الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«رومني» وخطاب تسويق الانتخاب

1 سبتمبر 2012
في أهم خطاب يلقيـه في حياتـه السياسية حتى الآن، روّج "ميت رومني" لتجربته الشخصية كمدير تنفيذي سابق لشركة مالية، وروابطه القوية بعائلته، ووفائه لمجتمع نابع من إيمان ديني عميق، وذلك أثناء قبوله تعيين الحزب الجمهوري له للانتخابات الرئاسية. وقد ذكـَّر رومني الحضور بزمن كانت تسود فيه مشاعر الأمل والتفاؤل -قبل أربع سنوات تقريباً حين تم تنصيب الرئيس باراك أوباما، عندما كانت لـ"الأمل والتغيير جاذبية كبيرة". و"لكن وعوده أفسحت المجال لمشاعر الخيبة والانقسام"، يقول رومني، مشبهاً أوباما بالرئيس الأسبق كارتر الذي هزم في 1980 بعد ولاية واحدة، مضيفاً "هذا ليس شيئاً علينا قبوله. والآن هو الوقت الذي يمكن أن نفعل فيه شيئاً ما. وبمساعدتكم، سنفعل شيئاً ما". وبالنظر إلى معدل بطالة ظل في حدود 8 في المئة خلال الـ42 شهراً الماضية، فقد وعد الحاكم السابق لولاية ماساشوسيتس بخلق 12 مليون وظيفة جديدة خلال السنوات الأربع المقبلة. ولتحقيق هذا الهدف، حدد رومني مخططاً يتألف من خمس خطوات: الاستقلال الطاقي بحلول 2020، والتدريب المهني والتعليم، وعقد اتفاقيات تجارية جديدة، وخفض العجز، وتشجيع الشركات الصغيرة. كما انفتح رومني قليلاً بشأن علاقته بطائفته المورمونية الكبيرة ضمن محاولة واضحة إلى التقرب من الناخبين، هذا علماً بأن رومني يواجه صعوبة كبيرة بخصوص مسألة الجاذبية و"الإعجاب" مقارنة مع أوباما، الذي ما زال يسجل نقاطاً جيدة على هذا المستوى بالذات على رغم رضا شعبي فاتر على أدائه كرئيس. وفي هذا الإطار، قلل رومني من شأن عقيدته المورمونية التي قد تجعل بعض الأميركيين منزعجين، علماً بأن بعض الإنجيليين، الذين يمثلون عنصراً أساسياً من القاعدة الجمهورية، يناهضون صراحة الكنيسة التي ينتمي إليها ويناصبونها العداء، وإن كانوا مستعدين على نحو متزايد لقبول هذا الجانب من جوانب رومني في سبيل هزيمة أوباما. ولكن في قمة سعي رومني -الذي بدأ قبل خمس سنوات- وراء تعيين الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية، فقد سعى أيضاً إلى جعل ذلك عاملاً إيجابياً -مركز حياة عائلية متماسكة، والعمل الخيري، والاهتمام بأحوال أبناء الطائفة. كما تحدث عن إيجاد القرابة و"دائرة واسعة من الأصدقاء" من خلال كنيسته عندما انتقل وزوجته للعيش في بوسطن. وقال رومني في هذا الصدد: "عندما كنا جدداً في المنطقة، رحب بنا الناس وكانوا لطفاء. ومع مرور السنين، أصبحت مساعدة آخرين انتقلوا للتو إلى المدينة أو انضموا إلى كنيستنا مصدر سعادة لنا". وتابع يقول: "لقد صلينا معاً ولعب أطفالنا معاً، وكنا دائماً مستعدين لمساعدة بعضنا بعضاً بطرق مختلفة". وفي وقت سابق، كان عدد من الأصدقاء قد قدموا أمثلة محددة ومؤثرة على مساهمة رومني في خدمة أبناء طائفته المورمونية في منطقة بوسطن، مثل رعاية طفل مصاب بمرض عضال والدعاء له بالشفاء، والوقوف إلى جانب عائلة رزقت بمولود ولد قبل الأوان. أو تحدثوا عن وضع بسيط كامرأة عجوز سقطت وكانت في حاجة إلى من يساعدها. وفي هذا الإطار، قال جرانت بينيت من بيلمونت، بماساتشوسيتس، الذي تربطه برومني صداقة طويلة عمرها عقود، وينتمي إلى الطائفة المورمونية أيضاً: "لقد كان يصغي إلى الناس ولا يتردد في تقديم المساعدة"، و"بالاعتماد على مهارات وموارد أبناء طائفتنا، كان رومني يقدم الطعام والمأوى والنقل إلى الطبيب ويعود المرضى". وكان والدا رومني حاضرين أيضاً بقوة في خطابه. غير أن إنجازات والده، جورج رومني، الذي كان في وقت من الأوقات مديراً تنفيذياً لإحدى شركات السيارات وحاكماً لولاية ميشيجن، ليست الوحيدة التي سلط عليها الضوء، وإنما تحدث أيضاً عن دعم والده لوالدته، "لينور"، عندما ترشحت لعضوية مجلس الشيوخ -وهي محاولة واضحة لاستمالة الناخبات. وفي هذا الإطار، قال رومني: "لقد كان والدي يدعمها في كل خطوة من خطوات الطريق"، مضيفاً "ما زلت أستطيع رؤيتها وهي تقول بصوتها الجميل: لماذا يفترض بالنساء أن يكون لهن دور أقل من الرجال حول القرارات الكبيرة التي تواجه بلادنا؟". وبعد ذلك انتقل رومني إلى قائمة النساء البارزات اللاتي تحدثن خلال المؤتمر مثل وزيرة الخارجية السابقة كندوليزا رايس، وحاكمة ولاية نيو ميكسيكو سوزانا مارتينيز. كما أشار إلى كل النساء اللاتي عينهن في مناصب قيادية رفيعة، في كل من الحكومة والقطاع الخاص، مثل نائبته حين كان حاكماً لولاية ماساشوسيتس. وتأسيس رومني لشركة ناجحة جداً هي "باين كابيتال" -وتعتبر المصدر الرئيسي لثروته الشخصية التي تصل إلى 250 مليون دولار- كان حاضراً بقوة أيضاً في خطابه. حيث قال في هذا الإطار: "تلك الشركة التي أسسناها مع 10 أشخاص نمت وتحولت الآن إلى قصة نجاح أميركية عظيمة". وكان من الطبيعي أن يهاجم رومني الرجل الذي يطمح إلى خلافته في المكتب البيضاوي إذ قال: "كم مرة استيقظتم في الصباح وأنتم تشعرون بأن شيئاً خاصاً حقاً يحدث في أميركا؟ إن الكثيرين منكم شعروا بذلك يوم الاقتراع قبل أربع سنوات، حيث كانت للأمل والتغيير جاذبية كبيرة". وأردف يقول: "ولكنني اليوم سأطرح عليكم سؤالاً بسيطاً: إذا كنتم قد شعرتم بذلك الحماس عندما صوتم لصالح باراك أوباما، ألا يفترض أن تشعروا بذلك اليوم وقد أصبح أوباما رئيساً؟ إنكم تعلمون أن ثمة خطـْباً ما بخصوص العمل الذي قام به كرئيس". ليندا فلدمان تامبا - فلوريدا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©