الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تشدد الرقابة على شركات الأدوية الأجنبية

8 سبتمبر 2013 22:05
تستوعب شركات الأدوية العالمية في الوقت الحالي أعداداً من مندوبي المبيعات في الصين، أكثر من تلك التي في أميركا التي تشكل سوقها الأكبر. كما تقوم العديد منها مثل ميرك وجلاكسو سميث كلاين، باستثمارات ضخمة في مجالات البحوث العالمية هناك، بما في ذلك إنشاء مراكز للبحوث والتطوير. ومن المتوقع خلال السنوات القليلة المقبلة، أن تحتل الصين المرتبة الثانية على حساب اليابان كثاني أكبر سوق للأدوية في العالم. ويصادف ارتفاع الطلب الصيني للأدوية توقيتاً مناسباً بالنسبة للشركات الغربية الكبيرة التي تراجعت مبيعاتها بفعل انتهاء براءات الاختراع في أميركا وللقيود الصارمة التي تفرضها السلطات الأوروبية على الأسعار. لكن بيع الأدوية والمستحضرات الطبية الأخرى في الصين محفوف بالمخاطر على نحو مطرد، حيث تؤكد ذلك الاتهامات الأخيرة في الصين الموجهة ضد شركة جلاكسو بدفع أموال عبر وكالات السفر لأطباء ومستشفيات ولمسؤولين حكوميين، بهدف رفع معدل مبيعات الأدوية في البلاد. واعتبرت الصين القضية بمثابة الجريمة المنظمة وأوقفت أربعة مديرين صينيين لاستجوابهم. واستجابة للضغوط الحكومية، قامت بعض الشركات التي تعتبر الأفضل في صناعة حليب الأطفال في العالم، مثل أبوت ونستله، بخفض أسعارها في الصين، في حين بدأت الجهات المسؤولة في مراجعة سياسات التسعير لنحو 60 شركة أجنبية تعمل في إنتاج الأدوية في البلاد. وتدل هذه التحقيقات، على مدى أهمية سوق الرعاية الصحية بالنسبة للشركات العالمية وللحكومة الصينية على حد سواء. ولم تذع الحكومية الصينية سراً، بهدفها الرامي لدفع قطاع صناعة الأدوية المحلي في منافسة أكثر مباشرة، مع كبريات الشركات المنتجة للأدوية في العالم. وكنتيجة لذلك، يمكن أن تتوقع الشركات الأجنبية المزيد من عمليات الرقابة اللصيقة، في وقت تسعى فيه الصين للتحول من اقتصاد يركز على التصدير، لأخر يعتمد أيضاً على المستهلك المحلي. وساهمت العديد من العوامل في حدوث الطفرة في الصين، حيث أفرز النمو الاقتصادي الطبقة الوسطى القادرة على شراء الأدوية الغربية الغالية وعلى العلاج من أمراض مثل الاكتئاب أو أمراض الجهاز التنفسي، التي كانت لا تخضع في الماضي حتى للتشخيص أو العلاج. وبموجب برنامج الرعاية الصحية الجديد، زادت الصين من نطاق التغطية الصحية لمئات الملايين من المرضى، حيث بلغت نسبة الذين لديهم تأمين صحي 95% من إجمالي السكان في 2011، مقارنة بنحو 43% في 2006. ومن المتوقع زيادة إنفاق الصين على قطاع الرعاية الصحية بحلول 2020 إلى تريليون دولار، من 357 مليار دولار في 2011. وحتى عندما رفعت الشركات الأجنبية من حجم استثماراتها، يسعى الصينيون أيضاً للاستفادة من سوق الرعاية الصحية الرائجة. وحددت الحكومة القطاع الطبي من بين سبعة مجالات تنوي تطويرها ضمن الخطة الاقتصادية الخمسية، بجانب استثمار القطاع الطبي في البلاد لنحو 160 مليار دولار في عمليات البحث والتطوير خلال العام الماضي. ومع أن الصين تخطط لبناء قطاع قوي لصناعة الأدوية على النطاق المحلي، إلا أن حظ الشركات الأجنبية ما زال قائماً في وجود من لهم الرغبة في الحصول على عقاقير أجنبية أكثر جودة وأغلى ثمناً. وتحاول «جلاكسو» تحسين صورتها بعد أن تعرضت لغرامة في أميركا قدرها 3 مليارات دولار، نتيجة لبعض الترويج الخاطئ لعقاقير معالجة الاكتئاب ولفشلها في الإعلان عن بيانات السلامة في ما يتعلق بدواء “أفانديا” لعلاج مرض السكري. وفي الصين، تتهم السلطات مديري الشركة بدفع الرشى وتنظيم مؤتمرات مزيفة. ووجدت مثل هذه الممارسات اهتماماً بالغاً في أميركا، التي حققت مع عدد من شركات صناعة الأدوية الكبيرة بما فيها «جلاكسو». ووافقت شركة “إلي ليلي” الأميركية للأدوية، على دفع نحو 29 مليون دولار لتسوية اتهامات في أنها استغلت طرف ثالث لتسريب رشى لمسؤولين حكوميين في الخارج. كما فرغت مؤخراً شركات مثل فايزر لصناعة الأدوية وبايوميت لإنتاج المعدات الطبية، من تسوية اتهامات وجهتها لها حكومات اتحادية بدفع رشى في الصين ودول أخرى. نقلاً عن: «إنترناشونال هيرالد تريبيون»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©