الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التصوير في المولات والحدائق اختراق للخصوصيات وتهديد للسمعة

التصوير في المولات والحدائق اختراق للخصوصيات وتهديد للسمعة
26 سبتمبر 2014 23:53
فتحت الثورة المعلوماتية الأبواب أمام العديد من أفراد المجتمع لممارسة هواياتهم وخاصة مستخدمي الهواتف الذكية والكاميرات، حيث لم تعد ثقافة العيب تمنعهم من التصوير العشوائي أو المتعمد في الأماكن العامة ، وعلى الرغم من أن هناك من يؤيد التصوير في هذه الأماكن خاصة مع التطور التكنولوجي الذي جعل الكاميرات مرتبطة بالهواتف الذكية إلا أن البعض يرفض ذلك باعتباره انتهاكا لخصوصيات الآخرين، وهنا يبرز السؤال هل يعد التصوير انتهاكا لحريات أفراد المجتمع؟ وهل من حق الشخص الذي يقوم بالتصوير في الأماكن العامة نشر هذه الصور في مواقع التواصل الاجتماعي؟ سيناريو ومشاهد تتكرر يومياً، يلحظها من يتردد على الأماكن العامة، حيث تجد البعض من هواة التصوير يلتقطون صوراً لأشخاص من دون إذن منهم، ويساعدهم في ذلك تطور آلات التصوير وقدرة أجهزة الهواتف الذكية والكاميرات الحديثة على التقاط صور واضحة من مسافات بعيدة وبدون انطلاق لأضواء « فلاش » الكاميرا، وانتشرت هذه الظاهرة مؤخراً في المولات والحدائق العامة، وهو ما ينذر بخطر كبير، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالتقاط صور للنساء من دون علمهم بذلك. ضوابط وقوانين وتطالب هدى خليفة (موظفة) بوضع قوانين وضوابط يمنع بموجبها التقاط الصور في الأماكن العامة، وعدم ترك هواة التصوير من دون محاسبتهم أثناء تصوير الأشخاص في الحدائق العامة والمولات بحجة الحرية، ولمحاربة هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بذلك لابد من وضع تعليمات واضحة وقوانين صارمة من قبل أجهزة الأمن بالتعاون مع المراكز التجارية، والمسؤولين عن الحدائق العامة، على أن توضع لوحات إرشادية مكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية توضح للجميع حظر التصوير في هذه الأماكن إلا بموافقة مسبقة من المشرفين على ذلك. ريم العلي (25عاماً، متزوجة) عند زيارتها حدائق العاصمة في أبوظبي كثيراً ما تشاهد أشخاصاً من جنسيات عربية وأجنبية يلتقطون صوراً بهواتفهم وكاميراتهم، وهذا ما جعل العديد من العائلات تعزف عن ارتياد مثل هذه الأماكن والبحث عن أخرى أكثر خصوصية حتى لا تتعرض لمشكلات، متسائلة : من يدري، قد نصحو يوماً لنجد صورنا وقد صارت حديث الناس بعد أن تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر شاشات الهواتف بسبب قيام مصور عديم الضمير بالعبث بها واستخدام تقنيات الفوتوشوب لتشويه الصورة، مطالبة بوضع قوانين منظمة لهذه الظاهرة حتى لا تحدث مشكلات مجتمعية. تعزيز الوعي ويذكر سالم عبد القادر (متزوج) مشادة كلامية وقعت بين فتاة وشاب التقط صوراً لها في أحد المراكز التجارية ، ولدى مواجهتها له قال إنه لم يقصد تصويرها بعينها وإنما أراد التقاط صورة عامة للمكان كتذكار يود الاحتفاظ به، فما كان من الفتاة إلا أن نادت حارس الأمن في المركز التجاري وأبلغته بما حدث، فأخذ الهاتف للتأكد من عدم وجود صوراً لها، وطلب حارس الأمن من هذا الشاب الكف عن تصوير المكان الذي يعج بالسيدات والرجال والأطفال، ودعا عبد القادر ، الجميع إلى محاربة هذه الظاهرة، والأخذ على أيدي المستهترين بقيم وعادات وتقاليد المجتمع، مؤكداً أن نشر الوعي بمخاطر هذه التصرفات بين أبناء الجاليات الأجنبية مطلوب بشكل كبير حتى يكون الجميع على معرفة تامة بأن ممارسة هذه الهوية لابد أن يكون له ضوابط تحمي الحريات والحقوق الشخصية لدى بعض أفراد المجتمع . ملاحقة العابثين وقال عبيد هلال (موظف حكومي) إن التصوير في الأماكن العامة ثقافة لا يجيدها إلاّ من أتقنها وعرف قوانينها، مشددا على أهمية ملاحقة العابثين بتقاليد المجتمع وممن يتداولون مقاطع فيديو أو صوراً التقطوها في الأماكن العامة وهي ليست من حقهم بل ومطاردتهم عبر تطبيق قانون جرائم المعلومات عليهم ، مشيراً إلى أنه يجب على الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات والمؤسسات التربوية والإعلام، وكذلك أجهزة الرقابة والتحقيق محاربة هذه الظاهرة، والأخذ على أيدي السفهاء، وكذلك نشر الوعي لحفظ المجتمع. وأكد جاسم حسين (مهندس إلكتروني) أن التصوير العشوائي في الأماكن العامة يزيد المشكلات ويجعل حلها صعباً، خاصة إذا كان التصوير لأسر تتواجد في هذه الأماكن ، لافتاً إلى أن البعض لا يزال يعتقد أن التصوير أمر طبيعي، وهذا غير صحيح طالماً أن الشخص يقوم بتصوير أشخاص لا يعرفهم .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©