من المرجح وفي غضون سنوات قليلة، أن ينافس الإيثانول المستخلص من نفايات الذرة والذي يجري إنتاجه حالياً في شركة رويال دي أس أم الهولندية للتقنية الحيوية، البنزين من حيث التكلفة.
ويعتقد فيكي سيجبسما، المدير التنفيذي للشركة، أن سعر الوقود الحيوي المستخلص من الأجزاء الخشبية في الذرة، يفوق نسبياً سعر البنزين في الوقت الحالي، لكن من المتوقع أن تسهم عمليات التطوير وكفاءة الإنتاج في انخفاض التكلفة بشكل كبير.
وتوصلت الشركة إلى إمكانية منافسة الإيثانول للبنزين في غضون سنتين فقط، في حالة بقاء أسعار النفط بين 90 إلى 100 دولار للبرميل الواحد، أو إذا ارتفعت أسعار خام النفط في وقت قريب لمستويات 2008 عند 147 دولاراً للبرميل.
وتخطط الشركة أيضاً لإنتاج وقودها من مخلفات الذرة بتكلفة أقل من التجارب الأولى لإنتاج الإيثانول من الذرة.
ومن المؤكد أن أنواع الوقود الحيوي ذات الجدوى الاقتصادية المستخلصة من النفايات وليس من المحاصيل الغذائية، قادرة على إحداث ثورة في عالم إمدادات الطاقة، بيد أن بعض الخبراء حذروا من أن عملية التحول ربما تستغرق العديد من العقود.
وتشترك دي أس أم وبوينت، المجموعة الأميركية الخاصة للإيثانول، في مشروع ليبرتي في ولاية أيوا الأميركية الذي تم افتتاحه منتصف سبتمبر الجاري.
ويعتبر المشروع الأكبر من نوعه لإنتاج الوقود الحيوي في أميركا، حيث تقدر سعته الإنتاجية بنحو 25 مليون جالون من الإيثانول سنوياً.
ومن المنتظر أن يدخل مشروعان أخران واحد بإشراف دوبونت الأميركية والأخر تعكف على تنفيذه شركة أبينجوا الإسبانية، حيز الإنتاج خلال العام الجاري.
ويُنظر إلى إيثانول السيليولوز، اللفظ الذي يُطلق على الوقود الحيوي المستخلص من نفايات النباتات أو محاصيل الطاقة، وليس من المحاصيل الغذائية مثل الذرة والقمح والسكر، كالمنقذ للقطاع بإمكانية حله للعديد من مشاكل الجيل الأول لأنواع الوقود مثل، الضغوطات على أسعار المواد الغذائية التي ربما تنجم عن هذه المشاكل.
لكن مع ذلك، فإن تاريخ القطاع مُثقل بالمشاريع الفاشلة وبالتوقعات الطموحة أكثر مما يلزم.
وتعرض مشروع ليبرتي نفسه للتأجيل، حيث كان من المفترض أن يبدأ الإنتاج في 2011 بدلاً من 2014.
وإذا نجح المشروع في تحقيق طموحات مديره فيكي سيجبسما من حيث المقدرة على منافسة البنزين في التكلفة، فمن المؤكد أنه سيسهم في تقدم القطاع خطوة كبيرة إلى الأمام.
وبموجب عملية مشروع ليبرتي، يتم استخدام البخار والأنزيمات لفصل السكريات من السيليولوز الموجود في الأجزاء الخشبية في الذرة والنفايات الأخرى، ومن ثم تخمير هذه السكريات وتقطيرها لتحويلها إلى إيثانول.
وترمي دي أس أم، إلى خفض التكلفة من خلال تحسين كفاءة العملية والأنزيمات وأنواع الخميرة التي تستخدمها.
وبلغت تكلفة إنشاء المشروع نحو 275 مليون دولار تلقى نحو 100 مليون دولار في شكل دعم من وزارة الطاقة الأميركية.
ولا تخطط بويت ودي أس أم في الوقت الراهن لإنشاء مشروع أخر مماثل، لكنهما يأملان في بيع التراخيص الخاصة بالتقنية عندما تثبت قوة أداءها.
ويخضع استخدام الوقود الحيوي في أميركا لمعيار الوقود المتجدد، ذلك القانون الذي يطالب بخلط مقادير محددة من الإيثانول وأنواع الوقود الحيوي الأخرى، مع أنواع الوقود التي تستخدمها المركبات التي تسير على الطرقات الأميركية.
لكن تعرض القانون لبعض الانتقادات، بحجة أنه يضيف إلى تكاليف المواد الغذائية والوقود بالنسبة للمستهلك.
ويرى فيكي، أن ذلك هو السبب وراء الحاجة إلى أن يكون إيثانول السيليولوز منافساً للوقود التقليدي من حيث التكلفة، بجانب المزايا الأخرى التي يوفرها من حيث تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة والمزيد من تأمين الطاقة.
كما أكد على ضرورة توفر السعر المنافس للحد من معارضة الناس والسياسيين.
ويقول :”إذا لجأنا إلى رفع السعر أكثر من المعقول بالنسبة لسوق التجزئة، فليس من الممكن أن ينتشر استخدامه بالطريقة التي نطمح لها”.
وتعتبر سعة ليبرتي الإنتاجية المقدرة بنحو 1600 برميل من الوقود يومياً قليلة، بالمقارنة مع مستوى إنتاج مرافق التكرير الأميركية التي يصل معدل إنتاج بعضها إلى مئات الآلاف من البراميل يومياً.
كما أن حجم نباتات إيثانول السيليولوز سيظل مقيداً من الناحية اللوجستية لتوفير قدر كاف من نفايات الذرة المستخدمة كمواد خام.
وترجح دي أس أم، قيام ما بين 100 إلى 200 مشروع من هذا النوع في أميركا وحدها في غضون العشر سنوات المقبلة.
نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
عدد اليوم
