السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فخر ?الشهيد

فخر ?الشهيد
6 سبتمبر 2015 22:08
يقول د.عبدالله محمد الشيبة: من حق الشهيد أن يفخر لما سيلقاه عند ربه عز وجل من جنات، ومن حق الشهيد أن يفخر لما سطره من مجد في تاريخ دولة الإمارات. «الرجال هم الذين يصنعون المصانع، الرجال هم الذين يصنعون سعادتهم، الرجال هم الذين يصنعون حياتهم، الرجال هم من يصنعون حاضرهم ومستقبلهم»، كلمات من ذهب أعلنها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أثناء بنائه دولة الإمارات العربية المتحدة. وكلما سمعت تلك الكلمات استحضرت في ذهني مواقف وأفعال رجال ونساء من مواطني هذا الوطن المعطاء لم يبخلوا عليه وهم يبذلون يومياً أقصى جهدهم من أجل رد بعض من جميل ترابه الغالي. وفي الوقت نفسه، تذكرت نجاحات وإنجازات الدولة الشابة على المستويات كافة في سنوات قصيرة، وأبرزها ما يشهده اليمن من تضحيات أبناء الإمارات. فاليمن لم يعد – على لسان حال العديد من اليمنيين والعرب- سعيداً بسبب مواقف رئيسه الأسبق ومحاولات جماعة أقلية الانقلاب على النظام وإزاحة الرئيس الشرعي وإرساء نظام موال لدولة أجنبية. وللقارئ أن يتخيل النفوذ الإيراني الممتد من العراق إلى سوريا فلبنان من خلال «حزب الله»، إضافة لإثارة الأزمات في مملكة البحرين وشرق المملكة العربية السعودية وتجنيد ضعاف النفوس لتفجير المساجد في دولة الكويت وقبل هذا كله احتلال الجزر الإماراتية الثلاث منذ نهاية شهر نوفمبر عام 1971 وأخيراً وليس آخراً مساعدة «الحوثيين» على السيطرة على اليمن وباب المندب. فأين الاستقرار لشعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حينئذ؟! ولكن عندما اعتقد «الحوثيون» ومن ورائهم أنهم قد تمكنوا من اليمن هبت في وجوهم «عاصفة الحزم» لترد طغيانهم وعدوانهم على يد رجال قواتنا المسلحة، بجانب أشقائهم من دول التحالف العربي واليمنيين في صف واحد. وفي الوقت الذي زفت فيه الدولة يوم السبت خمسة وأربعين شهيداً لاقوا ربهم على التراب اليمني، أعلنها صراحة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عندما قال: «هذه الأحداث لا تزيدنا إلا ثباتاً على الحق.. ولا تزيدنا تضحيات أبنائنا إلا فخراً بهم.. ولا تزيدنا الأيام إلا عزماً وقوة وإصراراً على النصر». فشهداء الوطن جادوا بدمائهم النقية على أرض اليمن مصداقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:(أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَلْيَنُ قُلُوبًا، الْإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ). شرف رفيع يقول منصور النقيدان : كم هو محزن أن يفقد الوطن خمسة وأربعين من خيرة أبنائه الفرسان الذين أفعموا بالفخر والولاء والطاعة، والإيمان العميق بواجبهم تجاه المستضعفين اليمنيين الذين حوصروا وعذبوا وانتهكت أراضيهم واستبيحت دماؤهم وأموالهم. تحوي كتب التاريخ الإسلامي وموسوعات الأدب قصصاً متفرقة عن أبطال لفتوا في حومات الوغى انتباه القادة من ملوك وأمراء وسلاطين، وأثاروا إعجابهم، فأرسلوا إليهم ومثلوا بين أيديهم وغالباً ما كانت اللقيا باب سعد لمستقبل باهر لهؤلاء الأبطال. ويغلب على تلك القصص أنها عن أبطال مجهولين، في مقابل القليل منهم الذين عرفنا أسماءهم وقبائلهم والحواضر التي قدموا منها. كان محمد بن حميد الطوسي النبهاني محارباً عظيماً، اختاره المعتصم العباسي لسحق ثورة شعوبية فارسية هددت الخلافة الإسلامية ونادت بالعودة إلى الديانات الوثنية القديمة، قاد تلك الاضطرابات بابك الخُرَّمي، ومع اشتداد الحصار على الطوسي وجيشه صمد حتى تكسرت في يده تسعة أسياف قبل أن يلفظ أنفاسه، وهو ابن اثنين وثلاثين عاماً، رثاه إثرها أبو تمام في واحدة من عيون الشعر العربي. قبل الإسلام كان للعرب أبطالهم، وأساطيرهم من العظماء الذين تناقلت أصقاع الجزيرة أخبارهم وقصصهم، من كليب إلى المهلهل، إلى عنترة إلى عمرو بن كلثوم، وفي صدر الإسلام كان الزبير بن العوام وعبدالله بن رواحة وخالد بن الوليد وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن الزبير شخصيات ملهمة على مر العصور، وقصة البراء بن مالك اليافع ابن تسعة عشر عاماً شقيق أنس بن مالك، تلخص كيف جعلت منه مواقفه في حروب الردة بطلاً استثنائياً، وهو من قبل لم يكن إلا شاباً مغموراً لولا حصار الحديقة لما سطرت عنه كتب التاريخ شيئاً. إيران بين الأقوال والأفعال! يقول د. عبدالله خليفة الشايجي : منذ سنوات أصنف العلاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي والجار الصعب إيران على أنها حرب باردة بفصول ولاعبين ووكلاء، على رقعة شطرنج المنطقة. ونرى تجليات تلك الحرب الباردة ورقعة الشطرنج تلك خاصة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وحتى في محاولات استهداف بعض دولنا الخليجية. وقد علقت في عشرات المقالات والندوات والمؤتمرات خلال السنوات الماضية على تناقض إيران، وأسباب عدم الثقة بسياستها وتصرفاتها غير المسؤولة. وبالتأكيد فإن طهران لا تطمئننا في دول مجلس التعاون بسياستها التي لا تخلو من تناقض، برفع شعارات حول جنوحها للسلم والتعايش والمودة، وهو ما لا يسنده الواقع المعيش لما فيه من تدخل وتحرش وتجسس عبر خلايا اكتشفت منذ سنوات في البحرين والكويت، وكذلك المشاكسة والبلطجة على الكويت في حقل الدرة المشترك الغني بالغاز في مياه الخليج العربي، الذي يقع معظمه داخل المياه الإقليمية الكويتية والسعودية. والمثير للقلق هو النجاح في توظيف عملاء ووكلاء عرب لخدمة مشروع طهران التدخلي الإقليمي، وسعيها للسيطرة على أربع عواصم عربية، مع التخطيط للمزيد من التمدد. وقد رأينا ذلك منذ توقيع الاتفاق النووي في البحرين والكويت، عبر تدخل مستفز وخلايا تتخابر وتتدرب وتتسلح من «الحرس الثوري» في إيران و«حزب الله» اللبناني، وتنفذ عمليات إرهابية في البحرين أدت لسقوط شهداء من قوات الشرطة البحرينية. وكذلك تفكيك خلية إرهابية تُعرف في الكويت بخلية «حزب الله» أو «خلية العبدلي»، وتتكون من ستة وعشرين شخصاً جميعهم كويتيون باستثناء إيراني واحد، وهي الأكبر والأخطر والأكثر تسلحاً، بعشرين طناً من الذخيرة، أي ما يكفي جيشاً كاملاً. وقد اتهمت النيابة العامة الكويتية الخلية بالتخطيط لارتكاب أعمال عدائية وجرائم تمس بوحدة وسلامة دولة الكويت، وكذلك تلقي التدريب، والتنصت، والتخابر مع إيران و«حزب الله» اللبناني، للقيام بأعمال عدائية ضد الكويت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©