الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خطة أوباما.. لدحر «داعش»

26 سبتمبر 2014 22:31
والتر بينوكس صحفي متخصص في شؤون الاستخبارات والدفاع ليس التركيز فقط على اقتباسات مختصرة، مثل «لن نرسل جنوداً أميركيين إلى أرض المعركة» و«كيف سيبدو النصر؟» واقتطاعها من سياقها طريقة جيدة لفهم لب خطة الرئيس أوباما لقيادة تحالف يضم عدة دول للتصدي لتنظيم «داعش»، وقد أكد أوباما أن الخطر الذي يمثله تنظيم «داعش» اليوم يواجه «شعوب العراق وسوريا والشرق الأوسط الأوسع نطاقاً... ومن الأكثر فعالية أن نستخدم قدراتنا لمساعدة الشركاء على الأرض لتأمين مستقبل بلادهم... وسنستخدم قوتنا الجوية وندرب ونزود شركاءنا بالعتاد، كما سنقدم النصيحة والمساعدة، وسنقود تحالفاً واسعاً من الأمم التي لها رهان في هذا الصراع، الأمر ليس أميركا في مواجهة داعش، إنها مواجهة بين شعوب هذه المنطقة وداعش، ومواجهة بين العالم وداعش»، ولكن ماذا سيحدث لو بدأت الحكومة العراقية الجديدة التي يقودها الشيعة تنهار مع انشغال الأكراد وزعماء العشائر السنية بمستقبلهم الخاص، وليس البقاء متحدين ضد «داعش»؟ لقد رد وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأسبوع الماضي على هذا السؤال أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب قائلاً: «دعوني أقول لكم إنه إذا لم تصمد الحكومة في بغداد سيجدون أنفسهم أمام مشكلة يرون فيها الولايات المتحدة تقوم بما يتعين عليها القيام به». وبطبيعة الحال لا أرى في هذه الإجابة حديثاً عن «تعزيز» للقوات الأميركية مثلما حدث في عام 2007 عندما أرسل بوش 30 ألف جندي إلى العراق، وقد أظهر أوباما بالفعل أنه يستطيع الصمود أمام دعوات بغداد المطالبة بالمساعدة.ولنبدأ بالماضي وما وقع فيه، عندما استولت «داعش» على مناطق في العراق كانت مقراً للأغلبية السنية، وهي الفلوجة والموصل، فقد تلقت حينها الولايات المتحدة طلبات مساعدة تصاعدت بشدة من طرف رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي. وقد أوضح كيري أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمر قائلاً: «كان يؤلمني أن أشاهد قوافل داعش، وكان يمكنكم مشاهدة ذلك في شبكة سي.إن.إن. وأن تقولوا لماذا لا نفعل أي شيء». وبدوره أشار أنتوني كوردسمان، الخبير الاستخباراتي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إلى أن أوباما ضغط على زعماء العراق كي يأتوا ببديل للمالكي الذي «سيّس القوات العراقية وساعد في فسادها.. مما خلق فراغ قوة سمح لداعش بالاستيلاء على الكثير من الأراضي»، ولم يكن أوباما ينوي أن يمثل «القوة الجوية» الداعمة لنظام المالكي الطائفي كما صرح بذلك لاحقاً. وقد أخبر كيري اللجنة بأنه «لو كنا بدأنا هذا (قصف وحدات داعش) لربما عرقلنا، أو أبطلنا قدرة بغداد على تشكيل حكومة جديدة». ومن خلال التأجيل، كسب أوباما وقتاً ليبدأ في جمع شركاء للتصدي لـ«داعش»، ويوضح كيري أن إحدى نتائج ذلك تمثلت في زحزحة مشكلة الأموال التي كان يمنعها المالكي عن الأكراد، وكانت الأموال مطلوبة لدفع الرواتب المتأخرة لمقاتلي البشمركة والموظفين المدنيين. وسوريا تمثل حزمة أخرى من المشكلات، وهو ما أوضحه وزير الدفاع السابق روبرت جيتس في برنامج «هذا الأسبوع» (ذيس ويك) في شبكه «أيه.بي.سي» في مقابلة جرت مؤخراً حيث قال، إن «سوريا بطريقة ما تجسد أربعة صراعات مختلفة تدور في الشرق الأوسط في وقت واحد... أولاً، صراع السنة والشيعة. ثانياً، صراع الاستبداديين وأنصار التغيير. ثالثاً، صراع العلمانيين والإسلاميين. ثم الصراع الرابع، وهو يتعلق بما إذا كانت دول مثل سوريا، وهي تتألف من جماعات عرقية وطوائف دينية متعادية تاريخياً تستطيع أن تبقى متماسكة بغير قوة القمع». ومن المعروف أن هناك الكثير من الجماعات المسلحة تعارض نظام بشار الأسد، ولكنها لا تثق أيضاً في بعضها بعضاً بشأن من يتولى القيادة، ما يجعل الاختبار من بينها صعباً على الولايات المتحدة، ثم هناك انتقاد آخر شائع لأوباما بسبب تأخيره تقديم الدعم للقوى السورية المعارضة للأسد حتى بعد أن اقترح كبار مستشاريه للأمن القومي في عام 2012 أنه يجب البدء بعملية تدريب المقاتلين المعتدلين، ولكنه أجاز العام الماضي برنامجاً صغيراً لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي.أي.أيه» بهذا الصدد. ومع تفاقم خطر «داعش» في العام الجاري، وجد أوباما الفرصة سانحة لدعم توحيد الجماعات السورية المتنافسة أمام عدو مشترك، ووافق على الذهاب إلى الكونجرس ليطلب 500 مليون دولار لتدشين مسعى لوزارة الدفاع يستمر عدة سنوات لتدريب وتزويد وحدات صغيرة من المقاتلين السوريين بالعتاد ليتعقبوا مقاتلي «داعش». وقد وافق الكونجرس الأسبوع الماضي على صرف هذه الأموال، وهذا التدريب يفترض أن يبدأ في وقت مبكر من العام المقبل، وفي السابع من سبتمبر الجاري أكد أوباما في برنامج «واجه الصحافة» في شبكة «إن.بي.سي» بشأن سوريا أن «الجنود على الأرض يتعين أن يكونوا سوريين»، وبعد ثلاثة أيام أكد أيضاً أن الضربات الجوية الأميركية ضد «داعش» ستتوسع من العراق إلى سوريا. وفي يوم الأحد الماضي ذكرت أيضاً سامانتا باور السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة في برنامج «هذا الأسبوع» أن طلب العراق مساعدة الأمم المتحدة ضد «داعش» يتضمن تعقبها في «الملاذات الآمنة في الدول الأجنبية، وما يعنيه العراق بذلك هو سوريا بطبيعة الحال»، وأضافت «باور» أن هذه المناشدة توفر أساساً قانونياً بموجب ميثاق الأمم المتحدة لضرب أهداف إرهابية في سوريا. وأفترض أن خطط أوباما ضد «داعش» قد يتعين تغييرها بحسب الظروف، وحينها سيجري اختبار لمدى إمكانية الوفاء بالمقولة الخاصة بعدم إرسال جنود إلى أرض المعركة. ينشر يترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©