الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عماد غصن يسرد حكايات عشقه للفن فوق ألواح الزجاج

عماد غصن يسرد حكايات عشقه للفن فوق ألواح الزجاج
8 سبتمبر 2013 21:14
سافر عماد غصن إلى الخارج لدراسة الطب، وتحمل المشقة وقساوة الغربة ووحدتها، ليعود طبيباً بعدما درس هذا الاختصاص في روسيا ولتثمّر جهوده في خدمة من يحتاج إلى رعاية وعناية، إلا أن حب الفنون بما فيها الخط العربي سرقه من اختصاصه وحمله على أجنحة الإبداع إلى فضاء واسع من مكنونات الحضارة الإسلامية ومفردات الطبيعة التي ترجمها إلى صور ملونة توسدت ألواح الزجاج تارة ولوحات من الخط العربي تارة أخرى. أحب عماد غصن الفن، وعشق الخط العربي، حيث وجد نفسه مفطوراً عليه والموهبة الفنية تجري في دمائه. فبرع في كتابة الخطوط منذ صـــغره وعمل على إغناء هوايته بالدراسة، وتنمية موهبته بالبحث والتدقيق في عالم الخطوط، عالم الجمال والروعة، عالم التراث والحضارة الإسلامية. وأقام غصن معرضاً منفرداً للخط العربي في روسيا حيث كان يدرس اختصاصـــه في الطب، وبعد أن عاد إلى وطنه لبنان، أقام معرضاً آخر. علاقة وثيقة بعد مرحلة التقاعد وكبر السن، يتحدث الدكتور غصن عن العلاقة الإنسانية التي جمعها بين الطب والفن، فيصفها بالعلاقة الوثيقة، لأن الطب يكشف عن فن الخالق في خلقه، والفن برأيه هو الرابط الروحي بين الإنسانية في جميع اختلاجاتها. وعن الاختصاصات الذي وجد نفسه فيه، هل هو الرسم؟ أم الخط العربي؟ أم الطب؟ يوضح غصن أن الفن أي الخط والرسم هو مجرد هواية، أما مهنة الطب فكانت الدراسة العلمية. ويضيف «عندما أقوم بعملي كطبيب لا افكر إلا بهذا الأمر وفي وقت الفراغ أمارس هواية رسم اللوحات وخصوصاً تلك التي تعتمد على الخط العربي، حيث أجيد جميع أنواع الخطوط من الخط الكوفي والفارسي إلى الثلث والديوان. وعملت شخصياً ضمن إطار زخرفي خاص بي استعملته في لوحاتي الجديدة، واتبعت أسلوباً جديداً عند استعمالي «الجبس»، كي يأخذ أشكالاً منمّقة ومعتّقة في إطار لوحات جدارية ذات مساحات كبيرة، يتخللها لوحات طبيعية للمسجد الأقصى وبعض الأماكن الإسلامية». ويتابع «هذا العمل يتطلب مجهوداً كبيراً وطول أناة، لذلك أعتبر نفسي مقصراً في إنتاجي الفني لارتباطي بعملي كطبيب، لكنني أعمل جهدي كي أوفر أكبر وقت ممكن لممارسة هوايتي التي خلقت معي وترعرعت في داخلي، وسال حبرها على أصابعي فكنت مشدوداً إليها بكل جوارحي». وحول طقوسه في رسم اللوحة، يقول الدكتور غصن «في الحقيقة لم أكن رساما تشكيلياً، كي أتخيل الصورة المراد تصويرها. فأنا عملت بمهنة الخط ومهنة الخط عادة تكون لآيات من القرآن الكريم أو حكم قيلت. لذلك أختار الآية وأختار نوع الخط، لكن هنا أحاول أن أبتدع طريقة جديدة للشكل النهائي للمخطوطة، وهذا يتطلب التفكير العميق، فبمجرد تخطيط الآية بنوع الخط والشكل الذين أريدهما، أبدأ فوراً ويرتبط الانتهاء بالوقت الذي يسمح لي بالرسم، لذلك فإن إنتاجي الكمّي كان قليلا بعض الشيء». فن قديم حول فن الرسم على الزجاج، يوضح الدكتور غصن بأنه ليس بجديد كما يعتقد البعض إنما هو فن قديم أو بالأحرى كان معروفاً في السابق بتركيب الزجاج الملون الذي كان يعتمد في تجميل المساجد والكنائس. إذاً هو فن قديم، لكنه تطور وأصبح لوحات تحفر مخطوطات عربية وإسلامية، وكان له دور في لبنان منذ مدة غير بعيدة، فانتشر عبر بعض مراكز تعليم الفنون والمراكز الثقافية في لبنان. وعن فنون عملية الحفر على المرايا، يقول الدكتور غصن إن البداية تكمن في عملية اختيار المخطوطة، أو الصورة المراد وضعها في المرآة. ويشرح «أولاً نقلب المرآة من الناحية الخلفية أي المكان المظلم، ثم نلصق عليها الورق اللاصق الذي يسمى «تيب»، ويكون عريضاً بحيث نغطي المرآة كاملة، ثم يبدأ الرسم أو الخط أو الاثنين معاً واللوحة كانت تحوي رسماً وخطوطاً عند الانتهاء من الرسم. بعدها يتم قص الأماكن المرسوم عليها بحيث تبرز الرسم واضحاً. لكنه مقلوب وتبقى الأوراق اللاصقة الفارغة من الرسم لاصقة على المرآة، عندها تبدأ عملية تفريغ للمادة العاكسة من الوجه الأسود الخلفي للمرآة، والتفريغ يجب أن يكون قوياً وسريعاً، ويعتمد على الكهرباء وعلى ضخ كميات كبيرة وهائلة من حبيبات الرمل الناعم، بحيث عندما تحتك بجدار المرآة الأسود والمحفور قبلاً. وبعد التخطيط تحصل عملية إزالة هذه المادة بطريقة نظيفة حتى ينتهي اللون الأسود تماماً، عندها تبرز الصورة أو الخط بوضوح ثم نرسمها بالألوان المنتقاة حسب الذوق المناسب. وبعد الانتهاء من هذه العملية نرفع الورق اللاصق الذي يصبح لا لزوم له، فتبقى اللوحة والخطوط أو الرسوم وحدها، فعندما ينظر إلى المرآة نرى فقط ما رُسم وما خُطط بالألوان المختارة، وتبقى الجوانب الأخرى مجرد مرآة ترى وجهك من خلاله».
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©