الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

قيــام ?الليــل

قيــام ?الليــل
9 فبراير 2017 21:54
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبي ?هُرَيْرَةَ – ?رضي ?الله ?عنه- ?قَالَ ?: ?قَالَ ?رَسُولُ ?اللَّهِ ?- ?صلى ?الله ?عليه ?وسلم- ?: ( ?أَفْضَلُ ?الصِّيَامِ ?بَعْدَ ?رَمَضَانَ ?شَهْرُ ?اللَّهِ ?الْمُحَرَّمُ، ?وَأَفْضَلُ ?الصََّلاةِ ?بَعْدَ ?الْفَرِيضَةِ ?صََلاةُ اللَّيْلِ (أخرجه مسلم?)?. هذا الحديث حديث صحيح أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الصيام، باب فضل شهر المحرم. إن للصلاة في الإسلام منزلة رفيعة لا تَعْدلُهَا منزلة، فهي عماد الدين الذي لا يقوم إلا به، كما جاء في الحديث الشريف أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قال: (رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ) (أخرجه أحمد)، كما أنها أول ما أوجبه الله سبحانه وتعالى من العبادات وذلك ليلة الإسراء، كما رُوي عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: ( فُرِضَت عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ الصَّلَواتُ خَمْسِينَ، ثُمَّ نُقِصَتْ حَتَّى جُعِلَتْ خَمْسًا) (أخرجه الترمذي). ومن المعلوم أن الله سبحانه وتعالى فرض علينا الفرائض والواجبات وفي مقدمتها الصلاة وألزمنا بأدائها، وفرض عقاباً على من يتركها، كما يوجد في شريعتنا الغرّاء سنن ونوافل نقوم بها للتّقرب من الله سبحانه وتعالى، وتجعلنا محبوبين عنده ليتحقق فينا الحديث القدسي والذي يقول فيه سبحانه وتعالى:(...وَمَا يَزَالُ ?عَبْدِي ?يَتَقَرَّبُ ?إِلَيََّ بِالنَّوَافِلِ ?حَتَّى ?أُحِبََّهُ ) (أخرجه البخاري?) ?، ?كما ?وجاء ?في ?الحديث ?عن ?أم ?حبيبة ?رملة ?بنت ?أبي ?سفيان – ?رضي ?الله ?عنهما – ?قالت ?: ?سَمِعْتُ ?رَسُولَ ?اللَّهِ ?-صَلَّى ?اللَّهُ ?عَلَيْهِ ?وَسَلَّمَ- ?يَقُولُ ?: (?مَا? ?مِنْ? ?عَبْدٍ? ?مُسْلِمٍ? ?يُصَلِّي? ?لِلَّهِ? ?كُلَّ? ?يَوْمٍ? ?ثِنْتَيْ? ?عَشْرَةَ? ?رَكْعَةً? ?تَطَوُّعًا? ?غَيْرَ? ?فَرِيضَةٍ،? ?إِلا? ?بَنَى? ?اللَّهُ? ?لَهُ? ?بَيْتًا? ?فِي? ?الْجَنَّةِ) (?أخرجه مسلم)?. فضل قيام الليل ومن النوافل التي تقربنا إلى الله سبحانه وتعالى قيام الليل، ففضله عظيم كما جاء في الحديث: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَهُوَ قُرْبَةٌ ?إِلَى ?رَبِّكُمْ، وَمَكْفَرَةٌ ?لِلسَّيِّئَاتِ، ?وَمَنْهَاةٌ ?لِلإِثْمِ) (أخرجه الترمذي) ?. وقد وردت آيات كثيرة تتحدث عن قيام الليل وفضله، منها: * قوله سبحانه وتعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا* وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} (سورة الفرقان الآية 63-64). * وقوله سبحانه وتعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} (سورة السجدة الآية 16) * وقوله سبحانه وتعالى أيضا: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } (سورة الذاريات سورة 15-18). كما وردت أحاديث كثيرة تتحدث عن أهمية قيام الليل وفضله، منها: * عَنْ عَبْدِ ?اللَّهِ ?بْنِ ?سَلامٍ- ?رضي ?الله ?عنه-: ( ?أَنَ ?النبيَّ ?-صَلَّى ?اللَّهُ ?عَلَيْهِ ?وَسَلَّمَ- ?قَالَ: (? يَا ?أَيُّهَا ?النَّاسُ، ?أَفْشُوا ?السَّلامَ ?، ?وَأَطْعِمُوا ?الطَّعَامَ، ?وَصَلُّوا ?وَالنَّاسُ ?نِيَامٌ، ? تَدْخُلُونَ ?الْجَنَّةَ ?بِسَلامٍ) (أخرجه الترمذي) ?. *عَنْ أَبِي ?هُرَيْرَةَ – ?رضي ?الله ?عنه ?-? ? قَالَ: قَالَ ?رَسُولُ ?اللَّهِ ?- ?صَلَّى ?اللَّهُ ?عَلَيْهِ ?وَسَلَّمَ ?- ?: ( ?رَحِمَ ?اللَّهُ ?رَجُلاً ?قَامَ ?مِنْ ?اللَّيْلِ، فَصَلَّى ?وَأَيْقَظَ ?امْرَأَتَهُ، ? فَإِنْ ?أَبَتْ ?نَضَحَ ?فِي ?وَجْهِهَا ?الْمَاءَ، ?رَحِمَ ?اللَّهُ ?امْرَأَةً ?قَامَتْ ?مِنْ ?اللَّيْلِ، ?فَصَلَّتْ ?وَأَيْقَظَتْ ?زَوْجَهَا، ?فَإِنْ ?أَبَى ?نَضَحَتْ ?فِي ?وَجْهِهِ ?الْمَاءَ ) (أخرجه أبو داود) ?. * عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رَضِيَ ?اللَّهُ ?عَنْهُمَا- ?قَالَ: ? قَالَ ?لِي ?رَسُولُ ?اللَّهِ ?-صَلَّى ?اللَّهُ ?عَلَيْهِ ?وَسَلَّمَ-: ( ?أَحَبُّ ?الصِّيَامِ ?إِلَى ?اللَّهِ ?صِيَامُ دَاوُدَ، كَانَ ?يَصُومُ ?يَوْمًا ?وَيُفْطِرُ ?يَوْمًا، وأَحَبُّ ?الصَّلاةِ ?إِلَى ?اللَّهِ ?صَلاةُ دَاوُدَ، ?كَانَ ?يَنَامُ ?نِصْفَ ?اللَّيْلِ ?وَيَقُومُ ?ثُلُثَهُ وَيَنَامُ ?سُدُسَهُ ) (متفق عليه)?. أفلا أكون عبداً شكوراً لقد كان رسولنا – صلى الله عليه وسلم – مثلاً أعلى وقدوة حسنة للمؤمنين العابدين المتقربين من الله عز وجل، فمكانته – صلى الله عليه وسلم – عظيمة حيث إن الله سبحانه وتعالى غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومع ذلك فقد كان - صلى الله عليه وسلم – يواصل العبادة والطاعة شكراً لله -عزَّ وجلَّ- وتقرباً إليه سبحانه وتعالى، فيقوم – عليه الصلاة والسلام- الليل متهجداً راكعاً ساجداً حتى تتفطر قدماه وتفيض عيناه بالدموع خشية من الله سبحانه وتعالى، كما جاء في الحديث عن عائشة - رضي الله عنها – قالت: ( كَانَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - إذا صلَّى قَامَ حتى تَفَطَّرتْ رِجْلاَهُ، قالت عائشةُ: يا رسولَ اللهِ، أَتَصْنَعُ هذا وقد غُفِرَ لكَ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبكَ وما تأخَّرَ ؟ فقال: يا عَائِشَةُ أَفَلاَ أكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟ ) (أخرجه مسلم?)?. فاحرص أخي القارئ أن تصلي قيام الليل ما استطعت من ركعتين أو أربع أو كثر، وأن تغتنم هذا الوقت الذي يتجلى الله سبحانه وتعالى فيه لعباده، فتكون إن شاء الله من السعداء في الدنيا والآخرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©