جاءت مباراة الجزيرة والإمارات مساء أمس الأول في دوري الخليج العربي لكرة القدم، بمثابة شهادة إجادة للمدرب البلجيكي إيريك جيريتس في القدرة على علاج الأخطاء الدفاعية، التي كانت واضحة في أداء الفريق «الجزراوي» خلال مباراتيه أمام عجمان والفجيرة، ربما لا تحمل تلك الشهادة ضماناً لعدم تكرار تلك الأخطاء في المستقبل، لكنها دليل على أن بصمات المدرب بدأت في الظهور على أداء المنظومة الدفاعية، خصوصاً أن الفارق كان كبيراً بين مستوى الجزيرة « دفاعياً» في مباراة الفجيرة السابقة، وبين المستوى في مباراة الإمارات، وهو الفريق الفائز على الفجيرة في ملعبه بالجولة الأولى.
ويعزز هذا الكلام أن المدرب كان منزعجاً للغاية بعد التعادل مع الفجيرة، وأعلن في المؤتمر الصحفي، الذي أعقب اللقاء أنه سيعمل مع لاعبيه على تدارك تلك الأخطاء، والعمل على منع ظاهرة تقديم الهدايا للآخرين.
نجح المدرب البلجيكي في ربط الخطوط الثلاثة ببعضهم، وبذلك لم يترك مساحات خلفية لحركة المنافسين، ونجح المدرب أيضاً في اللعب على امتلاك الكرة لأكثر وقت ممكن، كما أنه ألزم كل اللاعبين، بمن فيهم المهاجمون ولاعبو الوسط بأدوار دفاعية لعمل الضغط على وسط ودفاع المنافس، بما خفف العبء على الخط الدفاعي، فلم يحدث أي تهديد بكرة خطيرة واحدة على مرمى على خصيف.
وعن المباراة، أكد جيريتس أن فريقه حقق المهم، وهو الفوز والحصول على النقاط، وأن أهم مكاسب اللقاء أيضاً هو تجاوز التعثر أمام الفجيرة في الجولة الماضية.
وقال: «الفوز تحقق، بالرغم من أن الفريق لم يظهر بالمستوى الذي أتمناه، ولكن ظروف الطقس كانت صعبة على اللاعبين وأثرت على أدائهم، وما زال أمامنا طريق طويل للتحسن ولتقديم مستويات أفضل».
وتابع: «الشوط الأول كان غاية في الصعوبة، ولكن تغير الحال في الشوط الثاني، وقدم الفريق مستوى أفضل، وترجم أفضليته بتسجيله ثلاثة أهداف ليتحقق الفوز، وفي كرة القدم أحيانا تقدم أحسن مستوى، ولا يتحقق لك الفوز، وفي الأحيان الأخرى، تقدم مستوى مقبولا وتحقق الفوز، وهذا هو المهم».
وعن سبب تحسن الأداء في الشوط الثاني قال جيرتس: «غيرنا الطريقة في الشوط الثاني، من خلال تعليمات ما بين الشوطين، بعد أن نجحنا في الضغط على المنافس طوال الشوط الأول، واستنفذنا جزءاً كبيراً من طاقته، وكثفنا الهجوم، من خلال الدفع بمهاجمين صريحين، هما فوسينيتش، وعلي مبخوت، ولذلك صنعنا الكثير من الفرص، وسجلنا 3 أهداف، والأهم من ذلك أننا حافظنا للمرة الأولى منذ بداية الموسم على شباكنا نظيفة».
وأشاد جيريتس بكل لاعبي الفريق في كل الخطوط، على العمل طوال الأيام الأخيرة لعلاج الأخطاء، ثم استيعاب التعليمات، وتطبيقها بقدر المستطاع، وقال: ربما لم نصل إلى الدرجة التي ترضيني بنسبة 100 ?، إلا أن كل اللاعبين بذلوا أقصى جهد، وخصوصاً ميركو فوسينيتش صاحب «الهاتريك» الذي يلعب بأسلوب «السهل الممتنع».
وأضاف: «بدأ الفريق في استيعاب فلسفتي الكروية، ونحن نسير حالياً في الطريق الصحيح نحو بناء فريق يقدم كرة قدم ممتعة وهجومية».
وعن سبب بطء الإيقاع في معظم فترات المباراة، وخصوصاً في الشوط الثاني قال جيريتس: لاعبو الإمارات تسببوا في بطء إيقاع اللعب بسقوطهم المتكرر على أرضية الملعب في الشوط الثاني، لكن لاعبو الجزيرة حافظوا على تركيزهم، وفرضوا شخصيتهم على المنافس، واستطاع ميركو فوسينيتش أن يعبر عن مواهبه الكبيرة في الإفلات من الرقابة والتسجيل وساهم بأهدافه في تحقيق الفوز للفريق.
وعاد المدرب ليؤكد أن الفوز الكبير، الذي حققه الجزيرة لا يعني بأن اللاعبين قدموا أفضل مستوى، معترفاً بوجود بطء في بناء الهجمات في الشوط الأول، وعدم فاعلية في الهجوم، وقال: الوقت ما زال مبكراً جدا لإطلاق الأحكام على الفريق، فقد غيرنا من أسلوبنا التكتيكي، وكان هذا واضحا في الشوط الأول ونفذ مبخوت ولانزيني واجباتهما الدفاعية بإجادة كبيرة.
وعن تحسن أداء دفاع فريقه قال جيرتس: «بالفعل كان خط الدفاع جيداً، خاصة من حيث تمركز اللاعبين، والتغطية خلف بعضهم، إلا أنه وفي بعض الفترات المتباعدة كانت هناك فجوة صغيرة بين خطي الوسط والدفاع، وهذا ما سيتم العمل على علاجه في الفترة القادمة».
أكد أن ضربة الجزاء نقطة التحول
كاميلي: الإرهاق وأخطاء الدفاع وراء الخسارة
أكد البرازيلي باولو كاميلي مدرب الإمارات أن فريقه قدم شوطاً أول جيداً، وأنه كان نداً حقيقياً للجزيرة في هذا الشوط، وأن أهم ما يميز أداء الإمارات في الشوط الأول، هو التوازن بين الدفاع والهجوم، وأن الأداء افتقر للتوازن في الشوط الثاني، وتراجع المستوى بسبب تعرض بعض اللاعبين للإجهاد والإرهاق الناتج عن خوض مباراة قوية أمام الوحدة، مؤكداً أنه كان يعلم أن الجزيرة سيدخل المباراة بتركيز أكبر، وسيسعى للتسجيل المبكر، وأنه عمل على حرمانه من ذلك في الشوط الأول.
وقال: ارتكبنا بعض الأخطاء الدفاعية في الشوط الثاني، ومن أحد الأخطاء تمكن الجزيرة من تسجيل الهدف الأول من ركلة جزاء، وكان الهدف الأول هو نقطة التحول في اللقاء، حيث ارتبك أداء الإمارات، وظهرت المساحات على الطرفين، واستغلها الجزيرة في تسجيل هدفين سريعين، خاصة بعد أن تعرض مدافعنا مبارك سعيد للإصابة.
وعن سر التراجع البدني في الشوط الثاني، قال باولو كاميلي: الوقت قصير بين كل مباراة وأخرى، حيث لعب الفريق مباراته الأخيرة أمام الوحدة منذ أربعة أيام فقط، ولم يكن هناك وقت كاف لاستعادة الشفاء للاعبين وتجهيزهم بطريقة سليمة، إضافة لتأثر اللاعبين نفسياً نتيجة خسارتهم أمام الوحدة في الوقت الإضافي، كما أن الفريق لعب مبارياته في الجولتين السابقتين في توقيت الخامسة والنصف، ولعب هذه الجولة في الثامنة والربع، وكان لذلك أثره السلبي على تكيف اللاعبين، مع عدم وجود وقت كاف للتدريب قبل مباراة الجزيرة.
وعن رأيه في أن تغيير الجزيرة لأسلوب لعبه في الشوط الثاني كان سبباً في ترجيح كفته على فريقه وتحقيقه الفوز، قال: المشكلة أن بعض اللاعبين في فريقي لعبوا في مراكز غير مراكزهم اضطرارياً مما أثر على الناحية الهجومية للفريق.
وعن رأيه في سلبية مهاجميه في اللمسة الأخيرة، قال: المشكلة موجودة في معظم الفرق، وبالنسبة لي سأسعى لعلاجها مع اللاعبين خلال الفترة القصيرة المقبلة.
(أبوظبي – الاتحاد)
فوسينيتش: النقاط أهم من «الهاتريك»
أكد ميركو فوسينيتش مهاجم الجزيرة أن تسجيله أول «هاتريك» في الدوري لا يعني شيئاً، وأن الفوز بنقاط المباراة بالنسبة له هو الأساس، مشيراً إلى أنه لولا جهود زملائه لما تمكن من تحقيق الأهداف الثلاثة، وأن الفريق كله قدم أفضل ما عنده، وكان حريصاً على تصحيح وضعه في المنافسة، خاصة بعد التعادل مع الفجيرة.
وقال: «في الشوط الأول لم نتمكن من الوصول لشباك المنافس، ولكن في الشوط الثاني استعدنا الثقة التي قادتنا لتحقيق الفوز وحصد النقاط الثلاث، ويجب أن أشيد بخط الدفاع الذي قدم مباراة جيدة بداية من الرباعي مسلم فايز، ومروراً بياسر مطر وعبدالله موسى، وانتهاء بخالد سبيل، وأيضاً جوسيلي، وخميس إسماعيل اللذين قاما بدور فعال في هذا الجانب، والفريق الذي يلعب كوحدة واحدة هو الذي يقدم الأفضل، وكنا في المباراة وحدة واحدة في الدفاع والهجوم.
(أبوظبي - الاتحاد)
ياسر مطر:
التركيز «كلمة السر»
أكد ياسر مطر لاعب الجزيرة أن السبب الرئيسي في فوز الجزيرة على الإمارات هو استغلال الفرص وترجمتها إلى أهداف، وأن الجزيرة كان بإمكانه أن ينهي اللقاء من الشوط الأول، لو أحسن استغلال الفرص التي أتيحت له برغم أنها كانت قليلة.
وعن الدفاع ونجاحه في الحفاظ على شباكه نظيفة لأول مرة في الموسم، قال: «التركيز هو كلمة السر، وكل لاعب قام بدوره في الدفاع، ابتداء من خطي الوسط والهجوم، ولعبنا كفريق، ومن أجل ذلك لم نواجه أي صعوبات في مباراة الإمارات، فكل فرد أدى ما عليه هجومياً ودفاعياً، كما أننا تعلمنا من أخطائنا التي وقعنا فيها أمام الفجيرة، لأن المدرب عرض علينا شريط اللقاء أكثر من مرة، وتحدث معنا جميعاً، ولم يٌحمل أحد بعينه الأخطاء، وعملنا بالفعل كفريق.
وعما إذا كان الفوز يمنح فريقه دافعاً معنوياً قال: «الفوز لم يكن عادياً، لكنه حقق لنا الصدارة، ولو مؤقتاً، والصدارة لها بريقها، لأنها توفر الدافع والحافز للفريق من أجل الحفاظ عليها، وبالتأكيد فإن الفوز يأتي بفوز».
(أبوظبي – الاتحاد)
لويس هنريكي: توقيت الهدف الثاني أضاع فرصة العودة
أكد لويس هنريكي مهاجم فريق الإمارات أن فريقه لو استمر على نفس المستوى الذي لعب عليه في الشوط الأول، لما كان قد تلقى الخسارة، وأنه لا يعلم ماذا حدث في الشوط الثاني، كي يتلقى الفريق 3 أهداف، خاصة أن توقيت الهدف الثاني الذي سجله الجزيرة بعد الهدف الأول بأقل من 5 دقائق لم يخدم فريقه للعودة للقاء.
وقال هنريكي: «المدرب سوف يجلس معنا اليوم للتعليق على المباراة، وتحليل أدائنا فيها، ولا نزال في بداية الموسم، ولا يجب أن ننسى أننا واجهنا فريقاً قوياً على ملعبه، ووسط جماهيره، وكان علينا أن نواصل الأداء في الشوط الثاني، لكن الجزيرة ضغط علينا بقوة، وتراجعنا كثيراً أمامه بلا مبرر.
وعن سر التحول الكبير في الأداء خلال الشوط الثاني، وما إذا كان متعلقاً بالجانب البدني قال: «لا أعرف بالضبط، هذا عمل المدرب، وسوف يحلل اللقاء، ويجب علينا أن نخرج سريعاً من تلك الخسائر، وأن نستعيد التوازن قبل أن نلعب مع بني ياس في الجولة المقبلة».
(أبوظبي – الاتحاد)
بيترويبا:
تخلصنا من «الضغوط»
أكد البوركيني جوناثان بيترويبا لاعب الجزيرة أن الفوز أعاد الفرحة لفريقه، وأن العمل كفريق في الدفاع والهجوم هو الذي قاد الجزيرة لتحقيق الفوز، مشيراً إلى أن الشوط الثاني كان أفضل من الأول، وأن الفريق يستطيع أن يفكر الآن بهدوء في المباراة المقبلة بعيداً عن الضغوط، وأن الجزيرة نجح في العودة للطريق الصحيح.
وعن سر التحول في الشوط الثاني قال: « تحدث المدرب معنا بين الشوطين، وقدنا كلام المدرب وخطته التي منحنا إياها للأفضل، وأنا سعيد للغاية بصناعتي للهدف الثالث لفوسينيتش، وبالنسبة لي فإن الفوز هو الأولوية بالنسبة لنا، وبعد ذلك يمكن أن أفكر فيما إذا كنت أسجل أم يسجل غيري، وأتمنى أن تشهد المباراة المقبلة أمام الظفرة تسجيلي لأول الأهداف في دوري الخليج العربي.
(أبوظبي - الاتحاد)
عبد الله موسى: الهدف الأول خلط كل أوراقنا
أكد عبد الله موسى حارس مرمى فريق الإمارات أن فريقه جاء إلى أبوظبي من أجل تحقيق نتيجة إيجابية، والخروج ولو بنقطة التعادل، وقال إن فريقه نجح في تحقيق هدفه لمدة ساعة كاملة، حتى تلقى الهدف الأول، وبعد الهدف الأول اختلف كل شيء، فقد ارتبك دفاع الفريق، وتباعدت الخطوط.
وعن السبب في تراجع المستوى بشكل لافت في الشوط الثاني قال: «السبب هو الهدف الأول للجزيرة، كما أنني أظن أن الخسارة في الوقت الضائع أمام الوحدة المباراة السابقة كان لها أثرها السلبي على نفسية اللاعبين، لكنني على ثقة بأننا سوف نعمل بجد على الخروج من تلك الحالة».
(أبوظبي - الاتحاد)
مسلم فايز:
لا يرضينا على ملعبنا سوى الفوز
أكد مسلم فايز مدافع الجزيرة أن المباراة أمام الإمارات لم تكن سهلة، وأن الفوز أعاد للفريق تماسكه، وأزال التوتر، الذي أصاب اللاعبين بعد التعادل على ملعب الجزيرة أمام الفجيرة، كما أنه أعاد الصورة المناسبة للدفاع «الجزراوي»، وسوف يكون ذلك حافزاً كبيراً للحفاظ على الشباك نظيفة لأطول فترة ممكنة.
وقال مسلم: على ملعبنا لا يرضينا إلا الفوز، ويجب أن نحافظ على ذلك، وأقول لجماهير الجزيرة، لا تقلقوا على الدفاع، فقد راجعنا أنفسنا، واجتهدنا مع المدرب في الأيام الأخيرة، وتعلمنا من الأخطاء، ولن ندخر أي جهد من أجل عدم تكرارها، وخطوة بخطوة سوف نتحسن، خصوصاً إذا استغل الهجوم الفرص كما فعل فوسينيتش.
وأضاف: أهم شيء في الفوز على الإمارات، أننا تمكنا من استعادة ثقة الجماهير، ونعدهم بأننا سوف نقاتل من أجلهم سواء في المباريات خارج ملعبنا أو في الداخل.
(أبوظبي – الاتحاد)
عدد اليوم
