الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء يطالبون بتبني برامج للمحافظة على السلالات الأصيلة للماعز المحلي

خبراء يطالبون بتبني برامج للمحافظة على السلالات الأصيلة للماعز المحلي
7 ديسمبر 2010 13:41
محسن البوشي (العين) - أكدت دراسة علمية حديثة قام بها فريق من الباحثين بجامعة الإمارات أهمية إيجاد خطط وبرامج طموحة للمحافظة على السلالات الأصيلة للماعز المحلي بما تمتلكه من صفات جيدة وحمايتها من خطر الانقراض نظرا لوجود أعداد كبيرة من السلالات المستوردة لدى المواطنين مربي الحيوانات. ولفت الدكتور صالح الشرعبي أستاذ علم وراثة وتحسين الحيوان في الكلية ورئيس فريق البحث، إلى أن سلالة الماعز المحلي الأصيلة تمتلك صفات متميزة يمكن تحسينها، وهو ما يؤكد ضرورة تبني برنامج شامل لحماية هذه السلالة التي تتواءم وإلى حد كبير مع الظروف البيئية المحلية بدولة الإمارات. وأظهرت نتائج الجهود البحثية التي قام بها الخبراء في الكلية، أهمية العوامل البيئية في تحديد صفات النمو لدى مواليد الماعز، وكذلك أهمية العوامل المترتبة على حالة الأمهات، وكشفت الأبحاث عن عدم وجود أي تعارض بين هذه الصفات، بمعنى أنه إذا تم تحسين إحدى الصفات الوراثية فإن الصفات الأخرى لا تتأثر. وأضاف الشرعبي أن سلالة الماعز المحلي الأصيل تعتبر من أحسن السلالات الموجودة في الدولة وأكثرها تفضيلا لدى المواطنين وقدر نسبة الأعداد المتوفرة من تلك السلالة الأصيلة بحوالي 20 % من إجمالي أعداد رؤوس الماعز الموجودة في الدولة. وأضاف الشرعبي أن الماعز بوجه عام يعتبر من أكثر الحيوانات الزراعية انتشارا في دولة الإمارات وتقدر أعداد رؤوس الماعز المتوفرة في الدولة وفق إحصاء عام 2007 بحوالي مليون، 600 ألف رأس، أي ما يعادل نسبة 65 % من إجمالي حجم الثروة الحيوانية في الدولة. وأضاف الشرعبي أن الماعز المحلية الأصيلة تتميز بعدد من الصفات الجميلة، من أبرزها الشعر الناعم الأسود في أعلى جسمها، في حين يوجد حزام أبيض أو بني اللون في منطقة أسفل البطن والرأس ويصل وزن رأس الماعز الذكر الذي يبلغ من العمر 3 سنوات حوالي 26 كيلو جراما. وأوضح أستاذ علم وراثة وتحسين الحيوان بكلية الأغذية والزراعة، أن الكلية تبنت برنامجا لحماية وحفظ هذه السلالة الأصيلة، خاصة أن القيمة الاقتصادية أو المردود المادي لتربية الماعز بوجه عام تعتمد على كفاءة النمو و الإنتاج والتناسل للسلالة، فصفات النمو تحدد قدرة وكفاءة إنتاج اللحوم حتى سن التسويق. ولفت الشرعبي إلى أن التركيز على رعاية رؤس الماعز وتربيتها بشكل جيد خلال فترة النمو التي تسبق مرحلة الفطام تقلل بشكل كبير التكلفة اللازمة لتلك الرعاية؛ نظرا لأن عملية النمو لدى المواليد تعتمد اعتمادا كليا على صفات الأم في هذه المرحلة، ومن هنا تأتي أهمية تحسين الصفات الوراثية للأم، باعتبارها أفضل وسيلة لتحقيق معدلات نمو مرتفعة من خلال التحسين الوراثي للصفات خلال هذه المرحلة. وأشار الشرعبي إلى أنه ولتحقيق الاستفادة القصوى من جهود تنمية هذه السلالة المحلية، فإنه يستوجب القيام بالتحسين الوراثي لصفاتها، والذي يعتمد اعتمادا كليا على قيمة المعيار الوراثي لكل صفة، وأيضا الارتباط الوراثي بين الصفات جميعها. وركزت الدراسة على تحديد المعايير الوراثية الظاهرية لصفات النمو من الولادة وحتى الفطام لمواليد الماعز المحلي باستخدام 5 نماذج إحصائية للوقوف بدقة على كل صفة من الصفات لتصميم برنامج التحسين الوراثي لهذه السلالة. وأوصى الشرعبي بضرورة أخذ التأثير الوراثي المباشر للمواليد، إضافة إلى التأثير الوراثي للأم بعين الاعتبار، كونهما من أهم العوامل التي يجب مراعاتها عند تصميم دليل انتخابي لتحسين نمو وإنتاجية الماعز المحلي، خاصة بعد ثبوت عدم وجود أي تعارض بين الصفات الوراثية لهذه النوعية الأصيلة من الماعز المحلي. وأوضح الشرعبي أن البيانات المستخدمة في هذه الدراسة تمت على قطيع من الماعز المحلي الذي يتم تربيته في المزرعة البحثية التابعة لكلية الأغذية والزراعة وتضمنت الصفات التي تمت دراستها أوزان الماعز المواليد عند الولادة وتحديدا عند عمر 30 يوما وعند الفطام (عمر 90 يوما) والزيادة اليومية المتدرجة في الوزن اعتبارا من تاريخ الولادة وحتي يصل الماعز الوليد إلى عمر 30 يوما، وكذلك الزيادة التي تطرأ على وزن الوليد بدءا من عمر 30 يوما وحتى 90 يوما. وتضمنت الدراسة تأثير بعض العوامل البيئية على صفات الماعز المحلية ودورة حياتها مثل موسم الولادة ونوع الولادة وجنس المولود وعمر الأم عند الولادة واستخدمت الدراسة طريقة علمية معينة لتقدير المعايير الوراثية والظاهرية، وكذلك الارتباط الوراثي والظاهري للصفات المدروسة، وتم استخدام 5 نماذج من المعادلات الإحصائية لتحديد أفضل نموذج إحصائي لكل صفة. وأظهرت نتائج الدراسة أن وزن الماعز الوليد يتوقف على حالة الأم ومدى لياقتها الصحية خاصة في مرحلة الولادة، بالإضافة إلى العامل الوراثي لدى الوليد. كما أظهرت النتائج أن الأوزان عند عمر 30 يوما وعند الفطام، إضافة إلى تدرج الزيادة في الوزن من الولادة وحتى الفطام تتأثر بالظروف البيئية المستديمة المحيطة بالأم، بالإضافة إلى العامل الوراثي المباشر للماعز المواليد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©