أحمد سعيد، وكالات (فيينا، طهران)- قال يوكيا أمانو مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أمس، إنه يشعر “بقلق متزايد” تجاه العناصر العسكرية المحتملة لبرنامج إيران النووي، وحث طهران على التعاون الكامل مع مفتشيه، في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذرية بفيينا والذي تصدر البرنامج النووي الإيراني جدول أعماله. فيما دشنت طهران أول محطة نووية إيرانية بحضور عدد من المسؤولين الإيرانيين والروس.
وقال أمانو أمس لمجلس محافظي الوكالة الدولية إن “إيران لا تبدي التعاون اللازم لتمكين الوكالة من التأكد بشكل موثوق به من غياب مواد نووية وأنشطة غير معلن عنها في إيران”. وكشف أن الوكالة ستعلن قريبا تفاصيل الأمور التي تجعلها تشكك بصورة أكبر في احتمال سعي إيران لإنتاج سلاح نووي.
وقال أمانو “في المستقبل القريب، آمل أن يتم الكشف عن المزيد من التفاصيل التي تثير قلق الوكالة حتى يكون جميع الأعضاء على دراية كاملة”.وأشار مصدر دبلوماسي إلى احتمال أن تأتي المعلومات التي أشار إليها أمانو حول إيران، ضمن التقرير الذي سيرفعه الأخير إلى الاجتماع المقبل لمجلس محافظي الوكالة في نوفمبر المقبل.
وكانت الوكالة أوضحت أنها تلقت معلومات استخباراتية تتعلق بسبعة مشروعات إيرانية مثيرة للشبهات، من بينها إعادة تصميم صاروخ بحيث يصبح قادرا على حمل رأس نووي.
وركز مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اجتماعه الذي بدأ أمس في فيينا على مخاطر التكنولوجيا النووية، وكان البرنامج النووي الإيراني بين الموضوعات التي تصدرت جدول أعمال الاجتماع، حيث من المقرر أن يناقش المجلس الذي يضم 35 دولة، أحدث تقرير للوكالة حول إيران، الذي سجل قلقا متزايدا إزاء احتمال قيام الأخيرة بتصنيع أسلحة نووية.
غير أن إعلان إيران مؤخرا عزمها على السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول بعض منشآتها، يمكن أن يزيد من صعوبة الأمر على الدبلوماسيين الغربيين في توجيه انتقادات لطهران.
وتزامنت بداية اجتماع مجلس محافظي الوكالة مع افتتاح أول محطة نووية في إيران بمدينة بوشهر، وذكرت شبكة (خبر) أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي ووزير الطاقة الروسي سيرجي شماتكو ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي ورئيس مؤسسة (روس آتوم) الذرية الروسية سيرجي كيريينكو شاركوا في مراسم الافتتاح.
وأعلن مسؤول المحطات النووية في المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد أحمديان أن محطة بوشهر لن تدخل حيز العمل قبل بداية 2012، مشيرا إلى أن إيران تفضل الأمن على الجدول الزمني.وقال أثناء الاحتفال بوصول إنتاج المحطة إلى 40% من طاقتها “نتوقع التمكن من وصل المحطة بكامل طاقتها بالشبكة الكهربائية من الآن وحتى نهاية السنة” الإيرانية في مارس 2012.
ونقل موقع التلفزيون الرسمي على الإنترنيت عن أحمديان قوله “انطلاقا من أهمية المسائل الأمنية، وخصوصا بعد حادث فوكوشيما في اليابان، سنتناول المراحل المقبلة بحذر وبحزم وفي إطار الاحترام الصارم للإجراءات”.
وأعلن أنه سيكون من الضروري أزولا فصل المحطة طيلة أسابيع لتبريد المفاعل وإجراء عملية تفتيش شاملة. وقال أيضا “نظرا إلى حساسية المسائل الأمنية، لا نريد فرض أي ضغط على زملائنا عبر الإعلان عن موعد” لإطلاق العمل النهائي للمحطة. ومن المقرر أن تصل المحطة إلى طاقتها الإنتاجية الكاملة في نوفمبر المقبل.
وفي شأن داخلي أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست أمس إن إيران ترفض التدخل في شؤونها الداخلية، وستتصدى لأي نوع من التدخل، فيما يتعلق بالانتخابات التشريعية المقبلة أو شؤون البلد. ?وقال مهمان برست أمس للصحفين في مشهد شمال شرق إيران، إن طهران ترفض أي تدخل من أي بلد كان في شؤونها الداخلية، وينبغي احترام حقوق الشعوب بدلا من التدخل في شؤون البلدان”.?وأضاف “ إنه بالنظر إلى الوعي والصحوة التي تشهدها شعوب المنطقة فإن البلدان الأخرى تجد صعوبة في نجاح حرف مسار الناس”.
عدد اليوم
