الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المثقفون الإماراتيون لأهالي الشهداء: شهداؤنا فخر الوطن وكلّنا أبناؤكم

المثقفون الإماراتيون لأهالي الشهداء: شهداؤنا فخر الوطن وكلّنا أبناؤكم
7 سبتمبر 2015 00:03
استطلاع: محمد عبد السميع للمثقف في كل مكان وزمان دور تاريخي في حفظ ذاكرة الأمة، لا سيما الأدباء والشعراء، فهم لسان حالها القادرون على تخليد أبطالها ومواقفها في الزمان. وها هم اليوم يقفون أمام المواقف البطولية المشرفة لشهداء الوطن البواسل، الذين ضربوا أروع الأمثلة في الشجاعة والذود عن الجار ورد الظلم.. وكلها مشاعر وقيم تستحق أن تخلد عبر القصيدة والقصة والرواية واللوحة والوثيقة والفيلم والمسرحية، وغير ذلك من أوعية الثقافة.. «تحية إجلال واعتزاز وتقدير لأسر الشهداء وأمهاتهم على هذي التربية وقلوبنا معكم وكلنا أبناؤكم»، بهذه الكلمات تقريباً، جاءت الردود عفوية.. لتترجم بكثافة واختصار مشاعر كل الذين تحدثوا لـ «الاتحاد»، وهي ترصد آراء المثقفين الإماراتيين والمقيمين في الدولة حول ما ينبغي القيام به تجاه شهدائنا الأبرار، والدور الملقى على عاتق المثقف كلّ في مجاله. أنبل العطاء يقول الشاعر والإعلامي راشد شرار: إن الشهادة في سبيل الوطن هي أنبل ما يمكن أن يقدمه المرء على دروب العطاء الإنساني.. إن مشاركة قواتنا المسلحة في الدفاع عن إخواننا في اليمن أمر يشعرنا بالفخر والاعتزاز بدور الإمارات في حماية وطننا العربي، ويبرز ويؤكد صدق عزيمتها وتفاني جهودها في العمل على استقرار المنطقة، وضمان أمنها، وسلامها وعزة شعبها. ومن أسباب النصر التضحية بالنفس والإقدام على الشهادة؛ لأن الشهادة قمة الجهاد، فقال: ?ولا تَحْسَبَنَّ الذين قُتلوا في سبيلِ اللهِ أمواتاً بلْ أحياءٌ عِندَ ربهمْ يُرزقُونَ. فَرِحِينَ بما آتاهمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ويَسْتَبْشِرُونَ بالذينَ لم يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عليهم ولا هُمْ يَحْزَنُونَ. يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وفَضْلٍ وأنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ المُؤْمِنِينَ?. من هنا، ندرك قيمة الواجب الجهادي ودوره في تحقيق العزة والقوة للأوطان؛ لذا نؤكد أهمية ودور الإبداع بصوره الأدبية والفنية كافة في تخليد ملحمة البطولة التي قدمها شباب الإمارات من خلال الأشعار والقصص واللوحات والأغاني والمسرحيات والأفلام وفي كل عمل إبداعي، نعدد خصالهم الحميدة ومآثرهم الخالدة. مع قناعتنا الراسخة بأن الوفاء للشهداء يكون قبل كل شيء بالتزام مبادئهم وقيمهم والحفاظ على إنجازاتهم. وتجسيد ملحمة هذه البطولة إبداعياً خطوة تحمل في دلالتها ومعانيها، خصوصية ابن الإمارات المستعد أبداً لتلبية نداء الواجب في كل زمانٍ ومكان، وتكون بمنزلة شاهد أمام الأجيال على عظمة تضحيات الشهداء ومآثرهم البطولية في مواجهة الأعداء والإرهاب والعابثين بأمن الوطن والمواطن. شهداء الوطن نخبة من الرجال الشجعان الأوفياء، الذين بروا بالعهد والقسم، فقرنوا الإيمان بفعل الشهادة الساطع كنور الشمس، دماً زكياً طاهراً، ينتصر للحق ويجرف الباطل، ويؤكد للقاصي والداني أن الإمارات موطن العزة والكرامة والعنفوان. وعهدنا للشهداء أن نمضي على خطاهم، وأن تبقى ذكراهم العطرة حية في الضمائر والنفوس، وشعلة نستنير بها على درب الشرف والتضحية والوفاء. وبحزن يمتزج بالفخر، قال الشاعر والإعلامي عيضة بن مسعود: أكتب هذه الكلمات بعد قدومي من جنازة أحد إخواني الشهداء، والحزن يمتزج بالفخر على شهدائنا الذين قدموا أرواحهم فداءً لدينهم ووطنهم. نتقدم جميعاً بخالص العزاء إلى قيادتنا الرشيدة وأهالي الشهداء ولكل روحٍ تتنفس على أرض هذا الوطن المعطاء. لن تنساهم قلوبنا ولا أقلامنا أو مسارحنا ولوحات رسّامينا، وستظل دائماً تزين قصائدنا وتعطرها، فعلى مر التاريخ كان للأدب والشعر دور مهم في توثيق مآثر الشهداء ومناقبهم وكل تضحياتهم. الأدب بكل أشكاله وأصنافه هو الناقل الرسمي لكل ما يتعلق بالحضارة والتراث، وكل ما يلامس المجتمع واهتماماته والبيئة التي نعيش فيها بمختلف أحداثها وهمومها. سجل الخالدين ولفت عبدالله خلف الدوسري، نائب في البرلمان البحريني، إلى أن الشعر والأدب سجل حافل بالأحداث التي تمر بالأمة، وكم من قصيدة أرّخت لأحداث أغفلها التاريخ ولولا الشعر لطواها الزمن. وهناك سبل كثيرة لتخليد الشهداء ومآثرهم لكن القصيدة هي الجانب المؤثر، وهي التي تحضر حين نذكر مناقب الشهداء الذين ذادوا عن أوطانهم، وتشرفوا بأعلى درجات التضحية للأوطان وهي الشهادة.. وهذا ما يجعلهم نجوماً لامعة في سجل الخالدين. أما الشاعر عبدالكريم إبراهيم بن خزيّم فبدأ بأبيات شعرية تعبر عن الشهادة ودلالاتها كقيمة حضارية وإنسانية، فقال: ما مات من حارب فلول الطواغيت رابح بأمر الحيّ رب السماوات أهل الشجاعة بالبسالة لهم صيت اعني جنود الردع جيش الإمارات حضورهم في ساحة العز ما يغيب وأفعالهم تاريخ ما يبغي إثبات وأضاف: قدّمت الإمارات العربية المتحدة بكل فخر شهداء كانوا في مقدمة الجيوش التي تنصر إخواننا في اليمن على المخلوع صالح وجماعة الحوثي المرتزقة، فالشهيد كلمة عظيمة، والشهداء أرواحهم في حواصل طيور خضر يطيرون في جنات النعيم. نعم هم الأبطال الذين قدموا الغالي والنفيس في رد المعتدي. وكوني ممن تشرف في خدمة دينه ومليكه ووطنه مع قوة التحالف بالحد الجنوبي أشهد شهادة حق، أقولها بكل فخر واعتزاز، بتميّز جنود دولة الإمارات وبسالتهم واحترافهم القتالي. فقد حصلوا على دورات وتدريبات فائقه. وهم جنود شجعان. «رحم الله شهداءهم»، ووفق المشاركين وسدد رميهم على كل باغ. من جهته، قال الفنان المسرحي عبدالله صالح: لا شك في أن دور الأدب والفنون في حياة الشعوب دور مهم ومؤثر في كل مجالات الحياة، لكن هذا الدور يتعاظم ويصبح أكثر تأثيراً عندما يتطرق إلى الوطن والبذل والشهادة والتضحية. أما الشهيد، فله حضور بارز ومكانة عالية في الأدب بشتى صنوفه، والأعمال الأدبية هي التي تجسد الشهيد في أبهى وأجمل صوره، وتبقيه رمزاً على مرّ الزمان لكي تستظل بظلّ سيرته الأجيال في كل وقت وحين. فالفنون المختلفة من شعر وقصص وفنون تشكيلية وروايات ومسرحيات ومسلسلات وأغانٍ كلها قدمت صوراً نابضة بالحياة للشهداء، وتغنّت ببطولاتهم في كل مكان، ومن خلالها عرفنا شخصيات كثيرة بذلت أرواحها لأوطانها، فالأدب والفن أفضل سبيل لتخليد الشهداء ومآثرهم لأبناء جلدتهم وللبشرية جمعاء. أما الشاعر ربيع الزعابي، فقال: الشاعر يلعب دوراً كبيراً في إعداد التعبئة المعنوية للجنود في المعارك، وفي تخليد ذكرى الشهداء. والشاعر لسان حال الناس يهمه ما يهمهم وممثلهم في ما يودون التعبير عنه. وكذلك الفنان والأديب وغيرهم من أصحاب الإبداع، فالأدب فعل مؤثر، وبه تخلد الأحداث والشخصيات والبطولات. ترجمان الواقع تقول الشاعرة مريم النقبي، إن الأدب والشعر ترجمان للواقع.. والشاعر صوت الأرض ولسان المجتمع. ونحن كشعراء وأدباء ومثقفين يجب أن يكون لنا الصوت الأعلى والحضور الأكبر في التعبير عن هذه القضايا.. فالشهيد جزء غالٍ من الوطن، والاستشهاد في سبيل الدين والحق والوطن أمر عظيم وعمل مشرف لا يقدر بثمن. والشهيد ابن الوطن وكنزه العظيم وواجهته المشرقة المشرفة التي تخوض غمار الحروب من أجل أن ننعم بنومٍ هادئ وحياة مستقرة سعيدة. ولا يخفى على أحد التأثير الكبير الذي قد تصنعه أبيات من شاعر أو كلمة رثاء ومواساة من أديب كبير له ثقله وحضوره في المشهد الثقافي، فالكلمات في هذه القضايا الوطنية والأحداث السياسية والحروب قد يكون لها مفعول السحر في تقوية العزائم وشحذ الهمم.. وهذا أبسط ما قد يقدمه الشاعر والأديب لأبطال الوطن. ومن الإحساء في المملكة العربية السعودية، جاء صوت الشاعر عماد النعيم قائلاً: شهداء الإمارات البواسل.. لن ننساكم. لكل حريةٍ وعزة ثمن، ولكل شموخٍ وتحدٍ وطن. هذا هو الوطن وهذه حقوقه علينا، كيف لا وقد نعمنا بخيراته واحتوانا وسط أحضانه حق علينا أن ندافع عنه ونهَب أرواحنا فداء لأرضه.. ولطالما كان الشعر عند العرب وقوداً لجيوشهم ومحفزاً في ساحات معاركهم. ولطالما خُلّدت قصائد عبر التاريخ في رثاء شهداء المسلمين، وسيبقى الشعر كذلك منبراً حياً وصوتاً مؤثراً ومسموعاً في تخليد دور شهداؤنا البطولي وحث أبطالنا في الأرض والجوّ على المضي قدماً لرفع راية الحق والدين والوطن. سجل الخالدين الشعر والأدب سجل حافل بالأحداث التي تمر بالأمة، وكم من قصيدة أرّخت لأحداث أغفلها التاريخ ولولا الشعر لطواها الزمن. وهناك سبل كثيرة لتخليد الشهداء ومآثرهم لكن القصيدة هي الجانب المؤثر، وهي التي تحضر حين نذكر مناقب الشهداء الذين ذادوا عن أوطانهم، وتشرفوا بأعلى درجات التضحية للأوطان وهي الشهادة.. وهذا ما يجعلهم نجوماً لامعة في سجل الخالدين. عبدالله خلف الدوسري نائب في البرلمان البحريني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©