه، ففضاء الحرية الذي نحتاجه كمثقفين وفنانين ما زال بحاجة للتوسعة، ولأجنحة محلقة من دون خوف من الأسلاك العالية، ومن الحواجز الداخلية المقلقة والمحبطة، وما زال الحديث عن تفريغ المبدع مثلا مجرد أحلام يتداولها المثقفون في مجالسهم ولم تجد لها حتى الآن سندا أو تصورا إداريا يدفعها نحو التحقق· ساهم الاتحاد من دون شك في ظهور أسماء إبداعية لامعة في الساحة المحلية نحترمها ونحترم تجربتها وحضورها ومساهمتها الدائمة في الفعاليات الداخلية والخارجية على السواء، ولكن بروز الأسماء والمواهب الجديدة يحتاج لمزيد من الدعم والرعاية والاحتضان من قبل المؤسسات والهيئات المحلية والحكومية وذلك حتى لا تتشتت جهود هؤلاء المبدعين اليافعين في الوظائف التي لا تلبي حاجاتهم، وبالتالي فهي تعمل على تدمير الحس الإبداعي في دواخلهم منذ البداية· وبالرغم من كل المطالب والنواقص والثغرات التي تحتاج لدراسة حقيقية وجادة فإن دور المثقف يظل دائما مكرسا لتعزيز الانتماء للمكان وللهوية، ولذلك فإن نتاجه الإبداعي يجب يكون فاعلا في هذا الاتجاه، بغض النظرعن النقد الذي يمكن أن يوجهه هذا الإبداع للظواهر السلبية، لأنه نقد صادر من غيرة وحب، ونابع من يقين أبيض وطاهر بقيمة وأهمية الأرض التي يعيش عليها، ويكرسها كوطن للروح وللذاكرة· بين نهضتين الفنان المسرحي سيف الغانم يقول: إن التوازن بين النهضة العمرانية التي نمت في ظل الاتحاد ما زال مختلا مقارنة بالنهضة الثقافية، فالدعم الممنوح للجانب الثقافي قادر على تغطية بعض الجوانب، ولكن النظرة الشمولية للثقافة بحاجة لدعم أكبر ولرعاية أوسع ولجهود مشتركة تشمل كل إمارات الدولة· ويقارن الغانم بين الممثل المسرحي في بدايات الاتحاد وبين الممثل الآن قائلا: إن الممثل في السابق كان ينطلق بعمله الإبداعي من خلال شغف ذاتي وتضحية كبيرة، أما الآن فإن التجهيزات المسرحية أصبحت بحاجة لدعم كبير ولحس احترافي قبل خوض هذا الميدان الصعب والمكلف، ولذلك فإن احتراف العاملين وتفرغهم ورفع سقف الميزانيات المخصصة للمسارح مطلب ملح لتجاوز الحالة المسرحية المتأرجحة والواقفة على أرض متحركة ووسط أفق ضبابي وغائم، ومن الأمراض التي يعاني منها الجسم الثقافي في الدولة هو الحالة الموسمية التي تشمل معظم الفنون، وهذه الحالة تقلل من قوة وتأثير الفعل الثقافي في المكان، وبالتالي فعلى الهيئات والدوائر العاملة تحت مظلة الاتحاد الانتباه لهذه السلبيات والتخطيط لمستقبل ثقافي مغاير ومواكب للتطورات الثقافية الحاصلة في المجتمعات الأخرى·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©