الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسعافات الأولية.. ثقافة ذاتية ترفد الوعي الصحي في المجتمع

الإسعافات الأولية.. ثقافة ذاتية ترفد الوعي الصحي في المجتمع
8 سبتمبر 2013 21:16
يصادف اليوم 9 سبتمبر اليوم العالمي للإسعافات الأولية، وحيث تمثل الإسعافات الأولية أبسط أساسيات الرعاية الصحية للمرضى أو المصابين بأية وعكات صحية مفاجئة، أو لدى تعرضهم لحوادث طارئة. وما من شك أن أية إسعافات طبية مهما كانت بسيطة، إلا أنها يفترض ألا تكون اجتهادية أوعشوائية، أو أن تخضع للظروف، لأن الإسعاف الخاطئ للمصاب يمكن أن تمتد تأثيراته السلبية إلى حدوث مضاعفات حادة وخطيرة يمكن أن تؤدي بحياة الشخص المصاب أو المريض، ومن ثم يفترض أن يكون لدى أفراد المجتمع وعي بأهميتها، لذا تم تخصيص يوم من كل عام ليكون اليوم العالمي للإسعافات الأولية. يرتبط نشر مفاهيم الرعاية الصحية الأساسية، أو الإسعافات الأولية ارتباطاً وثيقاً بالثقافة الصحية لكافة أفراد المجتمع، باعتبارها مهارة خاصة لا غنى عنها في حياتنا اليومية؛ فكل شخص أياً كان عمره، وعمله، وموقعه، معرض في أي وقت ومن دون مقدمات لمرض أو حادث ما، في الوقت الذي تتوقف فيه السلامة والصحة، والحد من المضاعفات، والشفاء في أحيانٍ كثيرة على سلامة إجراءات «الإسعافات الأولية» وخاصة في الحالات الحرجة. الرعاية الفورية يشير الدكتور صلاح الأقطش، مدير التمريض بمستشفيات المنطقة الغربية، إلى الإسعافات الأولية بأنها الرعاية الفورية التي تقدم للمصابين في الأوقات الدقيقة والحرجة بغرض إنقاذ حياتهم أو منع تفاقم إصابتهم باستخدام الأدوات المتاحة وبمهارات علاجية بسيطة حتى وصول المساعدة الطبية المتخصصة أو نقلهم إلى أقرب مركز صحي. من هنا فإن الإسعافات الأولية تشكل الحلقة الأولى من حلقات العناية الطبية، حيث تعتبر خطوة أولية وأساسية لسلسلة من الخطوات اللاحقة التي من شأنها أن تقلل من حدة الإصابات الخطرة وترفع احتمالات البقاء على قيد الحياة للمصابين، لذلك فإن زيادة الوعي المجتمعي بهذه المهارات وتشجيع الأفراد على تعلمها يشكل خطوة أساسية من أجل تحقيق هذا الغرض. ويضيف «نظرا إلى أن نسبة لا بأس بها من الحوادث تحصل في البيوت، فإنه من الأهمية بمكان العمل على زيادة وعي أفراد الأسرة بهذه المهارات من خلال تقديم دورات وبرامج تدريبية خاصة بربات البيوت والأزواج، بحيث تشتمل المبادئ الأساسية في الإسعافات الأولية وتعمل على زيادة الثقافة والوعي الصحيين لديهم، الأمر الذي سيعزز قدرتهم على القيام بالتصرف المناسب عند الحاجة أو في حالة تعرض أحد أفراد الأسرة لعارض طارئ». ويؤكد الأقطش أن الوفيات أوالإعاقات التي تنتج عن الحوادث التي يتعرض لها كثير من الناس في المجتمعات المختلفة، تعتبر مشكلة صحية عامة تشكل عبئا اقتصادياً واجتماعياً على هذه المجتمعات نتيجة للخسائر البشرية والمادية، إضافة للرعاية التأهيلية طويلة الأمد التي تتبع هذه الحوادث. ومن المعلوم أن نسبة كبيرة من الوفيات أو المضاعفات التي تنتج عن هذه الحوادث تحدث خلال ما يسمى « باللحظات الذهبية الأولى»، وهي الساعة التي تلي لحظة الإصابة، حيث تلعب سرعة البديهة وعدم الارتباك إضافة للتصرف المتزن السليم من الحضور في هذه الفترة عاملا فاصلا بين الحياة والموت وبين إمكانية حصول عاهة طويلة الأمد أو العودة للحياة الطبيعية. وما تتطلبه هذه المرحلة هو تقديم الإسعافات الأولية الأساسية بشكل صحيح، إذ إن ذلك يشكل خطوة أولى في إنقاذ حياة المصابين والتخفيف من مضاعفات الحوادث التي يتعرضون لها. مهارة ذاتية من جانب آخر، تشير سماح محمود، مساعد مدير إدارة التمريض بمستشفى خليفة في أبوظبي، إلى أن أهمية الإسعافات الأولية في المجالات الإنسانية والصحية، تتجلى عند حدوث الإغاثة بعد الكوارث الطبيعية والهزات الأرضية، والفيضانات، وانزلاق التربة والجفاف، وحوادث الطائرات أو القطارات أو المركبات على الطرق، فضلا عن نشاطات الصحة الوقائية أو عند انتشار الأوبئة والأمراض الفيروسية. لذلك يجب أن تكثف الزيارات إلى المدارس، وتعمم ورشات عملٍ تدريبيّةٍ لطلبة المدارس حول المبادئ الأساسيّة للإسعافات الأوليّة، ويطبق برنامج للإسعافات الأولية على الإداريين والمدرسين والمدرسات بحيث يمنح العاملون في الحقل التربوي شهادة اجتياز في المستوى الأول في مبادئ الإسعاف، ومن ثمّ تدريب طلبة المدارس كافة على التعامل مع الحالات الطارئة باتخاذ كافة الإجراءات الأساسيّة المناسبة لكلّ حالة على حدة، حتّى وصول سيّارة الإسعاف. وتكمل سماح «من الضروري أن تكون هناك ثقافة لدى قطاع كبير من الناس بكيفية التعامل مع حالات الإغماء الخاصة بنوبات هبوط معدّل السكر في الدم، أوفي حالات الكسور، فإنّه يجب الحذر في التعامل مع الجانب المكسور من الجسم ووضع قطعة خشبيّة أسفل العضو المكسور، وفي حالات أخرى كالغرق فيجب ضبط رأس الغريق بالوضعية المناسبة وتفريغ المياه من بطنه، وفي حالة الصرع يجب وضع قطعة بلاستيكيّة في فم المصاب بالصرع لتجنيبه الضغط بأسنانه على لسانه، كما يجب إعطاؤه دواءً مهدّئاً إلى أنّ يتمّ إحضار طبيب الإسعافات الأولية، إنها أمور في منتهى الأهمية، ولابد أن يتقنها الجميع كثقافة ذاتية». سن قوانين تؤكد منى البلوشي، الممرضة بقسم طوارئ مستشفى المفرق، أن أهمية الإسعافات الأولية دفعت بعض البلدان المتقدمة بسن قانون يلزم الطلاب بالحصول على شهادة اجتياز مهارة الإسعافات الأولية كشرط للحصول على بعض الشهادات العلمية، أو عند الحصول على إجازة قيادة السيارات؛ فحياة الناس لا تخلو من الحوادث أو المواقف المفاجئة التي تحتاج إسعاف شخص مريض أو مصاب، فقد يعجز الشخص عن تقديم أية مساعدة إن لم يكن بإمكانه ذلك، أو لأنه يفتقد هذه الخبرة، وقد تتوقف حياة أشخاص مصابين على خدمة إسعافية بسيطة لافتقادنا هذه المهارة، ويكون من المؤسف أن نقف متفرجين أو مكتوفي الأيدي. وتتابع «أدعو كافة الناس باختلاف فئاتهم أن يحاولوا الانخراط في دورات تأهيلية من خلال المؤسسات الحكومية، والشركات الأهلية والخاصة، وكافة قطاعات الأعمال، بالتعاون مع الجهات الطبية المعنية، وأجهزة الدفاع المدني، لاكتساب هذه المهارة الضرورية، فلا أتصور أن يحتاج طفل في ساعات متأخرة من الليل لأي إسعافات بسيطة، وتقف الأم ومن قبلها الأب عاجزين عن إسعافه، أو تضميده، أو إعطائه حقنة، أو عمل كمادات تخفض درجة حرارته على سبيل المثال». وتوضح سناء ياغي، مسؤولة تمريض في القسم الخاص بمستشفى توام، أن أهم أولويات الإسعافات الأولية والعوامل المؤثرة في خدمات الإسعاف تكمن في مهمات فحص المريض والتأكيد على أهمية تقييم الحالة النفسية والجسدية للمريض وسبل إسعافه، ولا سيما في حالات الاختناق والحروق وإنقاذ مرضى السكري ومصابي النزيف الدموي والجلطة ومرضى القلب وضغط الدم والذبحة الصدرية والصرع، كما ستركز على أهمية الإنعاش الرئوي للكبار والأطفال وتستعرض شروط ومعايير استخدام جهاز إزالة رجفان القلب ليؤدي دوره في إنقاذ حياة مريض القلب في الحالات الطارئة وكيفية الوقاية من ضربة الشمس. إذكاء روح الترابط تؤكد كثير من الدراسات المعنية أن من العوائق التي قد تمنع الناس من التدخل في الحالات الطارئة بجانب عدم الإلمام الكافي بمهارات الإسعافات الأولية، الخوف من المسؤولية التي قد تترتب على مثل هذا التدخل. لذا فإنه من الضروري أن تضطلع وسائل الأعلام المختلفة بدورها في هذا المجال من خلال تبني برامج توعية مختلفة تركز على بناء مهارات الإسعافات الأولية لدى أفراد المجتمع، وتوضح لهم أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبوه رغم بساطته في إنقاذ حياة الآخرين. إضافة إلى أنه لا بد من التركيز على أهمية الارتقاء بقدرة الأفراد على التعامل بثقة مع المواقف الطارئة، الأمر الذي يضفي قيمة إنسانية نبيلة على مثل هذه المواقف تتمثل في إذكاء روح الترابط والتكاتف بين الأفراد. الصيدلية المنزلية يقول الدكتور صلاح الأقطش، مدير التمريض بمستشفيات المنطقة الغربية، «من المهم جدا وجود صندوق بسيط للإسعافات الأولية، سواء في المنزل أو العمل أو السيارة لا سيما عند القيام برحلات طويلة، حيث توفر المواد الموجودة في الصندوق بعض الوسائل الأساسية التي تساعد على إسعاف المصاب. كما يجب العمل على تفقد مواد الإسعافات الأولية الموجودة في الصندوق والمحافظة عليها من الظروف البيئية كدرجة الحرارة العالية، إضافة إلى وضع الصندوق في مكان واضح يسهل الوصول إليه شرط أن يكون بعيدا عن أيدي الأطفال».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©