اينيس الأندميسر تحتفي بالألوان والبحر والصحراء

نظم جاليري الغاف للفنون التشكيلية في أبوظبي أمس الأول المعرض التشكيلي الشخصي للفنانة الألمانية اينيس الأندميسر تحت عنوان “غداً الآن” وحضر افتتاح المعرض كلوز بيتر برانديس السفير الألماني لدى الدولة وشخصيات اجتماعية وجانب من الجالية الألمانية في الدولة، كما شهده صحفيون ومهتمون بالفن التشكيلي ويستمر المعرض حتى الخامس عشر من الشهر الجاري. قدمت الأندميسر 37 لوحة تشكيلية نفذت بمواد مختلفة منها الخشب والزيت والرصاص على القماش و”الماكس ميديا” على الورق. حملت لوحات المعرض عناوين متقاربة إلى حد بعيد بسبب تقارب موضوعاتها التي استقتها في الغالب والأعم من أرض الإمارات وهو المكان الذي تعيش فيه الآن منذ عام 1989 حين وصلت قادمة من ألمانيا. وتراوحت أحجام اللوحات بين الصغير والكبير بحسب طبيعة الموضوعة التي تناولتها في اللوحة، كما أنها استغلت اللون الأحمر القاني والذهبي اللامع لتنفذ أغلب أعمالها بهما. ضمت القاعة الأرضية 14 لوحة بدا فيها التجريد عالياً بالرغم من امتلاك لوحاتها عناصر رمزية تشير إلى حد كبير لأرض الإمارات ولموروث المكان. وتميزت أغلب لوحاتها بمستويين للتعبير، المستوى الأول العلوي يمثل اللوحة بكاملها، بينما يمثل المستوى الثاني السفلي شريطاً كونه معنى جديداً يضاف إلى معنى اللوحة الكبرى فوقه وفي بعض الأعمال ناصفت الشريط بـ (شفرة) تجارية باللوحة ذاتها وكأنها تشير إلى عدم إمكانية استنساخ هذه اللوحة، ورسمت اللوحات جميعها بالأحمر والذهبي وفي بعضها نفذت العوالم بأشكال خيطية داخلية ورمزت في بعضها لوجوه وأجساد تتكرر في أسلوب إطاري. وفي القاعة العلوية الأولى قدمت 6 أعمال وبخاصة عملها The Abu Dhabi Code “شفرة أبوظبي” التي لخصت فيها أكثر الشفرات التي تدلل على مدينة أبوظبي أو الإمارات جميعها، حيث البحر والمرأة صاحبة النقاب وجسر المقطع والصقر والخيول والجمال والنخلة الفارهة، كلها دلالات أرادت أن تجمع من خلالها الرموز التي تشير إلى أبوظبي بحسب عنوانها. كما لخصت في لوحتها Falicons in Flight كثيراً من الرموز التي حين التدقيق بها تتضح دلالاتها بسهولة ويسر. أما في الصالة الثانية فقد قدمت 10 لوحات ومن بينها لوحة السجادة الطائرة في استيحاء من الموروث العربي “سجادة علاء الدين” في ألف ليلة وليلة، وهذا الاستيحاء تكرر في 4 لوحات بالأبيض والأسود في تمثل جميل للرواية الموروثية العربية. وفي الصالة الثالثة قدمت 7 أعمال ومنها الإنسان والطبيعة وفي لوحتين قدمت غابات من النخيل في فضاء ذهبي مع اخضرار بسيط غير مرئي، يحس به المتلقي من بعيد، خيال لنخيل غير مرئي يوحي باحتشاده في اللوحة، وكأنها بذلك تؤكد المكان بعينه الذي قدمته في لوحاتها الأخرى. وسبق للفنانة اينيس الأندميسر أن حصدت جوائز عدة في عامي 2001 و2005 واختيرت من قبل ألمانيا للاشتراك في بينالي الشارقة، كما جاء في سيرتها الذاتية التي صاحبت كتيب التعريف بها.