الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دبي احتضنت مهرجان طيران الإمارات للآداب في دورته الأولى

دبي احتضنت مهرجان طيران الإمارات للآداب في دورته الأولى
4 مارس 2009 23:07
مهرجان مكثف وقصير، يمكن القول إنه من نوع ''المختصر المفيد'': ما يقارب ستين كاتبا وأديبا عربيا وعالميا، وقريبا من الخمسين نشاطا وفعالية ثقافية وأدبية، وجناح يضم مؤلفات عشرات الكتاب العرب والأجانب المشاركين في المهرجان، ولقاءات جانبية بين هؤلاء الكتاب هنا وهناك، وأمسية تحتفي بالراحل الكبير الشاعر الفلسطيني محمود درويش أحياها ستة من الشعراء البريطانيين، واختتام بلقاءات بين الكتاب وطلبة المدارس والكليات والجامعات· هذا هو نشاط مهرجان طيران الإمارات الدولي للآداب في دورته الأولى التي أقيمت بين السادس والعشرين من فبراير والأول من مارس· مهرجان نظمته مكتبة المجرودي برعاية ودعم هيئة دبي للثقافة والفنون، وجمع ''ما قل ودل'' من الكتاب العرب مع عدد كبير من الكتاب الغربيين غالبيتهم ليس معروفا في العالم العربي لغياب ترجمة لمؤلفاتهم، فبدا المهرجان منقسما إلى مهرجانين، عربي وغربي، باستثناء ندوة جمعت محمد بنيس مع عدد من الكتاب الغربيين حول الجوائز الأدبية وتأثيرها على الكتاب والقراء، خصوصا أن الأمسية المخصصة لتكريم درويش خلت من أي عربي· لفتت الاهتمام ظاهرة قد يكون كثيرون منا يعرفونها، هي ظاهرة مخجلة لكل من ينتمي إلى أمة ''اقرأ''، حيث غابت عن المهرجان ظاهرة توقيع الكتاب العربي، ففي حين بدأ الإقبال على كتب المبدعين العرب ضئيلة، كان في الإمكان مشاهدة طوابير من الأجانب يحملون نسخا من الكتب الأجنبية وينتظرون الدور ليحصلوا على توقيع كاتب أو كاتبة ما· وفي حين تم تخصيص ندوات خاصة كثيرة لكتاب غربيين، لم نجد كاتبا عربيا في ندوة خاصة به، ولكن يمكن الحديث هنا عن الندوات العربية التي أقيمت ضمن المهرجان، وكانت الندوات الأبرز واحدة عن ''الإنترنت والأدب العربي'' وهي الندوة الأولى في المهرجان، وقد شارك فيها صموئيل شمعون وهيفاء البيطار وتركي الدخيل، وكانت هذه الندوة التي أدارها شاكر نوري قد خاضت في العموميات التي تطرح منذ سنوات، وتوقفت عند أسئلة تدور حول تأثير الإنترنت على الكتاب المطبوع، وما هو مصير هذا الكتاب في عصر الإنترنت والتقنيات الحديثة، ومدى الحرية التي أتاحتها المواقع الإلكترونية لانتشار الأدب ولحرية التعبير· في هذه الندوة وجدنا براعة صموئيل شمعون في الحديث عن عالم الإنترنت بشكل عام، رغم أنه من مؤسسي موقع ''إيلاف'' الشهير، وهو الآن محرر موقع ''كيكا'' الذي يستقطب الكثير من الأقلام العربية، ولكن شهادة الكاتبة السورية هيفاء البيطار عن تجربتها مع الإنترنت كانت بريئة في الكشف عن طبيعة علاقة السوريين مع هذا العالم، خصوصا حين ذكرت أنها تتابع من مدينتها الساحلية البعيدة (اللاذقية) عالم الصحافة الإلكترونية، وتنشر كتاباتها في المواقع المعروفة، وتتواصل مع قرائها من خلال هذه المواقع· أما ندوة ''الرواية العربية'' التي شارك فيها كل من الليبي إبراهيم الكوني والمصري جمال الغيطاني والعراقي فاضل العزاوي، فقد غرقت في العمومية والعناوين الكثيرة التي طرحت فيها، لأن العنوان غير محدد أصلا، وكان السؤال الأول فيها هو السؤال التقليدي: هل هناك رواية عربية، وما هي سمات هذه الرواية بعد ما يقارب مائة سنة على كتابة هذه الرواية؟ لذا كانت الإجابات مشتتة بين من رأى أن جذور الرواية العربية تعود إلى ''ألف ليلة وليلة'' والسرديات والمرويات المتمثلة في السير الشعبية مثل ''عنترة'' و''الهلالي'' (جمال الغيطاني)، ومن يرى في الواقع ومآسيه مادة غزيرة لبناء الرواية (العزاوي)، ومن رأى في الصحراء عالما سحريا يمكن أن يوفر للرواية العربية أكثر مما توفر لرواية أميركا اللاتينية، وهو ما لم يستطع الكتاب العرب استغلاله على نحو صحيح (إبراهيم الكوني)· الرقيب والإنترنت الندوة الثالثة العربية التي تستحق التوقف كانت حول ''الرقابة''، هذا الموضوع الشائك الذي يصطدم به كل كاتب في عالمنا العربي، ولا ينجو الأدب من براثنه وأنيابه، ومن هنا كانت أهمية الجلسة التي تناولت هذا الموضوع وتحدث فيها عدد من الكتاب العرب، حيث شارك كل من محمد المر نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، والروائية السعودية رجاء الصانع، والشاعر والروائي الفلسطيني ابراهيم نصر الله، وتحدثوا فيها عن تجاربهم كمبدعين مع أشكال الرقابة المختلفة، حيث تحدث المر عن تجربة تعود إلى ثمانينيات القرن العشرين مع إحدى مجموعاته القصصية حين منعت في إحدى الدول إذ رأى الرقيب أن الحديث عن المخدرات أمر غير لائق، وهو ما رد عليه المر في وقتها بأمثلة من أعمال نجيب محفوظ، كما ذكر المر أن التاريخ الأدبي العربي والإسلامي في القرون الوسطى كانت فيه مساحات كبيرة من التعبير والتلقي ومثال ذلك بحسب المر هو تداول ''ألف ليلة وليلة''· أما رجاء الصانع فقد تحدثت عن تجربتها مع روايتها ''بنات الرياض'' التي ترجمت إلى 26 لغة قبل أن تطبع في بلدها· وأشارت إلى أن روايتها هذه قرئت من قبل ''كل السعوديين'' بطرق عدة خصوصا عبر الانترنت قبل السماح بنشرها في السعودية· ورأت انه ''يمكن تجاوز الرقابة'' عبر الانترنت وعبر النشر في الخارج· كما تحدث نصر الله عن معارك كثيرة خاضها مع منع كتبه وهي معارك ما زالت مستمرة، وتطرق إلى مفهوم الرقابة العالمية حول بعض القضايا مثل القضية الفلسطينية حيث لا تبدي دور النشر العالمية أية حماسة حول ترجمة ونشر الأعمال الإبداعية حول القضية الفلسطينية· المؤلف والمترجم تحت عنوان علاقة المؤلف بالمترجم كان الجمهور على لقاء مباشر مع الروائي الليبي إبراهيم الكوني، ومترجم أعماله هارتموت فاندريتش، حيث تحدث الكوني عن أهمية وجود صلة مباشرة بين المؤلف والمترجم، وذلك لما تتيحه هذه الصلة من إمكانية شرح الكثير من الأشياء التي قد تكون مبهمة بالنسبة للمترجم، وذلك حتى لا يجتهد المترجم من تلقاء نفسه، ويقوم بتقديم ترجمة خاطئة، ورأى الكوني أن عدم ترجمة أعمال أي مبدع أفضل من ترجمتها بطريقة سيئة· كما ذكر الكوني أن أهمية مترجمه فاندريتش وتميزه يكمنان في كونه باحثا في الشؤون العربية والإسلامية وملما بالقضايا التاريخية والسياسية للوطن العربي، وهذا ما يجعل منه قادرا على فهم الكثير من المفاهيم والمصطلحات الواردة في أعماله· ومن جهته فقد ذكر المترجم فاندريتش أن اهتمامه بالكوني بدأ منذ ما يقارب 15 عاما، وقد شدته عوالم الصحراء الروحانية الموجودة في أعمال الكوني، وهو ما جعله يترجم أعماله، كما أوضح أن ازدياد حركة النشر من العربية إلى اللغات الأخرى نابع من الفضول الذي تنامي لدى الجمهور الأوربي لمعرفة العالم العربي· أخيرا كان يمكن للمتابع أن يشهد غياب المبدع الإماراتي عن حضور هذا المهرجان وأمسياته، وذلك رغم مشاركة كل من الشاعرة نجوم الغانم والشاعر عادل خزام في الأمسية العربية الوحيدة التي أقيمت في المهرجان بمشاركة فاضل العزاوي ومحمد بنيس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©