الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تنظيم «خراسان» والتهديد الوشيك

26 سبتمبر 2014 22:31
نيكول جويت وديفيد ليرمان واشنطن يواصل تنظيم «خراسان» الإرهابي تجنيد المئات من الأتباع الجدد في سوريا، حيث عمل طيلة الفترة السابقة على استقطاب بعض المتشددين المستائين سواء في الولايات المتحدة، أو أوروبا، ما يجعل منه حسب العديد من المحللين إحدى أخطر الجماعات الإرهابية بالنسبة لأميركا وحلفائها. وهذا التهديد يؤكده «روهان جوناراتنا» من المركز الدولي للعنف السياسي والإرهاب بجامعة سنغافورة، قائلاً: «لقد تحولت سوريا إلى مرتع خصب للتجنيد بالنسبة لتنظيم خراسان، وهو يستهدف بالدرجة الأولى الجيل الثاني والثالث من المهاجرين المسلمين في الغرب الذين يسهل تجنيدهم وتدريبهم لإرسالهم مجدداً إلى بلدانهم». وبرغم أن الباحث يقدر عدد منتسبي التنظيم في «بضع عشرات من المقاتلين»، إلا أنهم «يمثلون خطراً حقيقياً على الغرب لأنه سيكون من الصعب على الحكومات معرفة من هم». وكانت الولايات المتحدة قد شنت ضربات جوية ضد تنظيم «خراسان» في سوريا يوم الثلاثاء الماضي لمواجهة ما يعتبره المراقبون «تهديداً وشيكاً» لتنفيذ هجوم إرهابي، ولكن المسؤولين الأميركيين استنكفوا حتى الآن عن تقديم تفاصيل حول العملية الإرهابية الوشيكة، رافضين الحديث عن مدى مصداقية المعلومات الاستخباراتية التي أشارت إلى قرب ضرب بلدان غربية. ويسعى المسؤولون الغربيون حالياً إلى التحقق مما إذا كانت الغارات الجوية الأخيرة قد قضت على رجل يحمل اسم «محسن الفضلي» الذي يُعتقد أنه قائد عمليات «خراسان» في سوريا، وأنه كان في أحد المباني التي استهدفت، ولكن ضابطاً من الاستخبارات الأميركية، رفض الكشف عن اسمه لأنه ليس مخولاً بالحديث للإعلام، أكد أن المعلومات المتوفرة حتى الآن عن مقتل ذلك الشخص ليست دقيقة، وأنها حتى لو صحت فذلك لا يعني انتهاء تنظيم «خراسان» لأنه يتوفر على كادر صغير من القادة يتمتعون بتجربة واسعة في باكستان وأفغانستان، وهو التنظيم أيضاً الذي أنشأته «القاعدة» بعد مقتل أسامة بن دلان. ومن المخاوف الخاصة التي تزعج المسؤولين الأمنيين أن التنظيم له علاقة مع أحد قادة «القاعدة في الجزيرة العربية» هو إبراهيم العسيري، المتخصص في المتفجرات، الذي استُهدف مراراً من قبل الطائرات الأميركية من دون طيار دون جدوى. وذلك الرجل يقول مسؤولو الاستخبارات إنه متخصص في زرع القنابل المعدة للانفجار على متن الطائرات وإخفائها في ثنايا اللباس، أو حتى داخل الجسم. وبرغم الاهتمام الدولي المنحصر في تنظيم «داعش»، فقد برز تنظيم «خراسان» في الأسابيع الأخيرة باعتباره الخطر الوشيك في نظر الولايات المتحدة لأنه يركز على مهاجمة الغرب وأوروبا بدل التركيز على الصراع في سوريا. كما أن أهداف «خراسان» المعلنة تضعه حسب «سيث جونز»، مدير مركز الأمن الدولي والسياسات الدفاعية بمعهد «راند» بكاليفورنيا: «في قمة التهديدات المستهدفة للغرب». وأياً كانت التصريحات النارية لتنظيم «داعش» يرى «جونز» أن خطره على الغرب أقل من «خراسان» لأن «داعش» يركز في الوقت الحالي على بسط سيطرته على الأرض السورية والتوسع داخل العراق. هذا ويجمع المحللون على أنه من الصعب على الغرب القضاء نهائياً على «خراسان» بالنظر إلى تركيزه على استقطاب العناصر الغربية سواء في أميركا، أو أوروبا، هذا ناهيك عن تجربته في النشاط السري كمنظمة إرهابية. وحسب التقديرات الدولية وصل إلى سوريا أكثر من 12 ألف مقاتل أجنبي، جاء أغلبهم لمحاربة النظام، ولكن «خراسان»، وفقاً للباحث جوناراتنا: «بدأ في استقطاب عناصر من هؤلاء للقتال إلى جانبه»، ولاسيما في صفوف الأوروبيين الذين تخول لهم جوازات سفرهم العودة إلى أوطانهم، أو السفر إلى الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، وأماكن أخرى بسهولة. وقد اعتبرت وزارة الدفاع الأميركية في بيان صادر مؤخراً أن لدى «خراسان» شبكة «من عناصر القاعدة المخضرمين الذين يعدون للهجوم على الولايات المتحدة والمصالح الغربية، وقد يفعلون ذلك في أي حين دون سابق إنذار». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©