الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أيمن زيدان يعود إلى يوميات المدير العام ويصف بعض المخرجين بـ «المراهقين»

أيمن زيدان يعود إلى يوميات المدير العام ويصف بعض المخرجين بـ «المراهقين»
7 ديسمبر 2010 19:55
تألق أيمن زيدان مخرجاً في مهرجان دمشق المسرحي من خلاله عرضه “راجعين” الذي استقطب جمهوراً غفيراً ملأ صالة العرض، فيما يستعد الفنان النجم لتصوير الجزء الثاني من مسلسله الكوميدي القديم “يوميات مدير عام”، ولا تزال جعبته مملوءة بالمشاريع والأفكار على أرضية التجدد الدائم في مغامرة الفن التي يخوضها منذ ثلاثين عاماً. نجاح مبهر برغم كل ما حققه أيمن زيدان من نجومية في الدراما التلفزيونية، فإنه ظل شغوفاً بالمسرح، يعود إليه بحب بين كل محطة وأخرى من أعماله التلفزيونية. وقد فاجأ الجمهور هذا الموسم بمسرحية “راجعين” المقتبسة عن قصة الروائي الجزائري الراحل الطاهر وطار “الشهداء يعودون هذا الأسبوع”، حيث زاوج زيدان بين زمن القصة الذي يتحدث عن انتصار الثورة الجزائرية، وبين زمن ما بعد حرب أكتوبر عام 1973، واحتفى بالشهادة والشهداء كقيمة عليا في الوجدان الشعبي. ورغم شفافية موضوع المسرحية، فقد اختار زيدان أن تكون كوميدية ساخرة إلى حد الوجع، وأدار بمهارة وحرفية الممثلين على الخشبة، بحيث كان بوسع كل ممثل “زهير عبد الكريم، ومحمد حداقي، وأدهم مرشد، ولمى الحكيم، وغيرهم”, أن يبرز قدراته في الصوت والأداء الجسدي والارتجال الحر، مما أقام علاقة مباشرة بين الممثلين وجمهور الحضور. وزاد أيمن باعتماده على الأغنية الشعبية، والمشاهد القصيرة، ليضعنا أمام كوميديا سياسية شدت الجمهور الذي استمتع بالفرجة، حيث واكب عرض المسرحية “تخت شرقي” مؤلف من عازف عود وناي وإيقاع، وتناغم العازفون مع اللوحات الكوميدية الساخرة، مما جعل النقاد يتفقون على أن المخرج أيمن زيدان قد أعاد مسرح العائلة العربي إلى الوجود، لأنه نجح في تقديم توليفة مثيرة وممتعة، مثلما نجح في مسرحة نص “الطاهر وطار” برؤية معاصرة. ولعل هذه الأسباب مجتمعة هي ما جعلت من مسرحية (راجعين) في مقدمة العروض في مهرجان دمشق المسرحي الذي اختتم عروضه مؤخراً. عودة إلى اليوميات قدم أيمن زيدان مسلسله الكوميدي “يوميات مدير عام” في تسعينيات القرن الماضي، وقد حقق من خلاله نجاحاً شعبياً كبيراً، وبعد أكثر من خمسة عشر عاماً على عرض المسلسل، يعلن أنه يعود إلى يوميات المدير العام في جزء ثان، ليس بسبب نقص النصوص الجيدة، وإنما لاستمرار الظواهر السلبية نفسها التي تناولها الجزء الأول، كالبيروقراطية والرشوة وإهمال وتواكل بعض موظفي الدولة، ليضيف بأن الفساد أصبح أكثر إيذاءاً واستفزازاً في أكثر من بلد عربي، لذلك سيقدم عملاً كوميدياً يتصدى لمشاكل ساخنة، وسيقدم اقتراحاً طريفاً على مستوى الشكل الفني والمضمون مختلفاً عما قدم في الجزء الأول. وقد قام بكتابة المسلسل خالد حيدر ويخرجه زهير قنوع. ويرى أيمن زيدان أن أكثر المشكلات التراجيدية في الحياة يمكن أن نراها بعين ساخرة، وأن الكوميديا هي الأكثر قدرة على إثارة الجدل والتأثير وممارسة النقد والمحاكمة، وهي الأكثر خطورة على صعيد الناس، واعتبر أيمن أن كل ما يجري في عالمنا العربي جدير بالسخرية، وأعرب عن أسفه لأن المحطات العربية تتعامل مع الكوميديا بدرجة أقل مما تتعامل به مع الدراما التاريخية أو أعمال البيئة الشامية، مما جعل الفنانين والمنتجين يحجمون عن تقديم الأعمال الكوميدية، وربما لهذا السبب ـ يلاحظ أيمن ـ فإن الأعمال الكوميدية هي الأقل عدداً نسبة لبقية الأعمال السورية. وسيشارك في “يوميات مدير عام” في نسخته الثانية المختلفة إلى جانب أيمن زيدان الفنانون أندريه سكاف، ونزار أبو حجر، وأمية ملص، ومرح جبر، وحسام تحسين بك، ووفاء الموصلي، وسليم كلاس، وميريام عطا الله، ونجلاء الخمري، وآخرون. نجاح كوميدي مرموق يعتبر النجم أيمن زيدان أن أي مسلسل كوميدي بمثابة المرور في حقل ألغام فنياً، فالنتيجة غير مضمونة، لأنها إما أن تكون جيدة أو سيئة، بغض النظر عن النجاح الجماهيري، لأن المعيار الأساسي للعمل الكوميدي هو أن يحمل رسالة مهمة تترسخ قيمتها في أذهان المشاهدين، وينطلق من قناعته أن جميع أعماله الكوميدية حملت هذه الرسالة، مثل “يوميات مدير عام” في جزئه الأول، و”بطل من هذا الزمان” و”الوزير وسعادة حرمه” و”مرسوم عائلي”. أما مسلسله “جميل وهناء” فيعتبر أن نجاحه شعبياً استند إلى تناوله للتفاصيل الحياتية البسيطة، وهو لا يعد هذا المسلسل من المحطات المهمة في مسيرته الفنية. لا تعوز الصراحة والشفافية في طرح الأمور الفنان النجم أيمن زيدان، فهو يصارح بعض مخرجي الدراما التلفزيونية، ولاسيما الشباب منهم، أن عملية الإخراج عندهم تشوبها “المراهقة”، ورغم أنهم يمتلكون الحماسة والخبرة، إلا أنهم يصرّون على محاكاة السينما، حتى أن بعضهم يقدم اقتراحاته البصرية قبل أن يقرأ النص، وهذا ما يجعل المسألة سمة شكلانية، أكثر منها اقتراحاً بصرياً جديداً. واعتبر الفنان المخضرم أن ما يحصل على المستوى الإخراجي في الدراما التلفزيونية يشكل مراهقة وفوضى بصرية، لذا فإن الإخراج اليوم هو أضعف حلقات هذه الدراما. وهو ما نلحظه من خلال تشابه الأعمال المقدمة مؤخراً، ولاسيما أن شرطي المعرفة والخبرة لم يعودا الأساس، بل أصبح الجانب التكنيكي هو المعيار. وتحدث أيمن عن شركات الإنتاج السورية، فقال إن معظمها تحول إلى دور المنتج المنفذ الخاضع لشروط رأس المال.الذي يفرض رؤيته على الدراما، وقد حصل هذا التراجع بعد أن كانت الدراما السورية تنتج برأسمال وطني، ودون أن يكون للجهات الممولة وصاية على الأعمال. عميد الدراما السورية إن الآراء التي عبّر عنها الفنان النجم أيمن زيدان تستمد أهميتها من كون صاحبها يعتبر عميد الدراما التلفزيونية السورية، إذ إن مسلسله الشهير “نهاية رجل شجاع” شكل بداية انطلاقة قوية لهذه الدراما، فقد أسند ولأول مرة دور المخرج للموهوب نجدت أنزور، وتوالت أعماله التلفزيونية خلال أكثر من ستين مسلسلاً شكلت علامات فارقة في الدراما السورية، ولا يزال يتربع على عرش نجوم الدراما العربية.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©