الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الرئيس اليمني يطالب «الحوثيين» بإخلاء صنعاء

الرئيس اليمني يطالب «الحوثيين» بإخلاء صنعاء
27 سبتمبر 2014 17:59
تنامى السخط الشعبي والسياسي في صنعاء إزاء ممارسات و«انتهاكات» المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية منذ الأحد الماضي، في وقت ندد الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي بـ «انتهاك حرمات البيوت»، ومهاجمة المعسكرات والمؤسسات الحكومية، مطالباً الجماعة المذهبية بالاعتراف بسيادة الدولة على أراضيها كلها «وفي مقدمة ذلك عاصمتها صنعاء» لإنجاح اتفاق التسوية الذي أبرم مؤخراً في رعاية مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر. واستحدث المتمردون الحوثيون، أمس، حواجز تفتيش إضافية في العديد من شوارع العاصمة صنعاء، واحتلوا مؤسسات حزبية جديدة، بينها المقر الأصلي لـ «حزب المؤتمر الشعبي العام» الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح ، رضافة الى رفع شعار الجماعة «الموت لأميركا الموت لإسرائيل» على سطح مبنى اللجنة العامة لحزب «المؤتمر الشعبي العام» الواقع في حي الحصبة شمال غرب صنعاء. و أنزل الحوثيون ايضا صورة كبيرة للرئيس السابق علي عبدالله صالح كانت معلقة على المبنى المغلق منذ ثلاث سنوات بعد تضرره في المواجهات التي شهدتها العاصمة في مايو 2011فضلا عن اقامة حاجز تفتيش بالقرب من مبنيي الحكومة والبرلمان، وسط صنعاء، رافعين شعار الجماعة وصورة لزعيمهم، عبدالملك الحوثي، على مدرعة قريبة. وأثار انتشار مسلحين حوثيين في شارع قريب من منزل الرئيس السابق علي عبدالله صالح في شارع حدة، جنوب العاصمة، اهتمام بعض وسائل الإعلام المحلية خلال الأيام الماضية. إلا أن ممارسات الحوثيين غير القانونية في صنعاء زادت من مشاعر السخط الشعبي والسياسي . وأثارت تقارير صحيفة غير مؤكدة اعتزام الحوثيين منع النساء من قيادة السيارات في صنعاء، والخروج «من دون محرم»، الجماعة. وكان «انتصار الثورة» حديث خطباء مساجد موالون للجماعة الحوثية، خلال خطبتي صلاة الجمعة أمس، ما أثار استياء واضحاً لدى مصلين وسط أنباء تفيد أن الحوثيين اقتحموا عدداً من مساجد صنعاء الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الإسلامي السني . وقال مسؤول في حزب الإصلاح، لـ «الاتحاد»: «اقتحم الحوثيون عدداً من المساجد في صنعاء ونصبوا خطباء وأئمة مؤيدين لهم»، مشيراً إلى أن من بين هذه المساجد مسجد «ذو النورين» القريب من مقر قيادة الجيش، ومسجد دار الأيتام المجاور لمعسكر «الفرقة الأولى مدرع». وأضاف أن الحوثيين أجبروا المصلين في مسجد الأيتام على ترديد الصرخة (شعار الجماعة) خلال صلاة الجمعة أمس. وأكد أن الحوثيين اقتحموا خلال الأيام الماضية 40 منزلاً من منازل قيادات حزب الإصلاح، الشريك في الائتلاف الحاكم الحالي، وعلى صلة بجماعة الإخوان المسلمين التي تزعمت الانتفاضة ضد الرئيس السابق في عام 2011. وقال: «لا يزال الحوثيون يسيطرون على 30 منزلاً»، مشيراً إلى أن من بين المنازل التي اقتحمها الحوثيون منازل تعود لوزراء ونواب إصلاحيين وناشطين سياسيين ودعويين بارزين في الحزب الذي توارت الكثير من قياداته المتوسطة في أماكن مجهولة خشية تعرضها للملاحقة من قبل الجماعة المذهبية التي خاضت ست جولات من القتال ضد القوات الحكومية خلال الفترة ما بين 2004 و2010. وبحسب هذا المسؤول، فإن الحوثيين يسيطرون حالياً على نحو 20 مؤسسة تعليمية ودينية بارزة تابعة لحزب «الإصلاح»، منها جامعة العلوم والتكنولوجيا، مؤسسة طيبة، ودار القرآن الكريم. وسط هذه الأجواء شن الرئيس اليمني هجوماً عنيفاً على جماعة الحوثيين في خطاب وجهه للشعب، الليلة قبل الماضية، بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لقيام الجمهورية. قائلا: «أرادت بعض القوى التي تخلط بين المنطق الثوري والدافع الثأري أن تربح حتى لو كان ثمن مكاسبها سقوط اليمن في دوامة الفوضى والتشظي». وأضاف هادي أن «تصفية حسابات القوة العمياء المسكونة بالثأر، لا يمكن أن تبني الدولة ولا مؤسساتها الدستورية، ولا يمكن أن تؤسس لسلم اجتماعي بين كل مكونات المجتمع». وتابع «أتساءل إذا كانت مكافحة الفساد وبناء الدولة تتم بنهب البيوت والمعسكرات ومؤسسات الدولة، فكيف يمكن أن يكون الفساد والتخريب؟ وهل من يريد بناء الدولة المدنية الحديثة أن ينتهك حرمات البيوت ويهاجم مؤسسات الدولة بغية نهبها». وأكد أن الشعب اليمني لن يقبل بإضعاف مؤسسات الدولة «وتدميرها معنوياً ومادياً» بعد أن رفض خيارات العنف كافة منذ اندلاع الأزمة في البلاد مطلع 2011، لافتاً إلى أن اليمنيين اختاروا الدولة المدنية الحديثة والمواطنة المتساوية والسلمية في التعبير بعد أن اتعظوا «مما حدثَ في العراقِ وليبيا وسوريا». ولفت إلى أن اتفاقية السلم والشراكة الوطنية التي تم التوصل إليها الأحد الماضي لوقف القتال في صنعاء، «وثيقة متكاملة، والتعامل بانتقائية معها وبما يناسب أهواء طرف دون الأهواء الأخرى، يشكل بذرة لعدم نجاحها وخروجها عن الإجماع الوطني». وتضمنت الاتفاقية 17 بنداً وملحقاً أمنياً، أبرزها تشكيل حكومة كفاءات في غضون شهر برئاسة «شخصية وطنية محايدة وغير حزبية»، و«بسط سلطة الدولة واستعادة سيطرتها على أراضيها»، و«إزالة جميع عناصر التوتر السياسي والأمني» في البلاد. وقال الرئيس هادي إن المدخل الحقيقي والشرعي لتطبيق هذه الاتفاقية هو الاعتراف بالسيادة الكاملة للدولة على أراضيها ومناطقها، وفي مقدمة ذلك العاصمة صنعاء وتسليم المؤسسات والأسلحة والمنهوبة كافة، مشيراً إلى أن «الوطن يتسع للجميع وليس حكراً على أي طرف كان». واستولى الحوثيون على معدات عسكرية ثقيلة وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر خلال عملية اجتياح العاصمة صنعاء التي تمت بـ «دعم من أطراف سياسية عديدة»، بحسب المحلل السياسي اليمني، عبدالغني الماوري. وقال الماوري لـ «الاتحاد»، إن «الحوثيين دخلوا صنعاء بدعم من أطراف سياسية عديدة، منها جناح الرئيس السابق في السلطة وأيضاً الدائرة القريبة من الرئيس الحالي». وأضاف :«الحوثيون حققوا مكاسب وقتية ستزول أمام سقوطهم الأخلاقي الذي تجلى بوضوح في اقتحام المنازل وملاحقة الخصوم حتى أن المنابر الإعلامية القريبة منهم بدأت بمهاجمتهم». ووصف الماوري الوضع الراهن في اليمن بـ «القاتم»، وقال إن الاستقرار الأمني الحالي في صنعاء «هش»، مشيراً إلى أن سقوط العاصمة بأيدي المقاتلين الحوثيين «أغرى تنظيم القاعدة بإعلان الحرب على الحوثيين وشن هجمات بسيارات ملغومة». وتوقع اندلاع صراع مسلح خلال المرحلة القادمة بين المتمردين الحوثيين ومعسكر الرئيس السابق الذي ما زال يحافظ على نفوذ كبير داخل مؤسسة الجيش والقبيلة في البلاد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©