سيطر مشهد سقوط مدريد للمرة الثالثة على التوالي في صراع الفوز بشرف تنظيم دورة الألعاب الأولمبية الصيفية على عناوين الصحف العالمية، وسط تكنهات بأن المشكلات الاقتصادية الكبيرة التي تواجهها إسبانيا في الوقت الراهن، وفضيحة المنشطات كانا لهما الدور الأكبر في الإطاحة بالحلم المدريدي، وكان للمفاجأة الكبرى بعدم تأهل مدريد للمرحلة الأخيرة تاركة الصراع النهائي بين طوكيو وإسطنبول وقع واضح على تفاعل الصحف العالمية مع الحدث الكبير.
ورصدت صحيفة “آس” الإسبانية عناوين الصحف العالمية التي تفاعلت مع الإخفاق المدريدي، حيث كان هناك إجماع على عالمية الخيبة للمرة الثالثة، صحيفة “آس” قالت: “من قمة التفاؤل إلى قاع الإحباط” وأرفقت بالعنوان صورة لشباب وفتيات في مدريد كانوا يتجمعون في إحدى الساحات المدريدية، وفي أيديهم العلم الإسباني للاحتفال بلحظة الإعلان عن الفوز بشرف تنظيم الأولمبياد وسط حالة من التفاؤل، ولكن السقوط المفاجئ وفوز طوكيو تسبب في انتشار موجة من الإحباط الذي لم يسبق له مثيل، وفي موضع آخر نقلت الصحيفة المدريدية تصريحاً على لسان ماريانو راخوي رئيس الحكومة الإسبانية، الذي قال:”الرياضة علمتنا أن السقوط يقودنا للنهوض” في إشارة إلى أن المحاولات سوف تستمر رغم خيبة الأمل للمرة الثالثة توالياً.
أما صحيفة ماركا فعنونت: “حلم 12 عاماً انهار في لحظات”، وفي موضع آخر قالت: “خسرنا لكننا لن ننهزم” في إشارة إلى أن الخسارة تظل أخف وطأة من الاعتراف بالهزيمة التي تقود إلى عدم المحاولة مستقبلاً، وعرضت صحيفة “آس” الإسبانية عناوين الصحف العالمية التي تفاعلت مع ضياع الحلم المدريدي، حيث قال صحيفة “لاجازيتا ديللو سبورت”: “خيبة أمل كونية مضروبة في ثلاثة” أي أن مدريد تشعر بالخجل على الساحة العالمية لفشلها في إقناع العالم باستضافة الأولمبياد للمرة الثالثة، وأضافت: “المفاجأة في عدم تأهل مدريد للمرحلة الأخيرة للتصويت على الرغم من ثقتها وتفاؤلها”.
أما صحيفة “لاريبوبليكا” الإيطالية فقالت: “طوكيو تهزم إسطنبول”، وأضافت:”المفاجأة في خروج مدريد على نحو مفاجئ، بعد أن كانت الحملة الترويجية تصب في صالح الإسبان، ويبدو أن المشكلات الاقتصادية والدعم الحكومي المحدود يقف خلف هذا الإخفاق، ومن المتوقع أن تدخل روما سباق المنافسة لاستضافة أولمبياد 2024.
وفي فرنسا قالت صحيفة “ليكيب”:”طوكيو تفوقت من البداية وأطاحت بمدريد ثم إسطنبول”، وتابعت: “الأمير فيليب وعملاق كرة السلة جازول لم يتمكنا من إضافة لمسة السحر الإسباني، وفشلا في إقناع الأولمبية الدولية بأحقية مدريد في استضافة الأولمبياد، كما أن راخوي رئيس حكومة إسبانيا فشل في إقناع العالم بقدرة مدريد على استضافة الحدث من مواجهة مشاكل”.
وبالانتقال إلى أصداء الإخفاق المدريدي في الإعلام الإنجليزي، فقد أكد الموقع الرسمي لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أن طوكيو أبهرت العالم بعرضها التقديمي، وأقنعت الجميع بأحقيتها باحتضان العالم من جديد، وفي المقابل لا جديد على مستوى الإخفاق الإسباني، أما صحيفة “التلجراف” فعنونت: “طوكيو تقنع العالم على حساب أسطنبول ومدريد”.
وفي الولايات المتحدة قالت صحيفتها الأكثر شهرة “نيويورك تايمز” إن البطالة والأزمة الاقتصادية الخانقة، وغياب السياسة الصارمة في مواجهة المنشطات جميعها تضامنت وأطاحت بحلم مدريد.
عدد اليوم
