الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محللون: محافظ استثمار مؤسساتية تبدأ بناء مراكز مالية جديدة

محللون: محافظ استثمار مؤسساتية تبدأ بناء مراكز مالية جديدة
1 سبتمبر 2012
عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي) - يتوقع أن تبدأ محافظ استثمار مؤسساتية أجنبية ومحلية في بناء مراكز مالية جديدة في أسواق الأسهم المحلية، للاستفادة من موجة التصحيح التي تشهدها الأسواق حاليا، عقب ارتفاعها القياسي خلال شهر رمضان، بحسب محللين ماليين ووسطاء. واكد هؤلاء أن الأسواق تمكنت بدعم من عمليات شراء مؤسساتية طيلة شهر رمضان من بناء قاعدة صلبة، تساندها في مواجهة موجة التصحيح الحالية التي تعتبر صحية وضرورية للأسواق. وانخفضت الأسواق خلال الأسبوع الماضي، بنسبة 1,5% بيد أنها ارتفعت بذات النسبة خلال شهر أغسطس الماضي، وحقق الاستثمار الأجنبي في الأسواق خلال تعاملات الأسبوع الماضي أكبر صافي شراء خلال الأسبوع بقيمة 375 مليون درهم. وقال المحلل المالي حسام الحسيني إن الاسواق شهدت ارتفاعات جيدة خلال شهر رمضان بدأت على الأسهم القيادية، وجاءت بدعم من عمليات شراء من مستثمرين مؤسساتيين، تستهدف الاستثمار على المدى الطويل، الأمر الذي اعطى مؤشرا إيجابيا، بأن هناك مراكز مالية، يتم بناؤها على أساس الاستثمار الطويل وليس المضاربة. وأضاف أن الأسهم القيادية التي لها وزن ثقيل في مؤشرات الأسواق، ساهمت في تحقيق ارتفاعات جيدة، ما أغرى المضاربين من جانب آخر باستغلال هذه الحركة الايجابية، من خلال بناء مراكز جديدة بغرض المضاربة، موضحا أن هذا التحرك تم خلال الجلسات الأخيرة من شهر رمضان، وساهم في حالة من التفاؤل في أوساط المستثمرين أن الأسواق ستشهد نشاطا اكبر بعد انتهاء إجازة عيد الفطر. وأفاد بأن عمليات التصحيح التي شهدتها الأسواق غالبية جلسات الأسبوع الماضي، لا تتعدى كونها عوامل فنية ونفسية تعود إلى الإفراط في التفاؤل من صغار المستثمرين، الذين رأوا ارتفاعات سريعة ومكاسب جيدة، طيلة شهر رمضان لم تستمر عقب عودة الأسواق من إجازة عيد الفطر بزخم كبير، الأمر الذي دفع شريحة منهم إلى الخروج من الأسواق، ضمن عمليات جني أرباح، ترقبا لمحفزات جديدة. وقال الحسيني إن عمليات الشراء المؤسساتية التي شهدتها الأسواق ارتكزت على أخبار أساسية تتعلق بنتائج الشركات، اضافة إلى عوامل موسمية تتعلق بأن الأسواق عادة ما تشهد خلال الأشهر الأخيرة من العام نشاطا مكثفا، يؤدي إلى ارتفاع في احجام وقيم التداولات، وكذلك في أسعار غالبية الأسهم. وأضاف أن المؤشرات كافة تؤكد أن الأسواق ارتدت من القاع، وشهدت تغيرات كبيرة خلال الفترة الأخيرة، أبرزها أنها شكلت قاعدة صلبة على فترات زمنية طويلة، من خلال مشتريات المؤسسات المالية، الأمر الذي يجعل أي سيولة تدخل الأسواق خلال الفترة المقبلة من شأنها أن تحرك المؤشرات بشكل جيد. وأوضح أن المحفزات التي ستدعم الأسواق خلال الجلسات المقبلة، تتمثل في نتائج الشركات خلال الربع الثالث، والتي يتوقع ان تكون أفضل من سابقتيها في الربعين الأول والثاني من العام الحالي، إضافة إلى العامل الموسمي المتعلق بأن الفترة الممتدة من شهر سبتمبر الحالي، وحتى نهاية العام عادة ما تشهد دخولا قويا ومؤثرا في الأسواق. وفيما يتعلق باستمرار ضعف أحجام وقيم التداولات، قال الحسيني، إن الأسواق لا تزال تعاني من نقص العمق المؤسسي بشكل عام والمحلي خاصة، ولهذا السبب يتوقع أن تأتي السيولة للأسواق خلال الفترة المقبلة من المستثمرين الأجانب، لأن اللاعب المحلي لا يزال خارج السوق، وليست هناك بوادر على دخول المؤسسات المالية المحلية. وأفاد بأن الارتفاعات التي شهدتها الأسواق مؤخرا قادها المستثمرون الأجانب بعد طول غياب، وكان دخولهم انتقائيا على اسهم قيادية، وبناء على أخبار إيجابية تتعلق بنتائج الشركات ومشاريعها مثل اصدار شركة إعمار لصكوكها، حيث لوحظ عقب اعلان الشركة عن تغطية إصدارها بأحجام كبيرة، عمليات شراء مكثفة للسهم. وأوضح أن هناك ارتياحا عاما يسود أوساط المستثمرين في الأسواق حاليا، بيد أن هناك شريحة كبيرة من المستثمرين تعول على شريحة أخرى للعودة للشراء بكميات كبيرة، حيث نلاحظ أن الاستثمار الأجنبي يعول على المحلي في الدخول والعكس، في حين أن الأسواق تحتاج إلى دخول كافة شرائح المستثمرين، في وقت واحد، وأن تشجع كل شريحة من المستثمرين الشريحة الأخرى على العودة للأسواق. ويتوقع الحسيني أن تشهد الأسواق خلال الفترة المقبلة ارتفاعات جيدة بدعم من عوامل عدة، منها توافر السيولة التي تنتظر فقط الوقت المناسب والجهة الاستثمارية التي تأخذ زمام المبادرة بالدخول بالشراء، بيد انه لا يتوقع أن تشهد الأسواق خلال الربع الأخير من العام “ماراثونا” على غرار الربع الأول، بسبب اختلاف الظروف كما قال. وأضاف ان ارتفاعات الربع الأول والتي اقتربت من 25% لسوق دبي المالي، جاءت نتيجة ردة فعل بعد إفراط في التشاؤم طيلة عام 2011، ونقص كبير في السيولة، ووصول الأسعار إلى أدنى مستوياتها تاريخيا، وهي عوامل غير متوافرة في الأسواق حاليا، حيث تسود موجة تفاؤل في الأسواق وليس تشاؤما، وسجلت الأسعار ارتفاعات جيدة. بدوره، قال أيمن الخطيب مدير عام شركة دار التمويل للأوراق المالية إن موجة التفاؤل التي تسود الأسواق حاليا، تدفع المستثمرين للاهتمام بالشراء خصوصا من الأسهم القيادية، مثل اتصالات ودو في قطاع الاتصالات واعمار وارابتك والدار وصروح في القطاع العقاري، إضافة إلى الأسهم الصغيرة التي استحوذت مؤخرا على حصة كبيرة من التداولات اليومية، وفي مقدمة هذه الأسهم سهم دريك أند سكل. وأضاف أن اللافت للنظر أن الأسهم الصغيرة باتت تستحوذ على نسبة كبيرة من التداولات يوميا، وهذا ناتج عن اعتقاد لدى شريحة كبيرة من صغار المستثمرين، أنه يمكن تحقيق مكاسب جيدة من وراء هذه الأسهم، علاوة على أن تكلفة العمولة عليها ضئيلة، مقارنة بالأسهم الكبيرة، كما أن درجة سيولتها عالية. وأوضح أن الأسهم الصغيرة سجلت ارتفاعات كبيرة خلال شهر رمضان، نتيجة ارتفاع حجم التداول عليها، وعلى سبيل المثال، ارتفع سهم دريك اند سكل بنسبة تقارب 20% من سعر 0,790 درهم إلى 0,940 درهم، كما لوحظ ايضا أن الأسهم القيادية في قطاع الاتصالات، مثل “اتصالات” و”دو” استقطبت تداولات نشطة، ما ساهم في ايجابية السوق. ويتوقع الخطيب أن تتضاعف تداولات الأسواق خلال الربع الأخير من العام، بدعم من نتائج الشركات للربع الثالث، والتي يتوقع أن تكون أفضل سواء مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، أو بالربعين الأول والثاني من العام الحالي، الأمر الذي سيعزز من ثقة المستثمرين في الأسواق، والدخول في عمليات شراء بكميات كبيرة من الأسهم. وأضاف أن هناك توقعات بأن الفترة المقبلة ستشهد دخولا كبيرا لشرائح متنوعة من المستثمرين منها المستثمرون الراغبون في الشراء في الفترة الحالية، للاستفادة من توزيعات الأرباح النقدية، وأسهم المنحة التي تقررها الشركات بداية العام المقبل، وبالإضافة إلى المستثمرين الراغبين في تحقيق أرباح رأسمالية من الارتفاعات المتوقعة لأسعار الأسهم خلال الفترة المقبلة، خصوصا مع نهاية العام. وأوضح أن التوقعات تشير إلى أن المستثمرين الأجانب والمحافظ الاستثمارية المؤسساتية الأجنبية، سوف ترفع من حصصها في الأسواق المحلية خلال الفترة المقبلة، من قناعة لديها بأن الوقت الحالي هو الأنسب لبناء مراكز مالية جديدة عند مستويات أسعار جيدة، يمكن أن تتضاعف مع الاقتراب من نهاية العام. وعزا وليد الخطيب المحلل المالي الأول في شركة ضمان للاستثمار التراجعات التي شهدتها الأسواق في عدد من جلسات الأسبوع الماضي، إلى مبيعات المتداولين اليومين الذين يضطرون تحت ضغط شركات الوساطة لإغلاق مراكزهم المكشوفة، قبيل نهاية الشهر، اضافة إلى عمليات جني أرباح طبيعية بعد ارتفاعات جيدة للأسواق خلال شهر رمضان. وأضاف أن الفترة المقبلة ستكون هي الأفضل للأسواق المحلية، من منطلق أن المستثمرين الأجانب سيواصلون عمليات الشراء، ويرون أن الوقت الحالي هو الأنسب للشراء وليس للبيع، إضافة إلى ترقب صدور نتائج الشركات للربع الثالث، والتي ستكون أبرز المحفزات للأسواق خلال الفترة المقبلة. واتفق الخطيب مع الرأي السابق بشأن استحواذ الأسهم الصغيرة على حصة كبيرة من التداولات مؤخرا، وفي مقدمتها سهم دريك اند سكل، إضافة إلى سهم “دو” مضيفا أن هناك اهتماما كبيرا من المضاربين بالأسهم الصغيرة، يتوقع أن يتعاظم خلال الجلسات المقبلة. وأفاد بأن السيولة موجودة في الأسواق، لكن لا يتم استغلالها بالشكل الأمثل، وتنتظر حلول أوقات ومؤشرات معينة، كما أن ضعف السيولة من جانب آخر مؤشر إيجابي وليس سلبيا، بسبب ان الأسواق في مسار صاعد بطيء، كما أن المستثمرين غير راغبين في البيع بمستويات الأسعار الحالية، من قناعة أن الأسعار مرشحة للصعود خلال الفترة المقبلة. وأوضح أن مستويات السيولة تعتبر معقولة وإن كانت لا تزال دون المأمول، وتأتي من مستثمرين أجانب ومحليين، وهناك مؤشرات على أنها سترتفع في الأسواق خلال الفترة المقبلة، نتيجة تحسن المؤشرات الاقتصادية العامة، وسداد الشركات الحكومية وشبه الحكومية لالتزاماتها المالية في مواعيدها، وتحسن نتائج شركات العقارات. ويتوقع الخطيب أن تبدأ شرائح من المستثمرين في بناء مراكز مالية جديدة بمستويات الأسعار الحالية على أسهم منتقاة ترشح منها الأسهم القيادية في القطاع العقاري، والتي لا تزال تستحق أسعارها مزيدا من الارتفاعات، بناء على نتائجها للربع الثاني والتي فاقت توقعات المحللين والأسواق، خصوصا نتائج شركتي اعمار والدار. وأضاف أن الأجانب يدخلون الأسواق على مراحل، وعند مستويات سعرية معينة لأسهم منتقاة، يتوقع أن تكون المرحلة المقبلة على الأسهم العقارية القيادية تمكنها من كسر مستويات سعرية جديدة، الأمر الذي سيدعم ارتفاعات جيدة لمؤشرات الأسواق. واتفق الخطيب مع الحسيني على أن الأسواق مرشحة لتحقيق ارتفاعات جيدة حتى نهاية العام، لكن لن تكون بنسب ارتفاعات الربع الأول، على اعتبار أن الأسعار ارتفعت إلى مستويات كبيرة، ولم تهبط بنفس النسبة التي هبطت بها في العام الماضي، وكانت سببا في ارتفاعات قياسية في الربع الأول من العام الحالي. وأضاف أن الثقة التي تعود تدريجيا للأسواق هي التي ستدعم المؤشرات لتحقيق ارتفاعات جيدة، وتعزز من موجة التفاؤل التي تسود أوساط المستثمرين حاليا، وتمكن الأسواق من انهاء العام الحالي بمكاسب جيدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©