الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فاطمة البقالي: لوحاتي الحروفية تنبع من إحساسي بالمعنى

فاطمة البقالي: لوحاتي الحروفية تنبع من إحساسي بالمعنى
26 سبتمبر 2014 22:32
محمد عبد السميع (الشارقة) فاطمة سعيد البقالي خطاطة إماراتية، استطاعت أن تصنع لنفسها خطاً مميزاً في مجال الخط العربي. أحاطت بالخط و(أنواعه) المختلفة كالنسخ والريحاني والرقعة والديواني وخط اللوحات وأدخلت عليه التزويق والتجميل والتحسين بالذهب. لوحاتها مكنتها من الفوز بإجازة في فن الخط العربي عن خط الثلث والنسخ لتكون أول إماراتية خليجية تزاول مهنة تدريس الخط العربي باعتراف رسمي. بدأت مسيرتها الفنية في مجال الخط العربي منذ أكثر من 16 عاماً، حيث تتلمذت على يد أكبر الخطاطين. وحازت على المركز الأول في مسابقة الخط العربي لمركز الإبداع الحديث في العام 2001م، وجائزة العويس كأفضل عمل فني للشباب (الخط العربي)، وجائزة المرأة الإماراتية للفنون والآداب. وشاركت في معارض وورش ومهرجانات داخل وخارج الدولة. تشغل الآن منصب مسؤول مركز دبي لفن الخط العربي. في سيرتها الإبداعية الكثير من المحطات الفنية التي بدأتها بولعها بجماليات الخط العربي وفنونه. عن رحلتها في تعلّم فن الخط العربي، تقول فاطمة البقالي: تعلقت عيناي بعناوين الكتب منذ أيام طفولتي متسائلة عن كيفية كتابتها البديعة وأسرارها وأدواتها، فدفعني شغفي لهذا الفن العريق لتعلمه أينما وجدته، فكانت البداية في الشارقة، وبعدها جاءت النقلة النوعية والنهل من المدرسة التركية العثمانية البديعة، حيث التوجه إلى أسطنبول عاصمة الخط والخطاطين والدراسة على النهج الاحترافي، وتحت يد شيخ الخطاطين استاذي الجليل حسن جلبي وأستاذي المبدع داود بكتاش، فالقطاف الأول للنجاح كان إجازة في خطي الثلث والنسخ، والقطاف الثاني إجازة في خطي الديواني والجلي ديواني. مراحل دراستي لهذا الفن الخالد زادت من تعلقي بالفنون الإسلامية عامة وبفن الخط العربي خاصةً، حيث وجدته يرقى ويسمو بالخطاط روحاً وفكراً وإحساساً وإبداعاً وخلقاً. وعن دور المرأة في فنون الإسلام، أشارت فاطمة إلى أن الفنون بصفة عامة تعتبر مظهراً مهماً من مظاهر الثقافة السائدة في المجتمع، والفن الإسلامي بصفة خاصة يُعد من أنقى وأدق صور التعبير عن الحضارة الإسلامية، بل مرآة ناصعة للحضارة الإنسانية. دعوة للتدبر والتفكر وتحدثت فاطمة عن موضوعات لوحاتها وأسلوبها الفني قائلة: من أحب الذكر لي التسبيح، لوحات كثيرة فيها تكرار لهذا المعنى وهو معنى يستدعي التكرار، ومعظم موضوعات لوحاتي آيات من الذكر الحكيم. وهي كلها تؤكد وتشير وتحث على التدبر والتفكر في خلق الله وعظمته وقدرته. فلوحة الساعة من سورة الرحمن الآية الخامسة «الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ». المعنى يدل على أن الشمس والقمر يتحركان بحساب دقيق، والساعة هي أضبط وأدق تعبير يصور هذه الآية ويعبر عن معناها بدقة. والتكرار الرباعي إشارة إلى المواسم الأربعة والجهات الأربع. أيضاً التسبيح رباعي، خماسي، ثماني. إشارة إلى عدد ملائكة حملة العرش. وكان اختياري لآية (والشمس والقمر بحسبان) نتيجة ما لهذه الصورة من أثر كبير في نفسي، لأنها تتكلم عن قدرة وعظمة الخالق، وفيها دعوة للتدبر والتفكر والتأمل. وأضافت فاطمة: في كل لوحاتي محافظة على الطابع التقليدي الأصيل للحرف ولكن بأسلوب ورؤية جديدة. أحرص على إيجاد ترابط بين أنواع الخطوط، من خلال مزج كل ما هو جميل وكأنني أنتقي من كل بستان أجمل الزهرات وأضعها بحرص وتناسق ضمن مكونات اللوحة. والحركة فيها تعكس أفكاري في فلسفة الخلق والتكوين، فالخلق عمل والعمل حركة وعلاقة الحركة ليست فقط شكلية، أو لونية أو نوعية، وحسب بل هي انعكاس على معظم الأشياء الموجودة في هذا الوجود، أما عن استخدامي الزخرفة فهي ليست لإضفاء جماليات على اللوحة فقط وأنما لتؤدي أغراضاً وظيفية معينة كل حسب موقعها في اللوحة ولونها وأسلوبها. وأشارت فاطمة إلى أن كل خطاط لابد وأن يكون لديه ثقافة خطية فنية، ورؤية عمل يتحرك من خلالها، حتى يستطيع أن يبدع في اللوحة ويقدم أسلوباً وفكراً جديداً. لأن الإحاطة بالخط وأسراره ومغازيه باعتباره من الفنون الجميلة هو دليل علو ثقافي وسمو أدبي وتفوق تاريخي. مداعبة فكر وتفصح فاطمة أنها دائماً تستعين في عملها بأعداد كبيرة من الاسكتشات لاختيار الأفضل في الخط والخامة، وتقول: من مراحل عمل اللوحة: اختيار النص ذي المعنى العميق سواء آية قرآنية أو حكمة أو قولًا عربياً أو أجنبياً، المهم تحقيق الهدف ومداعبة فكر المتلقي وإكسابه المعلومة ودعوته للاستجابة، أيضاً اختيار نوع الخط الذي يتلاءم مع النص، فلكل معنى خط، فالقرآن الكريم خطه هيبة وتعظيم وإجلال وهذا المعنى يجسده خطوط كالثلث، النسخ، الريحاني، المحقق، الكوثر. أيضاً من مراحل عمل اللوحة اختيار الخامات ذات الجودة العليا من حبر وورق وأقلام. وذلك بهدف حماية اللوحة من التلف ومواجهة عوامل الزمن. وأشارت فاطمة أن للخط العربي سمات وخصائص ومميزات كثيرة منها عالمية الخط العربي وبروز فنانين أجانب فيه، وقدرته على بناء جسور مع متذوقيه وإيجاد حوار حضاري ثقافي حتى في حال عدم توافر الخبرة والدراية باللغة كوسيلة للتواصل، يؤكد ذلك معرض إبداع فنانات بالشارقة الذي شاركت فيه فنانات من تركيا، إضافة إلى ما نشاهده في فنون الطباعة الحجرية الهندية والباكستانية. فقد استطاع الكثير من الفنانين الأجانب قراءة اللوحة الخطية قراءة فنية جمالية واكتشاف ما فيها من تركيبات وخطوط وفراغات ودلالات ومن ثم إصدار أحكام فنية على قيمة ودرجة الإبداع الخطي في اللوحة. وستبقى المقتنيات الخطية ذات قيمة استثنائية تحرص المتاحف العالمية على ضمها ضمن مقتنياتها. وختمت أن من مميزات فن الخط العربي أنه فن مرتبط ومتداخل مع فنون كثيرة منها فن العمارة، والفنون التشكيلية، والفنون المرتبطة بصناعة وتشكيل المعادن النفيسة وغيرها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©