هدر الطعام معضلة معقدة بسبب الخسائر الواقعة على امتداد السلسلة الغذائية، ابتداء من المزرعة إلى المائدة، وفي البلدان المتوسطة والعالية الدخل مثل بلداننا، يتم هدر الطعام وخسرانه مسألة بالغة الأهمية.
ووفقا لدراسات إدارة النفايات في بلدية دبي، فإن في الأيام العادية يشكل الغذاء نسبة 33-38 % من النفايات المنزلية، وهناك مواسم من السنة مثل شهر رمضان المبارك وخلال المناسبات، ترتفع فيها نسبة الخسائر الغذائية لتصل إلى خمسة وخمسين في المائة أو أكثر، وبالتالي تزداد النفايات التي تطمر في مكبات النفايات.
وأوضحت تلك الدراسات أن هناك أهمية قصوى لأن يتم رفع مستوى الوعي بين المنشآت وتجار التجزئة والمستهلكين، فضلا عن إيجاد السبل العلاجية للمحافظة على الأغذية المهملة، واتخاذ التدابير المثمرة لتقليل القدر الممكن من هدر الطعام والخسائر الغذائية، بالإضافة إلى إيجاد ثقافة غذائية صديقة للبيئة، لتغيير الممارسات السلبية، ولهذا دعت حبيبة المرعشي رئيسة مجموعة الإمارات للبيئة، معز الشهدي المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري، ليقدم خبرته في حفظ النعمة، وفي توفير وجبات غذائية بلغت أكثر من خمسة عشر مليون وجبة خلال عام 2012 على مستوى بعض المناطق في مصر.
وقدم معز الشهدي خلفية عن خسائر الأغذية في كل مرحلة من مراحل سلسلة التوريد، من المزارع للتجار ومن التجار إلى الأسواق: قمنا بتأسيس شبكة إقليمية تعد حيادية وفريدة من نوعها، تعمل من أجل القضاء على الجوع في المنطقة بحلول عام 2020، من خلال إطلاق مجموعة متنوعة من البرامج التنموية والتوعوية والتعليمية، وتوفير البرامج الغذائية عن طريق إنشاء بنوك طعام ليس فقط في مصر وإنما في المنطقة العربية، وذلك بالتعاون مع شركاء ذوي مصداقية على جميع الأصعدة، وبسبب الهدر والتلف كان الهدف أن يتم عرض تجربة بنك الطعام للحد من الأغذية المهدرة لمحو الجوع، وأهمية توفير الغذاء وتجنب هدر الطعام في جميع مراحل السلسلة الغذائية، ومواصلة لتفعيل شعار يوم البيئة العالمي لهذا العام وهو فكر وكل ووفر، من أجل التقليل من البصمة الغذائية، من أجل خلق الوعي بين أصحاب المصلحة لتجنب الخسائر الغذائية.
وأوضح أنه تم توفير نهج تعاوني في جميع مراحل سلسلة التوريد والاستهلاك، وضرب أمثلة الالتزام مع الفنادق وتنمية قدرات المزارعين، كما تم اختيار المنتجات المناسبة، والعمل على الاستثمار في البنية التحتية الصحيحة، حتى أصبح هناك برنامج متكامل للتعامل مع وسائل النقل الفعالة، وتم اطلاق حملات التوعية من أجل التغيير الثقافي، وكل ذلك كوسيلة لتجنب فقدان المواد الغذائية والهدر ومحاربة الجوع معا، حيث تعتبر الشبكة اليوم نموذجا للمشاريع التي تتعامل مع القضايا الاجتماعية ولها عوائد اقتصادية، كما تم تأسيس عشرة بنوك طعام في المنطقة العربية، تحت مظلة الشبكة الإقليمية وتعمل على التوسع والامتداد في كل من آسيا وأفريقيا.
وبين أن أهم المحاور التي يعمل عليها بنك الطعام المصري التوعية بعدم إهدار الطعام، مشيراً إلى أنه تم عمل بروتوكول تعاون مع غرفة المنشآت الفندقية داخل مصر، لعدم إهدار الطعام الفائض من الحفلات، والذي لم تقربه الأيادي، وتعبئته في أطباق فويل يتم تقديمها مجانا من قبل البنك للفنادق والمطاعم، ولتوزع على المحتاجين في المنطقة المحيطة بالفندق، من منطلق أن بنك الطعام يأخذ على عاتقه توفير الغذاء الكافي لكل من هو غير قادر على العمل والكسب، ذلك بعد الدراسات المتعددة التي تتم داخل البنك، وضمن الشروط المعايير الموضوعة للتأكد من استحقاق هذه الحالات.
عدد اليوم
