الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخوف من الحسد يقود إلى الاكتئاب والوسواس

الخوف من الحسد يقود إلى الاكتئاب والوسواس
26 سبتمبر 2014 21:18
المبالغة في إرجاع كل مشكلة تحيط بأفراد المجتمع إلى الحسد، تجعلهم في توتر مستمر، رغم أن هناك حلولاً كفلها الدين ولمن يريد أن يتقي شره، لكن أن يضع بعض الناس في أذهانهم أن كل ما يصيبهم من مكروه مقرون بالحسد، فهذا لا يعدو كونه وسواساً يضعف شخصياتهم. حول الأثر السلبي الذي ينعكس على أفراد المجتمع جراء الإيمان بأن الحسد هو أساس ما يتعرضون له من مشكلات في الحياة، تقول الاستشارية النفسية والأسرية بوزارة الشؤون الاجتماعية الدكتورة هند البدواوي: السلوك الذي يصدر عن أي فرد في المجتمع هو نتاج التأثر بفكرة ما، وتظل خبرات الفرد في الحياة هي التي تضعه في دائرة الاستقرار النفسي، والعيش بسلام أو الشعور بالاضطراب والشك في أن الآخرين يتربصون به ويدبرون له المكائد، ولا يريدونه له الخير، والمبالغة في الشعور بأن الحسد هي المصدر الرئيس لكل مشكلة في الحياة هو تأكيد لفكرة سلبية مستقرة في الوجدان، وهي التي تدفع بعض الأفراد إلى أن يتأثروا حرفياً وضمنياً بما يصدر عن الآخرين تجاههم. صداع مزمن ويقول أحمد زنزن إنه كان يعمل في أحد المحال التجارية في أبوظبي، وأهلته طلاقته في التحدث بأكثر من لغة إلى أن يجذب الزبائن إليه، والذين أضحوا بدورهم يفضلون أن يبيع لهم بنفسه، وعندما يكون في أوقات الراحة ينصرفون حتى يتسنى لهم العودة عندما يكون موجوداً،وهو ما جعل زنزن منظوراً - على حد قوله- من قبل زملائه في العمل، ويلفت إلى أنه مع مرور الأيام بدأ يشعر بصداع شديد في رأسه، وعندما راجع الطبيب، أعطى له دواء مسكناً، لكنه لم يستطع تشخيص الحالة، خصوصاً وأن زنزن لم يعان الصداع طيلة عمره. ويذكر أنه قرر بعد أن فاض به الكيل من حسد زملائه المستمر أن يطلب نقله إلى محل آخر للشـــركة بدبي وهناك أخذ زنزن على نفسه عهداً ألا يبرز قدراته أمام الآخرين، لكنه لم يزل يعيش في دوامة الحسد يخشى من كل عين، ويحاول أن يبرر أي فعل يقوم به بأسباب واهية حتى لا يتعرض للحسد. درء الحسد ويشكو نيبال ديب من الحسد، ويرى أن العين أصابته كثيراً، ومن فرط تلك المعاناة التي جعلت حياته مليئة بالصعاب على حد قوله، وأصبح حذراً جداً في الحديث مع الآخرين، خصوصاً وأن أحد أصدقائه فقد شعره في مدة قصيرة إثر تعرضه للحسد، فضلاً عن أنه يحاول كثيراً أن يكون بعيداً عن الناس، ويجهز ردوداً خاصة لكل من يحاول الثناء على أي شيء يخصه درءاً للعين. مهام اعتيادية ماجدة إبراهيم توكد أن الأمراض تتابعت عليها منذ أن سكنت «الفيلا» الجديدة، ورغم أنها تعافت من أحد الأمراض المزمنة، إلا أنها تعيش حالة من الهلع كلما تقرب منها الناس، أو تمادوا في زيارتها،. وتلفت إلى أنها تقدمت بطلب يعفيها من الدوام بصفة مستمرة، بحيث تذهب إلى العمل وفق حالتها الصحية، وهو ما تمت الموافقة عليه رغم تأكيد الأطباء لها بأنها لا تعاني أمراضاًَ، وأنها لا ضرر عليها في حالة ممارسة مهام وظيفتها بشكل اعتيادي. خسارات متتالية إيمان شكري أصبحت بسبب حسد الناس كما تقول في حالة من التوجس والخوف من الحديث عن مشروعاتها الخاصة، مشيرة إلى أنها حين ربحت مبلغاً من المال وعرف ذلك في محيط المكان الذي تسكنه منيت بخسارات متتالية بعد ذلك. وتلفت إلى أنها تحاول في هذه الفترة أن تبعد عن الناس وأن تكف عن الحديث في أمورها الخاصة ومعدلات الربح والخسارة، لكنها تؤكد أنها حالة من الخوف الشديد تنتابها وتكاد ترجع كل ما يصيبها من نكبات إلى الحسد هدى الإسلام بخصوص ما كفله الدين للمؤمنين من الوقاية من شر الحاسدين، إيماناً منهم بالقضاء والقدر، وأنه الله خير من تستودع لديه الأنفس والأموال. وهو الكفيل بحفظ الإنسان من كل شر، يورد الباحث الواعظ في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الدكتور أنس قصار: «الملاحظ عند بعض الناس أنهم اهتموا بالحسد بشكل مبالغ فيه، وهو ما يوصلهم إلى حد المرض النفسي وهو ينافي ما جاء في هدي الإسلام الذي علمنا أنه لن يصيبنا من شر إلا ما كتب الله لنا، وفقاً لما ورد في كتاب الله» . فقدان الثقة تقول استشارية علم النفس ومعالجة الأمراض النفسية بمستشفى الخليج التخصصي دولي الحبال: الحسد موجود في كل دروب الحياة وهو واقع في حياتنا ويتعرض له جميع أفراد المجتمع بنسب متفاوتة لكن ليس من المنطقي أن يهرب الفرد من المشكلات التي يتعرض لها في حياته إلى الحسد بالكلية فاتخاذ القرارات الخاطئة التي لا تصب في مصلحة الفرد هي نتاج عدم القدرة على التفكير الإيجابي وهو ما يعني إنه لم يوفق إلى الصواب أما أن يحيل الفشل دائماً إلى سبب واحد قد يتحقق في بعض الأحيان فإن ذلك دليل على فقدان الثقة وعدم القدرة على مواجهة المشكلات بشيء من الحكمة والتوافق مع طبيعة الحياة وإلا سيكون تفكير المجتمع بأكمله منصبا حول الأفكار التي تضع الفرد في دائرة الخوف من مواجهة الواقع ومحاولة إيجاد الحلول لكل ظاهرة تحدث وحتى الحدث من الممكن الكفاية منه عن طريق إعلاء الفكر الديني والإيمان بأنه الذي يمنع السوء ويضر وهو الله وهو ما يحفظ عباده من كل الشرور.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©