الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

النيجر تخشى زعزعة الاستقرار بسبب النزاع الليبي

13 سبتمبر 2011 09:21
نيامي (وكالات) - أعلنت النيجر دخول الساعدي القذافي إلى أراضيها دون إعلان مسبق، وأن دورية حدودية تمكنت من اعتراض قافلته، ويأتي هذا التطور في وقت تواجه فيه نيامي مخاطر كبيرة تهدد استقرارها بعد وصول جنرالات الزعيم الليبي الفار إلى أراضيها، يصحبهم متمردون طوارق سابقون مسلحون بآليات عسكرية وأسلحة. ووصف مصدر عسكري في جيش النيجر الوضع الداخلي بأنه “متفجر، ويُخشى وقوع الأسوأ”. ووصل الساعدي، نجل العقيد الليبي الهارب معمر القذافي، إلى النيجر أمس الأول. وقال وزير العدل في النيجر مارو أمادو في العاصمة نيامي “اليوم، 11 سبتمبر، اعترضت جنود من القوات المسلحة خلال قيامهم بدورية في الصحراء قافلة كان فيها تسعة أشخاص، وعثر فيها على أحد أبناء القذافي”. وحدد الوزير أنه الساعدي، ثالث أبناء القذافي السبعة. وأضاف أنه “لم يتم إخطارنا بوصولهم”. وأوضح أمادو أن “القافلة تتجه في هذه اللحظة إلى أجاديز (شمال النيجر)، ويمكن أن تصل القافلة إلى نيامي في أي وقت”. وقال إنه يتوقع وصولهم إلى العاصمة في موعد أقصاه الثلاثاء. ومن جانبه قال رئيس وزراء النيجر بريجي رافيني أمام دبلوماسيين أجانب في نيامي أمس “لقد استقبلنا إجمالاً 32 شخصا في بلادنا لأسباب إنسانية، من بينهم أحد أبناء القائد الليبي هو الساعدي وأيضا ثلاثة جنرالات”. وأضاف أن هؤلاء الأشخاص دخلوا في 4 مجموعات. وكانت النيجر، جارة ليبيا الجنوبية، قالت في وقت سابق إنها سمحت بدخول موالين للقذافي إلى أراضيها لأسباب إنسانية. وأكدت التزامها بقرارات القضاء الدولي لاعتقال القذافي والمقربين منه. وبسؤال وزير العدل عن وضع الساعدي في البلاد اكتفى بقوله إن النيجر ستفي بالتزاماتها الإنسانية. وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة باعتقال معمر القذافي وابنه سيف الإسلام لكنها لم تصدر أي مذكرة بشأن الساعدي المعروف أساسا في الخارج بولعه بكرة القدم. وقافلة الساعدي هي ثالث قافلة تضم أفرادا مهمين من المحيطين بالقذافي تصل إلى النيجر خلال الأيام السبعة الأخيرة. ومن بين الذين وصلوا إلى النيجر القائد الأمني للقذافي واثنين آخرين من كبار قادته. ووصل الجمعة موكب من 12 سيارة تقل مقربين من القذافي إلى أجاديز يواكبه جنود نيجريون. كما وصل الخميس إلى أجاديز أيضاً 3 ضباط ليبيين مقربين من القذافي، من بينهم القائد السابق للقوات الجوية، ووضعوا جميعاً قيد المراقبة العسكرية. وأوضحت حكومة النيجر أن الضباط هم العقيد الريفي علي الشريف قائد سلاح الجو الليبي السابق، واللواء علي خانا الحارس الشخصي للقذافي، والعقيد محمد عبيد الكريم من قيادة منطقة مرزوق أقصى جنوب ليبيا. وتواجه نيامي مخاطر كبيرة تهدد استقرارها بعد وصول جنرالات الزعيم الليبي الفار إلى النيجر، بصحبة العديد من المتمردين الطوارق السابقين الذين قاتلوا في ليبيا. وحذر مسؤول بمنظمة غير حكومية في أجاديز طلب عدم كشف هويته من أن “التحالف بين القذافي وعدد من قادة حركات الطوارق المتمردة سابقاً يؤجج مخاطر وقوع هجوم مضاد في ليبيا انطلاقاً من شمال النيجر”. كما قدر مصدر من الطوارق أن عدد المتمردين النيجريين السابقين الذين قاتلوا بجانب القذافي يقدر بـنحو 1500 شخص. وعاد عدد كبير منهم إلى شمال النيجر بعد هزيمة قوات الزعيم الليبي. وقال زعيم سابق للمتمردين الطوارق إن “العديد من المتمردين السابقين عادوا من ليبيا إلى النيجر مسلحين بآليات وأسلحة”. وأضاف أن “الوضع متفجر، ويُخشى وقوع الأسوأ”. وأضاف أن “الأسلحة تنتشر في منطقة آير الجبلية التي تشكل قاعدة خلفية لمقاتلي الطوارق. وقال ضابط في الجيش النيجري متمركز في أجاديز إننا “شبه واثقين من أن المتمردين الطوارق السابقين لم يسلموا ترسانتهم الحربية بالكامل إلى السلطات بعد نزاع عام 2009، وأنهم يخفون مخزونا ضخما في الصحراء”. وأشار الضابط في الجيش أيضاً إلى أن “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، اغتنمت بالتأكيد الفوضى في ليبيا لتعزيز ترسانتها”، وتساءل “ما الذي يخفيه لنا الغد؟”. وقال وزير العدل الجمعة “إننا نسيطر على الوضع في الوقت الحاضر”. إلا أنه “يأسف لانتشار أسلحة ثقيلة في منطقة الساحل” مؤكدا أن “أراضي النيجر لن تستخدم لزعزعة استقرار ليبيا تحديدا ولا المنطقة”. وكان الرئيس النيجيري محمدو يوسفو الذي تواجه بلاده خطر تنظيم “القاعدة” في بلاد المغرب الإسلامي، حذر في يوليو من أنه “على الصعيد الأمني، فإن الوضع في ليبيا يزيد المخاطر التي تهدد استقرار النيجر”. ويخشى بعض النيجريين أن تتذرع القوى الغربية بالمقربين للقذافي للتدخل في النيجر. وقال الصحفي جاري أمادو بمجلة “ليفينمان” إن الأوضاع الحالية يمكن أن تحول النيجر إلى بلد مارق يحمي مجرمين يزعزعون استقراره. ويرى أن “الحرب في ليبيا تندرج في سياق خطة واسعة النطاق دبرها الغربيون للسيطرة على منطقة جنوب الصحراء الأفريقية التي أصبحت استراتيجية” بسبب “النفط ومكافحة الإرهاب والهجرة (غير الشرعية إلى أوروبا)”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©