الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات تعدين عالمية تعيد النظر في استثماراتها الخارجية

شركات تعدين عالمية تعيد النظر في استثماراتها الخارجية
1 سبتمبر 2012
ينحسر نشاط شركات التعدين التي تعيد النظر في خطط استثمارها مليارات الدولارات في مشاريع جديدة، وراح بعضها يخفض الإنتاج ضمن مساعيها إلى التأقلم مع تراجع الطلب وانخفاض الأسعار وارتفاع أسعار الأيدي العاملة. وقالت سينثيا كارول الرئيسة التنفيذية لشركة أنجلوا أميركان المتمركزة في لندن عقب تصريح الشركة مؤخراً بأنها تقلص إنفاقها الرأسمالي هذا العام بنسبة 21% أو 1?5 مليار دولار: “لا يمكننا أن نكتفي بالصمت والأمل في أن تتحسن الأمور غداً ولكننا نسعى إلى التأقلم”. وراحت كل من شركتي بي إتش بي بيليتون وفال وباريك جولد، أكبر منتجي الذهب في العالم تقلصان من أنشطتهما. قالت بي إتش بي مؤخراً إنها تعتزم انتقاص قيمة موجودات الغاز الصخري الأميركي والنيكل الأسترالي بما يبلغ إجماليه 3?29 مليار دولار، الأمر الذي دفع رئيسها التنفيذي ماريوس كلوبرز إلى تقليص المكافآت السنوية. وعزت بي إتش بي خسارة حقول فايتفيل للغاز الصخري التي استحوذت عليها العام الماضي التي بلغت 2?84 مليار دولار إلى تدهور أسعار الغاز الطبيعي الأميركي. وقال موريلو فيريرا الرئيس التنفيذي لشركة فال الشهر الماضي إن أكبر منتج خام حديد وكريات الفرن العالي في العالم تراجع خططها الاستثمارية لهذا العام، بعد أن سجلت الشركة البرازيلية انخفاض صافي أرباح فترتها الربعية الثانية بنحو 60%. يضر الاقتصاد العالمي الواهن العديد من المعادن الصناعية والنفيسة بما يشمل الألومنيوم والذهب والنيكل والبلاتين والفولاذ، كما أن أزمة ديون أوروبا السيادية تقلص الاستهلاك هناك ولا يزال النمو الاقتصادي بالولايات المتحدة هزيلاً، هذا فضلاً على أن الصين التي تعد مصدر الطلب الأسرع نمواً لعدة سلع صناعية في مرحلة تباطؤ الآن. كل ذلك يعمل على خفض الأسعار. يذكر أن مؤشر داو جونز - يو بي إس للمعادن الصناعية سوبيندكس الذي يتابع سلة من المعادن من الألمنيوم إلى الزنك انخفض 9% هذا العام بعد أن تهاوى العام الماضي 24%. ويخشى المستثمرون من أن يعمل ذلك التراجع على إيقاف أو حتى وضع حد لما يسمى بدورة السلع الكبرى الذي بدأت منذ نحو عقد مضى. وما درج على دفع الدورة الكبرى هو الإقبال المتسارع للنمو في الصين والأسواق الناشئة على المواد الأولية من أجل تعزيز مستوى معيشة متزايد. وقال جون تومازوس استشاري الاستثمار المتمركز في نيوجيرسي: “توقف نحو نصف المستثمرين المؤسساتيين عن الاستثمار في التعدين وموارد دورية”. ومع تخلص مستثمرين من أسهم، ينبغي لمنتجي السلع البحث عن طرق لحماية هوامش الربح والحفاظ على رأس المال لإرضاء المساهمين. غير أن الانسحاب من المشروعات الكبرى وإبطاء الإنتاج يشكل مخاطر للاقتصاد عموماً، ذلك لأن التقليصات قصيرة الأجل يمكن أن تقلل الاستثمارات الكبرى التي توفر عادة وظائف مستقرة وتنعش الاقتصادات المحلية. وقالت أرسيلور ميتال أكبر شركة تصنيع حديد صلب من حيث الحجم في العالم والمتمركزة في لوكسمبورج مؤخراً، إن تسعة أفران من إجمالي أفرانها الخمسة والعشرين في أوروبا خاملة. يذكر أن ستاندرد آند بورز خفضت مؤخراً تصنيف ائتمان هذه الشركة إلى درجة متدنية. أغلقت بي إتش بي في وقت سابق من هذا العام مصنع فحم في أستراليا. وقالت شركة اكواريوس بلاتينوم المتمركزة في بيرث أستراليا في شهر يونيو الماضي إنها تعتزم وضع منجمها في إقليم امبومالانجا بجنوب أفريقيا في حالة “عناية وصيانة”، بسبب أن مشاكل عمالية وهبوط الأسعار جعلت المنجم غير اقتصادي. وقال وليم سيلسكي المحلل في أرجوس ريسيرش للبحوث المتمركزة في نيويورك: “سنشاهد حالات كثيرة من هذا القبيل تحدث في نهاية عام 2012، إنه تباطؤ كبير في النمو الاقتصادي العالمي وخصوصاً الصين”. ينتظر المستثمرون أن تعلن شركة بي إتش بي عن بعض عناصر خططها الاستثمارية التي تشمل احتمال توسع منجم “أوليمبيك دام” في جنوبي أستراليا بمبلغ 30 مليار دولار. حتى السلع الرائجة تثبط همة شركات المناجم ومستثمريها، ذلك أن شركات تعدين الذهب التي استفادت من ارتفاع أسعار الذهب في السنوات الإحدى عشرة السابقة تقلل الاستثمار، نظراً لأن الأسعار انخفضت بنسبة 16% دون مستواها القياسي في شهر أغسطس. وترد شركات التعدين على الرسالة التي يرسلها المستثمرون، حيث انخفضت أسعار أسهم منتجي السلع. يذكر أن أسهم بي إتش بي انخفضت بنسبة 19% وأسهم ريو تينتو انخفضت 28% في تداول نيويورك خلال الأشهر الستة الماضية. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©