الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عمالقة البرمجيات يدخلون عالم الأجهزة المحمولة

عمالقة البرمجيات يدخلون عالم الأجهزة المحمولة
1 سبتمبر 2012
ربما تبدو أسماء شركات أمازون وجوجل ومايكروسوفت التجارية مألوفة أكثر على مواقع الشبكة أو على حزمة برمجيات غير أن أسماءها وشعاراتها بدأت تظهر بشكل متزايد على أجهزة سعياً منها إلى تحقيق طموحاتها في مجال المحمول. وانطلاقاً من عدم اكتفائها بتقديم الوسائط والخدمات والبرمجيات للهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية (تابليت) وأجهزة الكمبيوتر المحمولة (لابتوب) تنشغل هذه الشركات الثلاث جميعاً الآن في تصميم تلك الأجهزة بنفسها وتطلق موديلات مثل هاتف نكسوس الذكي وجهازي كمبيوتر كيندل فاير وسرفيس اللوحيين. وبات لزاماً عليها فرض درجة أكبر من السيطرة والتأثير على فئة متزايدة وهي فئة، خلافاً لما كان يحدث في عصر أجهزة الكمبيوتر الشخصية لا تتشكل فيها تجربة المستخدمين بمجرد شكل الموقع على الشبكة، ولكن أيضاً بوزن الجهاز المحمول الذي يحملونه وحجمه وتصميمه. الكمبيوتر الشخصي كانت الأجهزة في الماضي تشكل أهمية قليلة لكبريات شركات الشبكة بسبب أن الكمبيوتر الشخصي كان قد أصبح إلى حد كبير منتجاً مسلعناً، وكان التنافس الكثيف بين المصنعين يعني انخفاض هوامش الربح لشركات من أمثال هيوليت باكارد وديل وإيسر. وعلى العكس اقتنصت مايكروسوفت وإنتل حصة كبيرة من أرباح هذا المجال من خلال السيطرة على عالم الكمبيوتر الشخصي، إذ قاما بتقديم البرمجيات والرقائق التي شغلت منصة الشبكة المفتوحة التي بنت على جوجل وأمازون أعمالها. غير أنه مع ظهور إنترنت المحمول فإن هذا النموذج يتفكك وبات لزاماً على شركات الإنترنت إعادة النظر في مكانتها في العالم وهو ما أدى بالتالي إلى قيام تلك الشركات بمراجعة الطريقة التي ينظرون بها إلى الأجهزة. نموذج آبل تعتبر آبل شركة التكنولوجيا الوحيدة حتى الآن التي ابتكرت نموذجاً بديلاً مغلقاً لتصميم برمجياتها وأجهزتها للأجهزة المحمولة وإن كانت شركات أخرى تسعى للحاق بها. كما أن ربحية آبل تنقض المفهوم التقليدي الذي يقول إن الأجهزة عبارة عن نشاط منخفض الهامش الربحي، ففي الربع الأول من هذا العام، تمكنت هوامش أرباح آبل التشغيلية من تجاوز هوامش أرباح مايكروسوفت للمرة الأولى، ويبدو الآن أن مايكروسوفت تسعى للحاق بآبل من خلال جهازها تابليت سرفيس المنتظر والذي يتوقع محللون أن يكون سعره معقولاً. وعلى عكس أسماء الأجهزة التجارية التقليدية يعتبر المستجدون أن تصنيع وبيع أجهزة من ابتكارهم مجرد وسيلة توصلهم إلى غاية. ففي حال مايكروسوفت يقول محللون إنها استشعرت لزوم إقناع المستهلكين بإمكانيات ويندوز 8 - وهو ربما يكون أهم نظام تشغيل تطلقه - من خلال عرضه في كل من أجهزة التابليت التي تستخدم رقائق مستندة على آرم وتلك الأجهزة المزودة برقائق انتل في نسختي سرفيس المخطط إطلاقهما في وقت لاحق من هذا العام. وقال واين لام محلل الأجهزة اللاسلكية في مؤسسة آي إتش اس للبحوث: “بالنسبة لأمازون، تعتبر الأجهزة عاملاً تجارياً منشطاً، إذ أن منتجاتها (أجهزة كيندل) تباع بهامش ربح شديد الانخفاض وتنطوي فلسفتها التصميمية على ابتكار منتج بأقل تكلفة في مقدوره (تحقيق ربح من خلال شراء المستهلكين لتطبيقات ومحتويات عليه) طوال فترة وجوده في السوق. كما تقول كارولينا ميلانيسي محللة الأجهزة الاستهلاكية في مؤسسة جارتنر: “ما يعني شركة جوجل هو بلوغها سوق الجمهور الضخمة، إذ أن جوجل تجني أرباحها من أعداد الأفراد وغيرها من الخدمات، ولذلك إن كان ذلك مرهوناً بالأجهزة التي يمكن للمستهلكين استخدامها فإنه يحد من فرصة ما تجنيه من أرباح”. ونجحت جوجل في توسيع سوق الهواتف الذكية من خلال نظام تشغيلها اندرويد ولكن بدرجة أقل في مجال أجهزة تابليت التي لم تمس فيه حصة آي باد السوقية إلا قليلاً، ومن أجل ذلك أطلقت جوجل أول تابليت لها يونيو الماضي “نكسوس” وهو جهاز مقاس شاشته 7 بوصات وسعره 199 دولاراً والذي حظي باستحسان كبير في السوق بالنظر إلى خصائصه العديدة وتصميمه الجذاب وسعره المنخفض. ومن خلال الإقدام على نشاط الأجهزة تكتسب شركات الإنترنت حاليا القوة في مجال شركائها من مصنعي الأجهزة وهو ما من شأنه تغيير موازين القوى في السوق، وقال جي تي وانج رئيس تنفيذي إيسر رابع أكبر شركة تصنيع أجهزة كمبيوتر شخصية في العالم، إن الشركة طلبت من مايكروسوفت أن تفكر مرتين قبل أن تطلق جهاز سرفيس. غير أنه مع تزايد دخول المستهلكين على الشبكة عبر أجهزة محمولة فإن لزوم اللحاق بهذا المجال يفوق كل ما لدى شركات الإنترنت من تحفظات بشأن الإقدام على الأجهزة، وقال لام إن نهج الأعمال وعلاقات سلسلة التوريد التقليدية لا تنطبق على الأجهزة المحمولة، فالعلاقة مع العملاء هي التي تشكل الأهمية الكبرى. وقال ميلانيسي: “في وسع اتش تي سي وسامسونج أن تقلقا كما تشاءان ولكن ليس لديهما حيلة، فقد استثمرتا الكثير في اندرويد ولا توجد خيارات أخرى متاحة أمام تجار الأجهزة”. غير أن بعض شركات الإنترنت غير مقتنع بلزوم أن يكون لديها أجهزتها، ورغم تردد شائعة إصدار فيسبوك لهاتف باسمها لفترة، فإن مارك زوكربيرج رئيس تنفيذي هذه الشبكة الاجتماعية أخبر محللين الشهر الماضي أنه لا يعتقد أن ذلك ذو جدوى وأنه يفضل أن يكون هناك تكامل أعمق مع نظم تشغيل الهواتف الذكية القائمة. وقال لام: “يتنامى المحمول ولذا ربما يكون لدى إدارة فيسبوك رغبة شديدة في إطلاق هاتف باسمها، غير أنه عليها أن تبحث عن العلاقة الملائمة مع شركات الاتصالات وتبحث عن نموذج الأعمال السليم لتجعله جاذباً للمستهلكين”. وقال خبراء إن الأمر سيستغرق وقتاً لكي تتمكن جوجل وغيرها من إصدار منتجات تنافس بها تصميم آبل وتطبيقاتها الجاذبة وخدماتها المتسقة. غير أن لدى جوجل ومايكروسوفت وأمازون الاستعداد لاتباع طريقة آبل في الجمع بين البرمجيات والخدمات والأجهزة لاكتساب سيطرة كاملة على تصميم واستخدام أجهزة محمولة قادمة، بحسب رأي خبراء قالوا أيضاً إن ذلك من شأنه أن يغير الساحة تغييراً كبيراً. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©