الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الديانة الثانية

4 مارس 2009 22:56
الحكومة الباكستانية- التي تعاني أصلاً من صراعات داخلية- تلقت ضربة أخرى جديدة بعد هجوم يوم الثلاثاء الماضي على فريق الكريكت السريلانكي الزائر، غير أن استهداف فريق للكريكت، وهي الرياضة التي غالباً ما توصف بـ''الديانة الثانية'' في باكستان، قد يأتي بنتائج عكسية على المسلحين ربما أدت إلى انقلاب الرأي العام ضدهم· فقد أطلق اثنا عشر مسلحاً النار على الحافلة التي كانت تقل الفريق الباكستاني، ما أدى إلى جرح سبعة لاعبين ومقتل سبعة أشخاص بمن فيهم ستة رجال شرطة، ويأتي الهجوم في مدينة لاهور الباكستانية التي شهدت خلال الأسبوع الماضي، فصلا آخر من فصول الصراع على السلطة المحتدم حالياً في باكستان بين الحزب الحاكم الذي يتزعمه الرئيس علي آصف زرداري وبين المعارضة، التي أزيحت من المدينة· هذا الصراع السياسي دفع العديد من المراقبين إلى تحميله مسؤولية ما حدث بسبب انصراف انتباه قوات الأمن عن الأخطار المحدقة وتركيزهم بدلا من ذلك على الاصطفافات السياسية داخل المدينة· ومع أنه من السابق لأوانه الحسم في هوية منفذي الهجوم وما إذا كانوا مسلحين محليين، أم عناصر جاءت من الخارج، إلا أنه في حال تأكد انتمائهم إلى جماعات محلية فقد يتبدد الالتباس الذي كان لحد الآن مسيطراً على رجال الأمن والعديد من الباكستانيين تجاه الجماعات المسلحة بتحفظهم عن التنديد بعملياتهم التي كانت تستهدف الهند والأداء السيئ للحكومات المحلية· ويتفق مع هذا الطرح الجنرال المتقاعد في الجيش الباكستاني ''طلعت مسعود'' قائلا ''إذا أثبت التحقيق أن جهات داخلية تقف وراء الهجوم، فإن ذلك من شأنه تعبئة الناس ضد الإرهابيين والمسلحين''· لكن تحديد المسؤولية لن يكون سهلا بسبب فرار جميع المسلحين الذين نفذوا العملية مع اتجاه العديد من أصابع الاتهام كما هو الحال عادة في مثل هذه العمليات التي تستهدف باكستان إلى الهند من دون استبعاد المحللين لمرشحين آخرين مثل جماعة ''عسكر طيبة''، و''جيش محمد'' وهما المنظمتان الباكستانيتان اللتان دعمتهما الحكومة في وقت سابق للقتال في كشمير ثم حظرت أنشطتهما بعد ذلك على الأقل من الناحية الرسمية· ومع أن آخرين أشاروا إلى احتمال تورط نمور التاميل، وهي حركة التمرد المناهظة للحكومة التي يبدو أنها وصلت إلى مراحلها الأخيرة في صراعها الطويل مع القوات الحكومية، إلا أن الحكومة السريلانكية نفت أن يكون المسؤول عن العملية جماعات مسلحة تابعة لنمور التاميل، كما نفى الأمر أيضاً ''رفعت حسين''، الخبير الباكستاني في القضايا الأمنية قائلا ''أعتقد أن العملية جاءت لتحرج الحكومة الباكستانية ولتفاقم الأزمة الأمنية في محافظة البنجاب''، لا سيما بعد إقدام الرئيس زرداري على إقالة الحكومة المحلية بمدينة لاهور· وفي إطار التجاذب السياسي ذاته، رفض الحاكم الجديد للمحافظة ''سلمان تاسر'' فكرة وجود ثغرة أمنية بسبب الاضطرابات السياسية التي شهدتها المحافظة، قائلا ''لقد أنقذنا الفريق السريلانكي''، متهماً في الوقت نفسه الحاكم السابق للبنجاب، ''شهباز شريف''، بتسفيه التضحيات التي بذلها رجال الشرطة قبل مقتلهم· وتشير التقارير الأولية إلى التنسيق الجيد للعملية من قبل المسلحين الذين جاءوا من جهات مختلفة والتقوا أمام مقر حافلة الفريق السريلانكي ليمطروها بوابل من الرصاص واستطاعوا الاشتباك مع رجال الشرطة طيلة خمس وعشرين دقيقة، قبل أن يفروا في سيارة حمراء· ويأتي الهجوم وسط أجواء من الاحتقان العام الذي تشهده محافظة البنجاب واستعداد أحزاب المعارضة والمحامين للخروج في مظاهرات حاشدة ضد الحكومة أواسط شهر مارس الجاري· لكن رغم الاستياء الشعبي المتوقع ضد المسلحين بعد استهدافه للعبة الشعبية الأولى في باكستان، فأن هذا الاستياء مازال سلبياً في عمومه ولم يتحول بعد إلى زخم يتحدى التطرف ويرفض الأساليب العنيفة، كما أن لاهور التي كانت تعتبر مدينة بعيدة عن أنشطة المسلحين أصبحت خاضعة لسلطة المتدينين الذين يفرضون على الشركات المحلية مقاطعة المنتجات الغربية· بين أرنولدي -لاهور ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©